قصـر متليلي الشعانـبة بغرداية

نمط معماري متمـيّـز يعـكس موروث المـنطـقة

يتربّع القصر على مساحة تقدّر بـ 5.8 هكتار، تحيط به سلسلة جبلية من الجانب الجنوبي والشرقي والطريق الولائي من الجانب الشمالي وواد متليلي من الغرب، كانت له ثلاثة مداخل، يتميز التصميم العمراني للقصر بالنمط السائد في تلك الفترة وهو النمط العمراني العربي الإسلامي، حيث يتكون من المسجد الذي يعتبر النواة الأساسية في توزيع النسيج العمراني للقصر، ويقع في أعلى منطقة من النسيج، وذلك راجع لأسباب عدة منها الدينية والاجتماعية والأمنية، حيث يعد مقر الحكم وتسيير شؤون الساكنة.
أما السكنات فيعتبر المسكن التقليدي من أهم مكونات العمارة المدنية بالقصر، ويعد الخلية الأساسية التي يقوم عليها عمرانه ومحور تنظيمه، حيث يوجد ثلاثة أنواع من المساكن من ناحية المساحة (الكبير والمتوسط والصغير)، بالإضافة الى الطرق وتمثل نظام الطرق في القصر القديم بـمدينة متليلي الشعانبة من النوع المغلق المتعدد المداخل، يمتاز تصميم الشوارع بالضيق والعمودية على اتجاه الرياح، كما أنه يوجد تدرج في الشوارع من عام إلى شبه خاص إلى خاص.
وأخذت الساحات الجانب السفلي (لتوفير الحماية والخصوصية لساكنة القصر) من النسيج العمراني، وشكلها غير المنتظم نتيجة التوسع العمراني وشكل التحصيصات.
ومن مميزات القصر وجود بساتين من النخيل في جهة الجنوبية والشرقية من القصر، والبيت في قصر متليلي عموما شكل مخططه مربع أو مستطيل، بحيث تتوزع الفضاءات حول مركزه وهو وسط الدار التي تسمى بالعمارة نحو الداخل (أي عدم وجود فتحات كبيرة على مستوى الواجهة)، ويوجد للمسكن مدخلين.
المدخل الأول فيؤدي إلى الطابق الأول ودار الضيافة والسطح المخصص لاستقبال الضيوف بواسطة سلالم، المدخل الثاني وهو أكثر اتساعا ومنخفض نسبيا يؤدي إلى السقيفة، وهي الفضاء الفاصل بين خارج وداخل المنزل، ومنها الى القسم الأوسط للمنزل “وسط الدار”، وتضاء بواسطة “شباك” في السقف.
ووسط الدار هو المكان والفضاء الأكثر استعمالا، وفيه تلتقي النساء ويجتمع أفراد الأسرة، وهذا الفضاء يتصل بغرف يزيد وينقص العدد حسب المستوى المعيشي للعائلة، أما المطبخ فخصص له ركن تحت السلم، جدرانه بها فتحات هي بمثابة رفوف وبه بمدخنة موجهة للسطح.
وتعد معالجة الواجهة بسيطة جدا، بحيث شملت تلبيسا بمادة الجير بأسلوب ما يسمى تلبيس بالعرجون، مع وجود نمط آخر من التلبيس هو إبراز حجارة الجدران، أما بخصوص الفتحات فهي صغيرة موجهة للداخل للحفاظ على الخصوصية وتوفير التهوية الجيدة، وإبراز مداخل المسكن بأقواس شكل نصف دائري.
أما الوجه الداخلي حيث نجد أقواس بنفس النمط محيطة بوسط الدار، كما تتم معالجة جدران الداخلية بالملاط الجير التي بها فتحات بأشكال وأبعاد متمايزة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024