عائلات تُراهن على المراجعة الجماعية وأخرى تفضّل الدروس الخصوصية

هكذا يرافق الأولياء أبناءهم الممتحنين

أم الخير. س

تختلف طرق مراجعة الدروس، تحضيرا واستعدادا للامتحانات النهائية، بين المراجعة الفردية، والمراجعة الجماعية، هذه الأخيرة تنقسم بين المراجعة التي يقدمها الأساتذة في شكل دروس خصوصية، والمراجعة بين الطلبة في شكل أفواج داخل بيوتهم، حيث يستضيف كل مترشح مجموعة من زملائه دوريا، لتبادل الأفكار والمعلومات والمفاهيم الدراسية المحصلة، وبين طرق المراجعة الثلاثة السائدة في الفترة الحالية، يفضل بعض الطلبة المراجعة الفردية، حتى وإن كانوا يستفيدون من دروس الدعم والدروس الخصوصية.
في الموضوع، قالت أم فرح إنها وفرت لابنتها المقبلة على امتحان شهادة التعليم المتوسط، فرصة تلقي الدروس الخصوصية في ثلاث مواد تعليمية، طيلة الموسم الدراسي، مشيرة إلى أن سعر الحصص التعليمية الخاصة زاد عن قيمته قبيل الامتحانات، ما دفعها إلى التخلي عن الدروس الخصوصية في هذه الفترة المهمة من الموسم الدراسي، بسبب الأعباء المالية الزائدة، التي تعتبر عاملا لتخلي كثير من الأولياء عن توفير دروس الدعم لأبنائهم، وتفضيل المراجعة الجماعية بين الطلبة اعتمادا على أنفسهم.
وأضافت المتحدثة، أن فرح صارت تستضيف زملاءها الطلبة ذكورا وإناثا، ضمن مجموعة متكوّنة من خمس مترشحين، في البيت العائلي، كل مساء، أين لاحظت أم فرح، التناسق الموجود بين الفريق، فتراهم يصححون لبعضهم البعض ويتبادلون المفاهيم التي تلقوها من أساتذتهم، وبين اللحظة والأخرى يخرجون عن سياق المراجعة، لأخذ قسط من الاستراحة، أين تغتنم أم فرح الفرصة لتقديم الحلويات أو المشروبات الساخنة وتحثهم على العودة إلى المراجعة.
ولم تخف أم فرح، اطمئنانها لجو المراجعة بين ابنتها وزملائها، قائلة إنها كانت متخوّفة من تأثير انقطاع ابنتها عن الدروس الخصوصية التي كلفتها أموالا باهظة بالنسبة لأسرة مشكلة من أم أرملة وابنتيها، ولا دخل لها سوى منحة تقاعد والدهما المتوفى، مشيرة إلى أنها متفائلة بنجاح ابنتها فرح التي صارت تدرك في وقت مبكر، مسؤولية تحقيق نتائج مشرفة، وأنها تسعد والدتها المنهكة وتعوضها تعب السنين، فتقول فرح: “أتوق إلى سماع زغاريد ماما لحظة اعلان النتائج”، متحدثة عن حلمها أن تصبح طبيبة لتعالج مرضى السرطان الذي قضى على والدها في عمر مبكر.
ولأن الخوف والقلق، عاملان أساسيان، يؤثران كثيرا على نتائج الطالب خلال الامتحانات، تحرص أم عماد، هي الأخرى، على تلقين ابنها المترشح لنيل شهادة التعليم المتوسط، نصائح وتوجيهات للعمل بها، خاصة وأنه يرفض بشكل قاطع أسلوب المراجعة الجماعية سواء مع زملائه أو داخل أفواج الدروس الخصوصية، فتقول، إن ابنها عماد، صار قليل الكلام والاندماج في جلسات الأسرة وأحاديثها، وكثير الإنغلاق في غرفة خصصها للدراسة والمراجعة لساعات متأخرة من الليل، حتى إنها لاحظت عليه علامات الشحوب، وقالت أم عماد إنها شخصيا لا تنظر إلى امتحانات شهادة التعليم المتوسط، على أنها امتحانات مصيرية لابنها المتفوق طيلة الموسم الدراسي، فانتقاله إلى الطور الثانوي صار مضمونا بمعدل سنوي جيد.
وصية الخبراء..
يوصي الخبراء في علم النفس التربوي، أن يبتعد المقبلون على الامتحانات النهائية عن القلق ومسبباته، والتركيز في مراجعة الدروس باتباع أساليب ناجعة وذات فعالية بالنظر إلى تضخم المقرّر الدّراسي حيث لقي هذا الأخير انتقادات كثيرة من الأولياء والأساتذة على حد سواء، بينما يؤكد المختصون في علم النفس التربوي أنه على الأولياء والطلبة،  الإدراك أن القدرات الذهنية متقاربة جدا بين الطلبة، وان الاختلاف موجود فقط في الفروقات الفردية وقدرتها على استغلال المعارف الدراسية المكتسبة، فلا يوجد ذاكرة أوسع من ذاكرة أخرى، ولا ذكاء خارق يتميز به البعض عن بعض آخر.
في هذا الصدد، قالت المختصة النفسانية، ليلى كربوش، إن المرحلة الحالية التي تسبق الامتحانات، تحتاج أن يعزز الطالب ثقته بنفسه، موضحة أن مسألة الخوف والقلق هي مشاعر طبيعية تنتاب أي شخص طبيعي ويمكنها ان تكون حافزا جيدا للطلبة من أجل المراجعة والأداء الجيد على ورقة الامتحان.
 وأضافت الدكتورة كربوش تقول إن امتحان شهادة التعليم المتوسط، وحتى امتحان شهادة البكالوريا، مثله مثل أي امتحان سنوي أو فصلي، أسئلته تتناسب مع العمر العقلي والقدرات المعرفية لأي طالب حضّر جيدا للامتحان، كما أنها لا تخرج عن المقرر الدراسي، داعية الطلبة إلى الاعتماد على طريقة تلخيص الدروس في شكل بطاقات تتضمن الأفكار والمفاهيم المحصلة لتسهيل الحفظ والمراجعة، والتمرن على استغلال الوقت والتركيز مع أسئلة الامتحان، والتخلص من كل أشكال ومسببات الإلهاء.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024