خُـذ جرِّب..

أوّل خـطوة للـسقوط في هـوّة الإدمان

يتصيّد فرائسه

غالبا ما تكون مفردة “جرِّب” لجليس السوء هي تذكرة الدخول لنفق المخدرات المظلم والسبيل للإدمان، فإذا وجدت تلك المفردة شخصًا ضعيف الشخصية ستودي به الهاوية بالوقوع في فخ المخدرات بأنواعها.

 يبدأ جليس السوء بتصيُد ضحيته الجديدة بنوع من المخدرات لا يؤثر على العقل لفترة طويلة، إلا أن الضحية يقع في الإدمان على ذلك النوع حتى يرتقي به الجليس إلى مُخدِّر أقوى يطلب من أجل توفيره للضحية مبلغاً قد يكون بسيطاً في أوله، وهو الأمر الذي يجعل المدمن يحرص على توفير المال بطرق ملتوية وغير مشروعة لشراء ذلك المخدر مما يعني تقصير المُدمن الموظّف، بواجبات أسرته وتوفير المال من أجل المخدرات على حسابهم وقد يلحق الضرر بهم في سبيل البحث عن المخدرات وتعاطيها قسرًا وإجبارًا، نتيجة إدمانه المتقدم.
وعن الأسباب التي تؤدي لتعاطي المخدرات، نجد أن غياب الوازع الديني هو أحد أهم الأسباب كما أن وجود الفراغ في حياة الشخص، وارتباطه مع رفاق سوء ينتشر بينهم تعاطي المخدرات، من أحد المسببات المباشر، وكذلك عدم توفر الوعي التام بأضرار المخدرات ونتائج تعاطيها.
والمخدرات تؤثر على مخ المدمن وسلوكه ويحتاج إلى دواء وعلاج للإقلاع عن الادمان، حيث يحتاج المتعاطي إلى إعادة تأهيل نفسي وسلوكي في عيادات ومراكز تقدم برامج متخصصة يحتاج بعضها إلى الإقامة الكاملة أو نصف الإقامة لعلاج تعاطي المخدرات نهائيًا واستعادة المدمن لحياته الطبيعية، أما الوسيلة المثلى لترك المدمن للمخدرات فهي في الإرادة والعزيمة القوية والتغلب على حالات اليأس التي قد تنتاب المدمن لمحاولته التعافي منها.
وعن الآثار الاقتصادية على حياة المدمن كفرد من أفراد المجتمع، يجب القول أنّ المخدرات تستنزف المال مما يسبب الفقر للمدمن، كذلك يسعى المدمن إلى الحصول على المال بطرق غير المشروعة مما يضطره الى السرقة التي تتسبب اقتصاديًا في تقويض اقتصاد الغير.
وعن الآثار الاجتماعية التي تسببها المخدرات، نجد أهمها تخلي المتعاطي عن دوره الفعَال في الأسرة وعدم تحمله لمسؤولياته، إضافة الى تقصيره في واجباته المالية تجاها.
لذلك يوصي المختصون المدمن بالعزيمة والإصرار على ترك المخدر، وقطع كل ما يؤدي به إلى أصدقاء السوء من أرقام هواتف أو أماكن تجمع والمحافظة على الصلاة بالمسجد وإشغال وقته بما يُفيده ويعود عليه بالمنفعة، إلى جانب عدم التردد في التواصل مع العيادات المتخصصة في علاج الإدمان، الذي يعتمد على جلسات علاجية ونفسية يتم من خلالها سحب مادة الإدمان وإلزامه بمدة علاج محددة تمتد لأكثر من ستة أشهر أحيانًا كثيرة.
وعن كيف تعرف الأسرة أن من بينها مدمنًا، فتوجد علامات واضحة تظهر على المدمن من بينها تأثر مستواه الدراسي إذا كان طالبًا، وانطوائه في المنزل وتغير العلاقة بينه وبين والديه أو بقية أفراد الأسرة، أو عدم رغبته في الاندماج مع أفراد المجتمع المحيط في مناسباتهم العامة.
لذلك وجب على الأسرة احتواء فردهم المدمن، وألا تقوم بالتبرير لحالته الصحية والنفسية التي يلاحظها المجتمع بل عليها الشروع فورًا في علاجه من خلال الاتصال بالجهات الوصية لاستدراك ما فاته من علاج.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024