الشخشوخة..وليمة الكرامة والبيض المسلوق

عـادات جزائرية في وداع الحجاج وزفّهم إلى البقاع المقدّسـة

التّسامح أحد أهم طقوس توديع الحاج

الحج فريضة عظيمة، له مكانة ومنزلة كبيرة في القلوب، وهو غاية ومراد كل مسلم يريد أن تطأ قدماه الأرض المباركة، وسنويا مع بداية انطلاق أفواج الحجيج إلى الأراضي المقدسة تنبعث في النفوس فرحة وسعادة، وتستشعر القلوب بقدسية وعظمة هذه الشعيرة التي تحتل مكانة خاصة عند المسلمين.
ويستقبل الأهالي والعائلات في كل منطقة، بل وفي كل بلد موسم الحج بمراسم وعادات مختلفة تميزه عن غيره، حتى إن بعضهم له طقوس متوارثة عبر الأجيال تعطي له طابعا خاصا وسمة مميزة، وتصبح عادات توديع الحجاج ذات نكهة مختلفة في كل منطقة على حده، فشعيرة الحج عند الجزائريين لها مكانة خاصة.

 التّسامح..أهم طقوس توديع الحاج  
أوّل ما يبدأ به الحجاج شراء الملابس البيضاء والطواقي والسراويل، وتقوم النساء أيضا بشراء الخمار الأبيض استعداد للحج، ويودّع الحجاج أهلهم وذويهم وجيرانهم طالبين منهم المسامحة والصفح قبل ذهابهم إلى الحج، فالتسامح يعد أحد الطقوس الهامة المرتبطة بالحج لدى الجزائريين، حيث يسعى الحجاج إلى طلب المسامحة ممّن حولهم خوفا أن يدركهم الموت أثناء رحلة حجهم، ويكون بينهم وبين أحد مشاحنة أو قطيعة، كما يحرصون أيضا قبل سفرهم على تقديم الصدقات لإبعاد المصائب عنهم، سواء على شكل أموال أو عن طريق دعوة الناس إلى منازلهم والقيام بإطعامهم.
وعادة ما يجتمع الأهالي والجيران في منزل الحاج قبل سفره ويقيمون وليمة توديع الحاج (عشاء وداع)، ويقدمون فيه الطبق المميز “الكسكسي” بلحم الغنم أو “الشخشوخة” إلى جانب الكعك الخاص بالحجيج.
وهناك أيضا عادة متوارثة عبر الأجيال يختص بها أهالي مدينة بوسعادة، حيث يجمع سكان المدينة كل ما لديهم من دجاج وبيض لمدة 15 يوما قبل توجه الحجاج إلى الأراضي المقدسة، ويقدمونها هدية لأهاليهم قبل يوم الرحيل، حيث يقومون بسلق البيض ويأخذه الحاج معه في سفره ليأكل منه.
وهناك ما يعرف أيضا بـ “الكرامة”، وهي عبارة عن صدقة من طعام كثير يطبخ باللحم ويقدّم للأهل والأقارب، ويعتبره أهل الحاج بمثابة الوداع الأول للحاج، وتكون قبل ذهابه إلى رحلة الحاج بثلاثة أيام، أما الوداع الثاني والأخير فيكون بانتقال الحاج إلى المسجد ثم إلى الحافلة التي ستنقله إلى المطار.
ويودّع الحجاج بلادهم وسط أجراس السيارات وزغاريد النساء منذ خروجهم من المنزل حتى وصولهم إلى المطار في مشهد أشبه بزفاف العرائس، وفي بعض الأحيان يقوم الأهالي بإطلاق البارود فرحا بالحجيج، ويودّع الحاج أهله وسط الزغاريد والدعاء.
ويطلب الأهالي والجيران من الحجاج الذين أنعم الله عليهم بنعمة الحج أن يدعو لهم أمام الكعبة وعند قبر النبي صلوات الله عليه كل واحد باسمه، ويطلبون منهم السجاد والسبحات التي يكون لها أثر كبير عند الأهالي والجيران لأنها من الأراضي المقدسة التي تحمل منزلة كبيرة عندهم، ويطلب البعض منهم أشياء محددة كماء زمزم وشجرة مريم ولباس الإحرام أو حنة أو تمرة من الأراضي المقدسة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024