لتحصين النّشء من آفة التّعاطي

برامج تربوية بالزّوايـا والمدارس القـرآنية لمكافحة الإدمان

 تساهم الزوايا والمدارس القرآنية بولاية تيميمون في جهود الوقاية من آفة تفشي المخدرات من خلال اعتماد برامج تربوية تحصن النشء الصاعد من الوقوع في فخ المخدرات والمؤثرات العقلية.

في هذا الإطار، تقوم الزوايا والمدارس القرآنية الست الكبرى، وهي الإمام العبقري (تيميمون) والزاوية الحبيبية (بني مهلال) وسيدي أعمر بن صالح والأحمدية التجانية (أوقروت) ودار القرآن ( شروين) وسيدي الحاج محمد الدباغي (تينركوك)، والتي تحصي أزيد من 2.000 تلميذ من الجنسين من داخل الولاية وخارجها، ويضاف إليها تعداد طلبة المدارس القرآنية الفرعية المنتشرة عبر مختلف أحياء وبلديات الولاية من مختلف المستويات التعليمية، بتطبيق برامج تعليمية تساعد التلاميذ على تحصينهم ووقايتهم من الوقوع فريسة لهذه الظاهرة المدمرة، وغيرها من الآفات الإجتماعية الأخرى.
وتعتبر المدرسة القرآنية والزاوية الحبيبية التي تضم أكثر من 200 تلميذ من داخل المنطقة وخارجها، واحدة من أبرز المعالم الدينية بالمنطقة التي تساهم في نشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف من خلال اعتمادها برنامجا تربويا وروحيا متكاملا يقوم على حفظ القرآن الكريم وتعلم أحكامه، وغرس في نفس الوقت قواعد الأخلاق في أوساط التلاميذ وتحسيسهم حول أخطار الآفات الإجتماعية وسبل الوقاية منها، مثلما أوضح شيخ المدرسة القرآنية، محمد بكاري.
وتعتمد المدرسة الحبيبية على تطبيق برنامج تعليمي يساعد التلميذ المتمدرس على ملء الفراغ، والذي يبدأ من فترة الاستيقاظ باكرا لكتابة ما تيسر من أجزاء القرآن الكريم على الألواح الخشبية بغرض حفظها، وهي طريقة تقليدية تعتمدها المدارس القرآنية عموما في تحفيظ القرآن العظيم، قبل استظهار السور وترديد الأذكار جماعيا بهدف تحصين التلميذ.
ويشرع شيخ المدرسة القرآنية في الفترة الصباحية في إلقاء دروس علمية متنوعة تشمل الفقه المالكي ومواعظ روحية تزكي نفوس التلاميذ، وتقديم نصائح حول صلاح الفرد في المجتمع والوقاية من مختلف الانحرافات الإجتماعية، كما جرى شرحه.
وبدورها، تسعى المدرسة القرآنية الإمام العبقري التي تستقطب أزيد من 700 تلميذ كل سنة، لاحتواء التلاميذ المتمدرسين بالمؤسسات التربوية لمختلف الأطوار التعليمية، وذلك من خلال تهيئة أجواء تعليمية روحانية التي تناسبهم، وتساهم في تدعيم تحصيلهم الدراسي، وفق ما صرّح به من جانبه الأستاذ بذات المدرسة، عبد الله ماينو.

برنامج ديني وتربوي يومي يرافق التّلميذ
 
أبرز المتحدّث أنّ التلميذ بولاية تيميمون لديه برنامج ديني وتربوي يومي يرافقه، ففي الفترة الصباحية، يزاول دراسته بالمؤسسة التربوية الرسمية، فيما يواصل في الفترة المسائية تعليمه بالمدرسة القرآنية من خلال حفظ القرآن الكريم، والاستفادة من دروس وإرشادات حول منهجية الاهتداء إلى الطريق الصحيح الذي يكفل لهم الحماية من الوقوع في الآفات الإجتماعية التي قد تصادفهم مستقبلا، من خلال الحرص على ملء وقته بالكامل كي لا يكون عرضة للانجرار وراء أي انحراف.
وساهمت هذه المنهجية التعليمية الروحية في تخريج خطباء وأساتذة وجامعين في تخصصات علمية متنوعة، الذين ساهموا من خلال تلك المبادئ الأخلاقية التي غرستها فيهم المدرسة القرآنية في نشر الصلاح والإصلاح في المجتمع، على غرار الندوات التحسيسية التي تقوم بها المدرسة القرآنية في الملتقيات العلمية التي تشرف عليها مديرية الشؤون الدينية والأوقاف للوقاية من خطر المؤثرات العقلية، مثلما شرح الأستاذ ماينو.
وأجمع عدد من مشايخ المدارس القرآنية بولاية تيميمون على أنّ الحل الأنسب لوقاية الشباب من خطر الوقوع في آفة تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية يكمن في الرجوع إلى التربية الروحية التي تغرسها فيهم المدارس القرآنية.
وحثّوا في هذا الصدد الأولياء والعائلات على تشجيع أبنائهم لمزاولة الدراسة بالمدارس القرآنية، خاصة خلال موسم الصيف الذي يكون فيه الشاب أو الطفل عرضة للفراغ الذي يؤدي به للوقوع فريسة للآفات الإجتماعية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024