تصيُّد الأخطاء..

الانتقــاد والتوبيخ قد يـؤدّي إلى الطّلاق

 هناك فرق بين التعبير عن نفسك وما يزعجك، وبين تصيد أخطاء شريكك، والتركيز على كل شيء فعله أو لم يفعله، وكل كلمة قالها وكيف قالها، والأخطاء التي ارتكبها بقصد وبدون قصد، والتفاصيل الصغيرة التي لم يتذكرها جيدا، وتعريضه للانتقاد والتوبيخ طوال الوقت.

مشاعر سلبية

 يثير تصيّد الأخطاء العديد من المشاعر السلبية التي تهدد صفو العلاقات وتزعج الطرف المعرض للانتقاد طوال الوقت، وقد يتفاقم تأثيره ويسبب الإصابة بالاكتئاب وتدني احترام الذات وتمزيق الروابط بين الزوجين.
لا يخلو أي زواج من الصّراعات، لكن هل يدور الزواج حول الصراعات طوال الوقت؟ بالطبع لا، وهذه بعض علامات تصيد الأخطاء، تعرف عليها للتفريق بين هذا السلوك وبين الخلافات حول أمور تستحق ذلك ونجد منها، الإشارة باستمرار إلى أشياء مزعجة تافهة، الحساسية المفرطة تجاه كل كلمة وفعل من الآخر، والشعور بالإهانة بسبب كل خلاف بسيط، استحضار المشاكل والمواقف السابقة لإحراج الشخص الآخر، التعبير عن الانزعاج بشكل مبالغ فيه حيال التفاصيل غير المؤثرة، والتذمر المستمر.
واتهام الآخر بأنّه مليء بالعيوب والتركيز على النواقص، أيضا التعبير عن التوقعات العالية بشكل مبالغ فيه، والإحباط بسبب عدم تحقق هذه التوقعات، كذلك السعي للكمال وأن يكون كل شيء خاليا من العيوب.
ويدفع العديد من العوامل البعض إلى تصيد الأخطاء لمن حولهم، من بينها الاعتقاد بضرورة توجيه الآخرين أو إسداء النصائح وكذا الافتقار للقدرة على التعبير عن الاحتياجات بشكل صحيح، فتخرج في صورة انتقادات مستمرة، إلى جانب وجود مشكلة كبيرة لكن تصعب مواجهتها، فينصبّ التركيز على الأشياء الصغيرة والتافهة.
ومهما كان الزوجان على وفاق، فكل إنسان له أخطاؤه وما ينقصه، وهذا من طبيعتنا البشرية، ولذلك عند رفض هذه الحقيقة وطلب الكمال من الآخر، لا يستطيع الزوجان تحمل أخطاء بعضهما، وينصبّ التركيز على عيوب كل طرف وما ينقصه.
وينتج عن ذلك آثار سلبية عديدة، منها كثرة الخلافات والجدال بين الزوجين، وانخفاض الثقة في النفس وتدني احترام الذات، والشعور بالاستياء والإحباط وعدم الرضا عن العلاقة.
وقد يتفاقم التأثير السلبي لتصيد الأخطاء لما هو أبعد من ذلك، إذ خلصت دراسة نُشرت في مجلة “بلوس ون” إلى أنّ تصيد الأخطاء في العلاقات الزوجية يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، كما أن اللوم والنقد المستمر هما من أكبر الأسباب التي قد تؤدي إلى الطلاق.
وتتضمّن جميع العلاقات الطويلة الأمد مشاكل بسبب سمات شخصية أو صفات مزاجية عند الزوجين، وهي أشياء غير قابلة للحل وتحتاج ببساطة إلى تعلم كيفية التعايش معها، وإلا فإنها ستصبح سببا للصراعات الدائمة.
ونقل موقع “فيري ويل مايند” عن جون غوتمان، المعالج النفسي الأميركي ومؤلف كتاب “المبادئ السبعة لنجاح الزواج”، أنّ “69 % من مشاكل العلاقات تكون بسبب قضايا غير قابلة للحل، والتي من ضمنها الأشياء الصغيرة التي يدفع التركيز عليها إلى سلوك تصيد الأخطاء”.

تجاوزها ممكن

 إذا كنت تركّز على أخطاء شريك حياتك وتشير إليها باستمرار، فهذه بعض النصائح التي يمكنها مساعدتك للتوقف عن هذا السلوك وحماية نفسك وزواجك من العواقب السلبية:
اقبل شريكك وذكّر نفسك دائما أنّ عليك تقبل حقيقية أن لزوجك بعض العادات التي تزعجك، وتعلم اختيار معاركك، فهناك أشياء صغيرة عليك بذل مجهود في تقبلها، وهناك قضايا أخرى تستحق التركيز عليها.
توقّف لحظة مع شعورك قبل أن تقرر انتقاد زوجك بسبب مشاكل تافهة. ركّز على مشاعرك الداخلية، واسأل نفسك ما الذي تحتاجه حقا؟ هل تود التعبير عن شيء آخر كبير ولا تستطيع مواجهته؟ هل هناك دافع آخر؟
من المهم فعل ذلك، لأنّ من أسباب سلوك تصيد الأخطاء محاولة تلبية احتياجات أخرى، ولذلك عليك أن تفهم أولا من أين يأتي انزعاجك، وإذا وجدت أنك تود شيئا آخر، حاول التعبير عن الشيء نفسه بشكل مباشر بدلا من توجيه الانتقادات الهدامة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024