ذاكرة مكان

مسجد العباد بتلمسان.. تٌحفة تضارع سموّ التاريخ

بنيت هذه التحفة المعمارية من طرف المرينيين كتكريم لأبي مدين بن شعيب وهو ولي صالح أصله من إشبيلية ودفن بعين المكان خلال القرن 12 م، وقد ساهم في نشر وإشعاع التصوف ببلاد المغرب، تضم هذه المجموعة الهندسية مسجدا وضريحا ومدرسة وحمامات، يشبه تصميمها إلى حد كبير تصميم مسجد سيدي الحلوي بتلمسان (1353).
يتشكل المدخل الرئيسي من باب كبير يؤدي إلى بهو مزين بألواح جبسية منقوشة بإتقان وتعلوه قبة ذات مقرنصات، أمّا قاعة الصلاة فقد غُطيت بسقف مائل ذو تجويفات وزخارف هندسية مثل شبكات مسترسلة إلى ما لا نهاية من النجوم والأشكال المتقاطعة والوردية الشيء الذي يوحي إلى القبة الزرقاء.
وتتشكل قاعة الصلاة من خمس بلاطات موازية لجدار القبلة منقسمة إلى ثلاث أساكيب وتتكئ على بلاط متعامد مع القبلة، وترتكز العقود على دعامات مزين جزؤها العلوي بتوريق عربي، ويعد البلاط الأوسط هو الأكثر اتساعا من البلاطات الأخرى.
أما المحراب فهو عبارة عن غرفة صغيرة تغطيها قبة ذات مقرنصات، فيما تقع مئذنة المسجد بالزاوية الشمالية الشرقية للباب، وهي مبنية من الآجر ومكسوة بالزليج، تشبه الى حد كبير في أبعادها أبعاد مئذنة الكتبية، وتقع المدرسة التابعة للمسجد غرب قاعة الصلاة، وقد كانت مخصصة لتدريس الفقه والتفسير والعلوم الدينية.
يتم الولوج إلى داخل بناية المدرسة عبر باب كبير ذو زخارف متعددة الفصوص مصنوعة من الآجر وشبيهة بتلك التي تزين المدرسة المرينية (سلا). وبداخل الصحن ينفتح باب على قاعة الصلاة والدروس التي تتوفر على محراب سداسي الأضلاع.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024