مصالح أمن ولاية بسكرة في مواجهة آفة المخدرات

الـردع القانوني المـيداني والتحـســيـــس بخطـورة الإدمان

عمر بن سعيد

تشير إحصائيات الأمن الولائي بولاية بسكرة إلى ارتفاع مخيف في عدد القضايا المعالجة والمتعلقة بمكافحة المخدرات بمختلف أنواعها، حيث سجلت خلال شهر ماي المنصرم فقط تفكيك شبكة إجرامية منظمة عابرة للحدود ومكنت العملية التي تمت بالتنسيق مع أفراد الجيش الوطني الشعبي حجز 62 ألف قرص من المؤثرات العقلية.

تعتبر ولاية بسكرة منطقة عبور لتجار ومروجي المخدرات، حيث لا يكاد يمر يوم دون الإعلان عن عملية إيقاع بمهربي ومروجي المخدرات والمؤثرات العقلية الذين يستعملون كل الحيل من أجل تمرير هذه السموم، وتوطينها ببسكرة من أجل الترويج والبيع أو محاولة  تمريرها إلى ولايات أخرى، وعادة ما يختار المهربون وتجار هذه السموم ولاية بسكرة باعتبارها منطقة عبور بين شمال وجنوب الوطن، خاصة المناطق الشرقية التي يربطها الطريق الوطني رقم 03، وبحسب تصريح لمسؤول خلية الإعلام بمديرية أمن ولاية بسكرة، فإن مروجي هذه الآفة يختارون الأحياء الشعبية والمناطق العشوائية الفقيرة، مثل حي العالية وبسكرة القديمة وبعض الأحياء الجماعية التي تحوّلت إلى بؤر لترويج وتسويق واستهلاك المخدرات خاصة المؤثرات العقلية التي تستهدف بالأساس الفئات الأقل سنا من الشباب.
وقد انعكست هذه الظاهرة التي تنتشر بصفة متسارعة في ظهور آفات أخرى مرتبطة بها مثل جرائم الاعتداء والسرقة ونشل المارة في وضح النهار، إضافة إلى انتشار ظاهرة العنف وتشكيل عصابات الأحياء، حيث تقوم عناصر الشرطة بالمداهمات الليلية وتوقيف عشرات من عصابات الأحياء التي تثير الرعب والخوف لدى الساكنة.
ولمواجهة هذه الظاهرة التي تنخر جسد المجتمع، تعمد الأجهزة الأمنية المختصة باتباع وسائل تدخل ضمن مفهوم الطرق الوقائية المعتمدة، أولها التدخل الميداني والردع، حيث تشير إحصائيات مديرية الأمن الولائي لسنة 2022 أن عدد القضايا المسجلة والمعالجة بلغت 919 قضية، مكنت من حجز 20.251 كلغ من المخدرات و108.303 قرص مهلوس، وتوقيف 1146متورط، أنجزت بحقهم ملفات جزائية وحوّلوا للجهات القضائية، بينما وصل عدد القضايا المعالجة خلال الأربعة أشهر الأولى من سنة الجارية، 694 قضية وهي نسبة مرتفعة مقارنة بحصيلة سنة 2022 كاملة، وكذا حجز 17.839 كلغ وهي كمية قريبة مما تم حجزه خلال 12 شهرا من السنة الفارطة، إضافة إلى حجز 38470 وتوقيف 478 متورط .
ولأن الإجراءات الرادعة قد تستهدف العوارض، وعليه قد يكون الردع في أبعاده القمعية عامل إطفاء للظاهرة، وسد مادي لاعتراض هذه التجارة المسمومة، لذا تقوم الأجهزة الأمنية بتفعيل عوامل أخرى منها التحسيس والتوعية بالموازاة مع عاملي التدخل والردع، وهذه الحملات التحسيسية التي تنظم على مدار السنة تكون مشتركة في بعض الأحيان مع سلاح الدرك الوطن.
وتهدف هذه الحملات الواسعة التي شملت المؤسسات التربوية والجامعة والمشاركة في الفعاليات المخصصة لمعالجة هذه الظاهرة إلى نشر الوعي بخطورة الظاهرة وتأثيراتها السلبية المدمرة للفرد والمجتمع، كما تشارك خلية الإعلام بأمن ولاية بسكرة في حصة إذاعية أسبوعية بإذاعة الزيبان المحلية تتناول آثار المخدرات وسبل الوقاية منها والتحسيس بخطورتها، وتربط علاقة مع المواطن الذي يتفاعل مع محتوى هذه الحصة خاصة الآباء، وقد يكون لهذه الحملات الأثر في دفع كثيرين إلى التقرب من مركز الوسيط لمعالجة أثار الإدمان، حيث بلغ عدد المترددين على المركز ما يقارب 100شخص.
ولأن الظاهرة ذات طبيعة عنكبوتية مدمرة، فإن دور المواطن يكون ضروريا ومهما في عمليات التصدّي للظاهرة ومحاربتها، حيث يشير نفس المسؤول إلى علاقة تعاون مع المواطن من خلال التبليغ عبر مختلف وسائط الاتصال، وكذا الاستحسان والقبول الذي يبديه المواطن للحملات التحسيسية، حيث سجلت مصالح الأمن مظاهر الاستحسان والثناء التي يبديها المواطن لمختلف تدخلات عناصر الشرطة من خلال المداهمات والتدخل الآني والفوري في بؤر الإجرام وتعاطي وترويج المخدرات بكل أصنافها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024