خوفنا من النتائج يحرمنا من متعتها

الخطوة الأولى .. “شرارة” عبور من فشل إلى نجاح

في زحمة المخاوف وسباق التوقّعات تبقى الخطوة الأولى تحمل الكثير من علامات الاستفهام في ظلّ الخوف من كلّ ما هو جديد، تستوقفنا أسئلة قد لا نجد لها الإجابات الشافية عن كلّ ما يخيفنا ويسرق الدهشة في بعض الأحيان.
لعلّ الخطوة الأولى هي محطة عبور لحياة جديدة أيّا كانت النتائج وقرار بتنفيذ أحلام ستظلّ على قيد الخوف ما لم نمتلك شجاعة الاستحقاق وأنّنا قادرون على قلب المعادلة لنكون جديرين بالمرة الأولى لطريق جديد قد نسلكه نتقاطع فيه مع مواقف وأشخاص ومفاجآت تنقلنا لخطوات أخرى ربما تكون أكثر سعادة.
الخطوة الأولى هي بداية لخطوات كثيرة، كما يراها أحمد 35 عاما، ويقول: “خوفنا من النتائج يحرمنا غالبا من متعة الخطوة الأولى فليس المهم أن ننجح دائما، ما يهم نأخذ خطوة للأمام في طريق أحلامنا وطموحاتنا”، مبينا أنّ وجود الصعوبات لا يعيقنا عن التقدّم وتكوين الخبرات، العائق الحقيقي هو الخوف من النتائج وذلك لأنّنا لا نتقبّل أن نخفق أو أن نتوه لبعض الوقت عن بوصلة النجاح.
أحمد يؤمن بأنّ لكلّ شخص الحق في أن يخطو خطواته الأولى التي تفتح أمامه الطريق ليتعلم ويكون مستحقا لكلّ ما يسعى إليه، فهو من حقّه أن يمضي في طريق اختاره ليفي بوعد قطعه على نفسه حتى لو كان ذلك مكلّفا أو أن يدخل تخصّصا صعبا لطالما حلم به فقط، لأنّه لا يجد من يشجّعه على اتخاذ الخطوة الأولى وتحقيقها على أرض الواقع بدلا من التخيّلات التي تسرق العمر دون فائدة.
مريم هي أيضا عرفت كيف تتخذ من الخطوة الأولى معبرا للحياة وجني النجاح، لم تسمح للخوف أن يبني حاجزا بينها وبين الوظيفة التي أحبّتها وتمنتها، ولم تستمع لأقوال المحبطين الذين راهنوا على فشلها من الخطوة الأولى رغم أنّها ليست مقياسا.
وترى مريم أنّها لو لم تؤمن بنفسها من أول الطريق وتكون جديرة بالمسؤولية وبالقرار الذي اتخذته كانت ستندم كثيرا وستعيش طوال عمرها تتحسر على ضياع الفرصة الأهم في حياتها من وجهة نظرها، لافتة إلى أنّه من الطبيعي جدا أن نخاف من الخطوة الأولى ونحسب حساب الربح والخسارة، لكن في المقابل علينا أن نتوقّع السعادة في كلّ الصعوبات التي سنمر بها والتي ستسمح لنا بالانتقال من نجاح لآخر.
ولعلّ من يخاف من الخطوة الأولى ومن حدوث تغيير حقيقي في حياته يفضّل أن يتجاهل الفرص على أن يعيشها بحلوها ومرّها، لكنّ الأحلام لا تتحقّق إذا قررنا الوقوف على حافة الحياة.

الخــوف أكـبر الـعوائـق

الخوف من الخطوة الأولى، أو الإجراء الأول في أيّ هدف أو مشروع يتمثل في قلق نشعر به عندما نتخيل جميع الأشياء السلبية التي يمكن أن تحدث معنا إذا ما فشلنا في إنجاز هذا الهدف أو المشروع.
يعدّ الخوف من الفشل أحد أكبر العوائق التي تفصلنا عن اتخاذ الخطوة الأولى من أجل الوصول لأهدافنا وأحلامنا، لكن بالطبع هناك طرق يمكنها أن تعيننا على اجتياز هذه العقبة. منها وأهمها إعادة تعريف الفشل، فالفشل بخطوة أو عدّة خطوات لا يعني الاستسلام والتوقّف عن المحاولة، الإخفاق شيء طبيعي يمر به الإنسان في طريقه من أجل تحقيق أهدافه، هذا الإخفاق يجب أن نستفيد منه ونتعلم لكي لا نقع فيه مرة أخرى، ويجب المحاولة من جديد حتى لو كررنا الخطوة الأولى أكثر من مرة، المهم ألا نيأس ونستمر في طريق النجاح.
أيضاً يجب أن نميز بين التهديدات الحقيقية والوهمية. فالأولى تمثل تهديداً قائماً على أرض الواقع في مواجهة بقائنا، والأخرى مجرد سيناريوهات افتراضية ووهمية يمكن أن تحدث ويمكن ألا تحدث، التهديدات والمخاوف الوهمية ممكن أن تؤثر على إنجازنا وتعيق تقدّمنا نحو تحقيق الأهداف. أيضاً يجب خلق أهداف للتعزيز وليس للمنع، بمعنى السعي نحو نتائج إيجابية مثل زيادة الراتب، وليس نحو المنع من الوصول لنتائج سلبية مثل الرغبة في عدم فقدان الوظيفة.
يجب أن نؤمن بأنّنا أقوياء وبإمكاننا تحقيق أهدافنا، فالأشخاص الذين يعانون الخوف من الفشل يشعرون بقلق أكبر تجاه خسارة الأصدقاء أو تقدير الآخرين عن خوفهم من خسارة المال. ومن أجل التغلّب على هذا الخوف، علينا تحديد أكثر العواقب التي نخاف منها وتقييم قدرتنا على التعامل مع كلّ منها، مع التركيز على بناء مشاعر الثقة بداخلنا تجاه قدراتنا على التصدي بفاعلية لهذه المخاوف.
ويمكن أيضاً أن نستعين بخبرات الآخرين وأخذ النصح والمشورة من أهل الاختصاص والثقة في المجال الذي نعمل به، وأن نطلب الدعم والمساندة النفسية من أهلنا أو أصدقائنا إن كنّا نحتاجها، وإن كان وجودهم إلى جانبنا يعزّز ثقتنا بأنفسنا ويعطينا القوّة للبدء بالخطوة الأولى والاستمرار حتى نصل لتحقيق أهدافنا.

مجرد وهـم

البداية دائماً هي الخطوة الأولى نحو النجاح. عندما نتحدّث عن الخطوة الأولى، فإنّنا نشير إلى تلك اللحظة الحاسمة التي تحدّد مسارنا وتوجّهنا نحو أهدافنا. إنّها اللحظة التي يجب أن نتخذ فيها قراراً بالتحرك نحو ما نريد تحقيقه، مهما كانت العوائق أمامنا.
الخطوة الأولى قد تكون صعبة، فقد تواجهنا المخاوف والشكوك والتردّد في البداية. لكن علينا أن نتذكر دائماً أنّ النجاح لا يأتي بسهولة، وأنّ الشجاعة والإصرار هما مفتاح النجاح.
عندما نتخذ الخطوة الأولى، يجب علينا أن نكون واثقين من قدرتنا على التغلّب على التحديات وتحقيق أحلامنا. يجب أن نكون مستعدين للعمل بجدّ وتحمّل المسؤولية وتقبّل الفشل أحياناً كجزء من رحلتنا نحو النجاح. لذا “دعونا لا نتردّد في خطوة البداية، بل لنحوّل هذه الخطوة إلى دافع لنا للتقدّم والنمو”.
لا تنتظر الظروف المثالية، بل ابدأ من حيث أنت الآن، وتحرك نحو ما تريد بقوّة وثقة، وستجد نفسك في طريقك نحو النجاح الخوف من الخطوة الأولى شائع لدى الكثير من الناس وفي شتى مجالات الحياة حتى في أبسطها كالدراسة أو اكتساب مهارات جديدة مثلا، ولكن يمكن التغلّب عليه من خلال تحديد الأهداف الصغيرة واتخاذ خطوات صغيرة نحو تحقيقها لتصل إلى الهدف الأعظم، عند الوصول لهدفك والإحساس بشعور الإنجاز.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024