الأسرة..الكلمة المفتاح لبناء مجتمع يرفض المخدرات ويحاربها
لا يمكن الحديث عن ظاهرة المخدرات دون التطرق الى المسؤولية الملقاة على عاتق المجتمع للمساهمة في الحد من هذه الفة التي استشرت وانتشرت بطريقة مخيفة، لكونها مسّت حتى الفئات العمرية الصغيرة، لذلك لابد من انخراط الجميع في مكافحة الظاهرة، فحتى وإن كانت الجهات الأمنية تقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المتاجرة بأرواح وصحة ومستقبل الشباب، إلا أن المجتمع بمختلف اطيافه وفئاته المعني الأول بالدور التحسيسي والتوعوي في وقف «نزيف» الضمير والإنسانية.
أكّد الدكتور بوعموشة نعيم، الأستاذ بجامعة تمنغست، في اتّصال مع «الشعب» الدور المحوري الذي يؤدّيه المجتمع للتصدي لظاهرة المخدرات التي تنخر اساساته وصلابته المجتمعية، مشيرا إلى أنّه تقع مسؤولية التصدي لظاهرة تعاطي المخدرات في أوساط الشباب على عاتق جميع مؤسسات التنشئة الاجتماعية بداية من الأسرة إلى المؤسسات التربوية والدينية ووسائل الإعلام، وذلك بالحرص على التنشئة السوية لأفراد المجتمع وتنمية الجانب الأخلاقي والاجتماعي في شخصية شبابنا.
لذا وجب الاهتمام بالتنشئة الاجتماعية السليمة والقويمة للنشء داخل الأسرة كونها خط الدفاع الأول، الذي يمكن أن يقي الشباب من الانحرافات الأخلاقية والسلوكية، وذلك عن طريق الرقابة وسيادة الحوار بين الآباء والأبناء وتوجيههم الوجهة السليمة وحمايتهم من أخطار الانحراف والإدمان.
بالإضافة لتدعيم الشعور بالمسؤولية بين أفراد المجتمع، وإثارة الوعي المجتمعي بخطورة ظاهرة تعاطي المخدرات ومضاعفاتها وقدرتها التدميرية للفرد والمجتمع، وتفعيل دور المساجد في الوعظ الديني الهادف بغية توصيل الرسالة التوعوية لمتعاطي المخدرات وذويهم بطريقة بعيدة عن الوعظ التقليدي الذي قد ينفر الشباب من الاستماع إليه.
كما يجب العمل وبشكل جاد على وضع سياسة وقائية تهدف لانتشال المتعاطين من خطر الإدمان، ومساعدتهم على العودة إلى حياتهم الطبيعية، وذلك بالنظر إلى المدمن على أنه مريض يحتاج للعلاج وليس مجرم يعاقب بالسجن. وتعبئة الجهود لمواجهة ظاهرة تعاطي المخدرات والوقاية منها وحماية شبابنا من خطر الإدمان على المخدرات، وتقوية الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية.
