«متـلازمة راتب مايو”

«تنفيـس” بـصـيغة فكاهـيـة يــتصــدّر مواقع الـتـواصل الاجـتماعي

تبادل مرتادو ومتابعو مواقع التواصل تلك المقاطع المدبلجة أو الصور المركبة التي تحاكي حالة العوز بين صفوف المواطنين، وفي بيوت الأسر التي تعتمد في حياتها على “الراتب” نهاية كل شهر، إلا أن الطريف في ذلك بأن كل ما تم بثه، كان بقالب كوميدي، والذي اعتبره البعض نوعا من “المواساة بالأحوال، والتخفيف من الضغط النفسي”.
مقاطع فيديو “مركبة” لبعض لقطات أفلام أو مسلسلات تمّ من خلالها اختيار كلمات وأغان تتلاءم والوضع الاقتصادي العام في المجتمع، صورة وضعت لردة فعل معينة، ما إن ينظر لها الشخص حتى يرى فيها عبارات عن شهر مايو، والربط بين شهر رمضان الذي تم فيه استلام آخر “راتب” وما يحدث للأسر الآن من انتظار لنهاية الشهر الحالي.
«ماي جوزنا فيه رمضان، العيد، صمنا ست أيام تاع شوال، وزدنا جوزنا الشتا والصيف وما حبش يخلاص”، كان ذلك أحد التعليقات الساخرة التي أثارت الضحك بين المتابعين، والتي دوّنها أحد الأشخاص على أحد حسابات “فيسبوك” لتتعاقب التعليقات والردود التي تتحدث عن الحال الذي وصلت له بعض العائلات بعد نفاذ راتب الشهر الماضي منذ بدايات الشهر.
منهم من علّق بطريقة ساخرة، ومنهم من كان يتحدث بواقع أليم وحسرة على الحال الذي وصل إليه من حالة عوز وحاجة لأي مبلغ من المال “لتمضية الشهر”، خاصة وأن عيد الأضحى بات على الأبواب، ويأتي بالتزامن مع راتب شهر يونيو، الذي يتمنى كثيرون أن يكون موعد “الراتب مبكراً عن المعتاد”، لشراء مستلزمات عيد الأضحى.
ووفقا لدراسة نشرت في مجلة
“Cognitive Processing”، بين علماء النفس أن ردود الفعل بطريقة الكوميديا السوداء تشير إلى “الذكاء”، مشيرين إلى أن الأشخاص القادرين على التعامل مع مشاكلهم والأزمات العامة بطريقة الكوميديا السوداء، قد يكون لديهم معدل ذكاء أعلى وعدوانية أقل ويقاومون المشاعر السلبية بشكل أكثر فعالية من غيرهم.
وتُعرف الكوميديا السوداء، بأنها أحد أشكال الكوميديا التي يتم من خلالها التعامل مع العديد من المواضيع، ذات الرأي العام عادة، وتكون ذات طابع مؤلم وجاد، بطريقة ساخرة وتثير الضحك لدى الجمهور المتلقي، وقد يتعمد البعض المبالغة في الطرح للمواضيع بهدف إضحاك الناس ولفت نظرهم لقضية ما.
ويرى المختصون أن هذه الطريقة في التعبير تعد أمرا جيدا، كونها تساعد على التخفيف من الضغوط التي يعاني منها الفرد، وتسهم في تحسين مستوى الصحة النفسية للجميع، فهي أسلوب إيجابي؛ حيث يستبدل الشخص الحوار وتفريغ الضغوط بطريقة تمتاز بـ “أعصاب باردة وهادئة وليس بطريقة تتسم بالشدة والعصبية”.
ورغم ذلك، يجب أن نحذّر من انتشار ثقافة السخرية في المجتمع، فيصبح الجميع يتناولون قضايا المجتمع ومشكلاته بشيء من الاستهزاء وعدم الجدية، ويصبح السلوك الجمعي للأفراد غير مسؤول، وهذه السلوكيات لها مخاطر على المجتمع وعلى الأجيال المقبلة في التعامل مع المشكلات، فيفقدون مهارة حل المشكلات وإدارة الأزمات، لذلك لابد من شيء من الجدية حتى لا تحدث السخرية المبالغ فيها تأثيراتها في العقلية المجتمعية المتلقية، فتفقد الأمور أهميتها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024