المختص النفسي بوجمعة بلفخار يوصي الممتحنين..

الراحة النفـسية.. التـّغـذية الجيدة وتجنّب الشائعـات..

علي عويش

تعتبر المرافقة النفسية للطالب من أهم العوامل التي تؤثر على أدائه الجيد في الامتحانات، فالتوتر والقلق قد يؤثران بشكل كبير على قدرة الطالب على التركيز والتفكير وتذكّر المعلومات المهمّة، الى جانب عوامل أخرى قد تتصل بالأسرة أو بالمحيط، ترهن من قدرته على الاندماج بالشكل المطلوب في جو الامتحانات.. الطالب المقبل على امتحانات شهادة التعليم المتوسط أو شهادة البكالوريا، قد يجد نفسه في مواجهة بعض الظواهر والعادات الاجتماعية السيئة والظروف النفسية أو الصحية الصعبة التي تنقص من أدائه، وتضع مستقبله العلمي على المحك.

تبرز الأسرة كأحد أهم الركائز الداعمة للطالب في الامتحانات ونقطة قوّته في التحصيل والنجاح، وفي نفس الوقت، قد تكون هذه الأسرة نفسها مِعول هدم لقدراته العلمية وسبباً في فشله وإخفاقه في الحصول على الشهادة.
يرى المختص النفساني بلفخار بوجمعة أن الحالة النفسية للأسرة وقت الامتحانات قد يكون لها دوراً إيجابياً في نجاح الطالب، كما قد يكون لها دوراً سلبياً إذا مارست ضغطاً على الطالب، سواء من خلال إلزامه بالمراجعة المستمرة أو إهماله بشكل كامل، مؤكداً على دور العائلة في المرافقة والمتابعة الجيدة للطالب قبل وأثناء الامتحانات.
وقال المتحدث إن بعض العائلات تكون هي الأخرى تحت ضغط الامتحانات والقلق على مصير ابنهم، وهو ما قد يتسبب في “ضياع بوصلتها” ودخولها في حالة من التخبط الممزوج بالحرص غير المدروس، قد يدفع بهذه الأسرة الى إسقاط هذا الضغط والقلق على الطالب.
يراهن الاخصائي النفساني على المرافقة النفسية الجيدة للطالب قبل وأثناء الامتحانات من أجل تحقيق نتائج جيدة، ويرى بأن هذه المرافقة هي مسؤولية الأسرة وتقع على عاتقها بدرجة أكبر وتأخذ صوراً وأشكالاً مختلفة.
الراحة النفسية، التغذية الجيدة والتصدي للشائعات، هي عوامل قد يكون لها الأثر البالغ على الطالب في الامتحانات، وهنا يبرز دور الأسرة كصمام أمان للطالب، وأداة فاعلة للمرافقة النفسية له أثناء الامتحانات ومساعدته على تنظيم الوقت بشكل فعّال.
ودعا بلفخار الى ضرورة مرافقة الأولياء للطالب مع التقيّد بمجموعة من المعايير الصحية، مؤكداً على ضرورة حرص الاولياء على أخذ ابنهم قسط جيد من النوم والراحة وممارسة الرياضة، لأن إدخال الطالب في جو مغلق من المراجعة المكثّفة والسهر الى وقت متأخر قد تكون له نتائج وخيمة على التحصيل.
الى جانب ذلك، أكّد الدكتور على أهمية تزويد الطالب بمشاعر التفاؤل وسرد نماذج وأمثلة عن أُناس نجحوا رغم الصعاب، مع ضرورة إبعاده عن جو التوتر الأسري والخلافات العائلية والأشخاص المحبطين وتهيئة الجو المناسب للدراسة داخل المنزل على الأقل في فترة الامتحانات.
فيما شدّد بلفخّار على أهمية المرافقة النفسية للطالب من طرف العائلة أثناء وقبل فترة الامتحانات، دون إهمال الجانب الصحي للطالب، داعياً الى ضرورة توفير نظام غذائي صحي للطالب والحرص على الاعتناء بصحته، والابتعاد عن السكريّات والدهون.
من جهة أخرى، انتقد المختص النفساني بعض السلوكيات الشائعة في المجتمع، والتي قد تؤثر على الطالب وعلى قدرته على استرجاع دروسه، مشيراً الى أن ترك الطالب دون وجبة الإفطار الصباحية وتساهل الاولياء مع هذا الأمر له نتائج سلبية أثناء الامتحان، فحتى تقوم الذاكرة بعملية الاسترجاع، تمر عبر ثلاثة مراحل، وهي مرتبطة كلّها بوجود الطالب في وضع صحي جيد وتغذية سليمة وتناوله لوجبة إفطار صحية، مؤكداً بأن العديد من حالات الاضطرابات النفسية للطلبة في حجرات الامتحانات كان سببها عدم تناول هؤلاء الطلبة لوجبات الافطار.
أخطاء قاتلة
انتقد الدكتور بلفخّار وجود بعض الظواهر السيئة الشائعة في المجتمع الجزائري، والتي قد تؤثر بشكل سلبي على المسار العلمي للطلبة، داعياً الأولياء الى ضرورة التصدي لها ومجابهتها بالمرافقة النفسية السليمة.
وأشار الى أن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل كبير مؤخراً في تأجيج الشائعات وانتشارها بين صفوف الطلبة، وأصبح الحديث يتكرر كل سنة عن تسريب أسئلة الامتحانات وما لهذا الأمر من نتائج سلبية مدمرة على نفسية الطلبة، داعياً الاولياء الى تحمل مسؤولياتهم بشكل كامل ومجابهة مثل هذه الظواهر التي قد تكون قاتلة للمسار العلمي للطلبة.
ودعا بلفخّار الى ضرورة حرص الأولياء على إبعاد الطالب عن مواقع التواصل الاجتماعي -على الأقل في فترة الامتحانات-، والى ضرورة “تقوية مناعته” في مواجهة والتعاطي مع الشائعات أثناء وقبل الامتحانات مهما كان نوعها أو مصدرها، وعدم أخذها على محمل الجد أو التأثر بها، مع ضرورة مرافقة الأولياء له وعدم تركه وحيداً في مواجهة الإشاعة.
وجدّد دعوته للطلبة والأولياء الى ضرورة الابتعاد عن الظواهر السلبية التي قد تؤثر على المردودية في الامتحانات، ومن هذه الظواهر لجوء بعض الطلبة الى إجراء مناقشة بعدية لما ورد في الامتحان السابق، فقد تؤثر هذه الخطوة في الكثير من الاحيان على نفسية الطالب في الامتحان المقبل، داعياً الأولياء الى توجيه الطلبة الممتحنين الى ضرورة الابتعاد عن هذه التصرفات، فالامتحان السابق ينبغي أن تُطوى صفحاته، ولا يجب العودة إليه إلا بعد الانتهاء من الامتحانات كلها.
إلى جانب ذلك، يؤكد بلفخّار على ضرورة مراقبة الأولياء لأبنائهم وتحسيسهم بمخاطر تناول بعض المواد الصيدلانية أو شرب القهوة أو احتساء الشاي على أساس أنها منبهات تساعد على استرجاع الطالب لدروسه، مشيراً الى ان مثل هذه التصرفات قد تؤدي إلى الأرق وفقدان التركيز.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024