مكافحة جرائم المخدّرات والمؤثّرات العقلية

القضاء على الظّاهرة يقتضي تظافر جهود الجميع

نيليا - م

شهدت دار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو، نهاية الأسبوع الماضي، فعاليات اليوم الدراسي حول “مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية والوقاية منها”، الذي نظمه مجلس قضاء تيزي وزو بالتنسيق مع السلطات الولائية، تحت رعاية وزير العدل حافظ الأختام.

 تمحور اليوم الدراسي حول مخاطر هذه الآفة التي عصفت بالمجتمع وفتكت بقاعدته الأساسية، ألا وهي شباب في عمر الزهور، وجدوا أنفسهم في هذا النفق المظلم الذي أثر سلبا عليهم، وتسبب لهم في اضطرابات صحية جراء تعاطيهم لهذه السموم بمختلف أنواعها.
تعد المخدرات والمؤثرات العقلية حاليا من أبرز المشاكل التي تهدّد كيان المجتمع المعاصر، ويعاني منها العالم برمّته، خاصة وأنّها لا تقتصر على نوع واحد، فقد ظهرت تركيبات وأصناف جديدة لها تأثير مباشر على الصحة الفردية والصحة العمومية أضرّت بأمن المجتمع، ما استدعى تدخل السلطات العليا للبلاد التي دقت ناقوس الخطر لاحتواء الوضع قبل تفاقمه أكثر وخروجه عن السيطرة، خاصة وأن الجزائر مستهدفة من قوى خارجية هدفها إغراق السوق الجزائرية بهذه الممنوعات واستهداف شبابها، لتكون شعار عديد الحملات التحسيسية “لا مخدرات في الجزائر..المخدرات في المحرقة”.
اليوم الدراسي حول مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية عرف مشاركة عديد الفاعلين الاجتماعين، وعرف عدة مداخلات صب محتواها في الجانب التشريعي والطبي، من أجل إعطاء أكبر قدر من المعلومات حول مخاطر هذه الآفة التي دمرت حياة العديد من شبابنا بداية من جرعة مخدر توالت عليها جرعات أكثر من مختلف الأنواع والأصناف، ليجد الكثيرون أنفسهم رهائن لهذه الآفة، إلى جانب التحسيس بمخاطرها التي لا تعد ولا تحصى، والخاسر الأكبر فيها شباب وجدوا أنفسهم في أروقة المحاكم والسجون، بعيدا عن أحضان عائلاتهم التي تدمّرت وتغيرت معالمها بعد إدمان أحد أفرادها.
وعرج الأستاذ لالم الوناس، أستاذ محاضر في العلوم الإنسانية بجامعة تيزي وزو خلال مداخلته إلى التحقيق الميداني الذي قام به على 1200 شخص من مختلف الفئات العمرية، والذي صرح أن التشريح للوضع والتشخيص للواقع يستدعي التقرب إلى ما هو موجود في الميدان من خلال التصور الاجتماعي، النفسي والديموغرافي، والنظر في العلاقة التي يمارس بها السلوك، التناول والتعاطي، الاعتياد والادمان على المخدرات، حيث سجّلت عديد التجاوزات والممارسات المضرة بصحة الشباب اليوم، عبر مختلف المؤسسات التربوية في مختلف الأطوار والجامعات وعلى اختلاف الشرائح، والذين انتقلوا من التعاطي الى الإدمان المتعدد.
وصرّح المتحدث أن تعاطي المخدرات ومختلف المؤثرات العقلية تكون ضمن طقوس استهلاكية بامتياز تشمل المتعاطي الأحادي، المتعاطي المتعدد والجماعي، إلى جانب المتعاطي المتعدد المجرم، وهي المعلومات التي يسعون لمعرفتها خلال أبحاثهم من أجل معرفة مع من يتعاملون، خاصة ذوي السلوكيات الاجرامية الذين بدأوا من جرعة مخدر ليجدوا أنفسهم في عالم الجريمة من أجل ربح الأموال لاقتناء هذه السموم.
وأشار المحاضر إلى أنّ بلادنا شهدت تغير معطياتها في هذا المجال، وهذا بين سنوات 1990 و1999، حيث تغيرت أصناف المخدرات والمؤثرات العقلية التي يستهلكونها، كما ظهرت طقوس استهلاكية جديدة أفرزت سوق المخدرات في الجزائر، ومؤشرات أخرى حيث يجب أن تتكلم لغة المستهلك والبائع لتتمكن من معرفة مع من تتعامل، وهذا ما صعب من هذا الوضع المزري الذي يتفاقم مع مرور الأيام، لهذا يجب دق ناقوس الخطر وتظافر جهود جميع المسؤولين والفاعلين الاجتماعيين للتمكن من التحكم واحتواء الوضع، خاصة بعد أن مس البراءة وشباب في عمر الزهور من 14 سنة الى 19 سنة.
ولاحظ المحاضر أنّه بعد 2009 ظهرت مخدرات وأصناف جديدة، خاصة ما تعلق ببعض الأدوية التي تحولت إلى مهلوسات أذهبت عقول الشباب وأحدثت ضجة كبيرة في مجتمعنا، حيث أصبحت تصطاد الشباب والبراءة، الذين يجدون ضالتهم فيها من أجل لحظات من النشوة واللذة دون وعي منهم بالخطر والنفق المظلم الذي دخلوا فيه، إلا أن الخروج منه ليس بالأمر الهين، خاصة “البريغابالين” الذي تحول من دواء إلى مخدر.
المشاركون في هذا اليوم الدراسي من سلطات ولائية، مصالح الأمن، القضاء، الصحة، الجمعيات، رؤساء البلديات ومختلف الفاعلين الاجتماعيين أجمعوا خلال مداخلاتهم أن الوضع خطير جدا، ويجب تظافر جهود الجميع من أجل احتوائه قبل خروجه عن السيطرة، وذلك من خلال التعاون واتخاذ مختلف الاجراءات والتدابير، ناهيك عن تنظيم الحملات التحسيسية لتوعية وتحسيس شبابنا بمخاطر هذه المخدرات والمهلوسات التي فتكت بالمجتمع.   

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024