ذاكرة مكان

جامع صالح باي بعنابة.. إرث تاريخي يروي ماضي بونة العتيقة

يتوسط جامع الباي بعنابة باحة السوافة بالمدينة القديمة بلاص دارم، ويتواجد تحديدا بمحاذاة الجهة البحرية، وبالقرب من مسجد أبو مروان الشريف، الذي يعد هو الاخر معلما تاريخيا، ولا تفصله عنه إلا بعض الأزقة الضيقة والمتلاصقة.
شُيّد في عهد الخلافة العثمانية بالجزائر 1792م بأمر من حاكم الشرق الجزائري صالح باي، والذي حمل المسجد اسمه، منذ تأسيسه، على الرغم من أنّ صالح باي تُوفي بعد أيام قليلة من تدشين المسجد، ولمَا كان لهذا الباي من حب واحترام في قلوب شعبه فقد حزنوا عليه حزنا شديدا ولبسوا الأسود وكتبوا القصائد رثاء له.
 وبهدف محو ذاكرته من عقول الناس لجأ الباي الجديد مصطفى الوزناجي إلى حذف اسم صالح باي من مبنى الجامع، واختزل اسم الجامع ليُصبح «جامع الباي».
ويعتبر هذا المسجد من المساجد الأولى التي أخذت الطابع التركي الأناضولي بالجزائر، فبغض النظر عن الهندسة المعمارية التابعة للطراز العثماني، يتميز أيضا بالأبواب والأقواس المزركشة بألوان جميلة.
تنتصب مئذنته على شكل هرمي مقطوع ذي قاعدة مربعة، أما الناعورة التي تتوسط الجامع فهي تتميز بفسيفساء فريدة من نوعها ومرصعة بماء الذهب الخالص، ممزوجة بزخرفة إسلامية لا نظير لها في العالم الإسلامي.
بقي المسجد رغم مرور قرون على تشييده واقفاً شامخاً يتكلم عن عراقة وأصالة فترة ماضية من الماضي الجميل وقد صنف هذا الصرح الديني كتراث وطني.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024