الشباب يفضّل التخييم للمتعة بأقل التكاليف:

العائلات وبرنامج العطلة الصيفية.. إنفاق متزايد

معسكر: أم الخير-س

 الشواطئ تتحرّر من مافيا الكراسي والطاولات بقوة القانون

يعتبر فصل الصيف، الفترة المناسبة للعطل والاستراحة، من شقاء أشهر من العمل والدراسة، حيث يخطّط الناس في هذا الموسم، لرحلات الاستجمام والراحة، الأمر الذي يتطلّب توفر الإمكانيات اللازمة من أجل برنامج صيفي، تمضيه العائلات في الغالب، على الشواطئ.

“الشعب” استطلعت انطباعات عدد من المواطنين بمعسكر، عن مخطّطاتهم للعطلة الصيفية، واستنتجت، أن التخطيط للراحة في فصل الصيف، يرتبط كثيرا بمدى توفر مصاريف العطلة.

تأثرت أغلب العائلات المحلية، بتوالي المناسبات الدينية والاجتماعية، التي تشغل حيزا هاما من اهتماماتها، فبعد شهر رمضان الفضيل، حلّ عيد الفطر، وبعده بشهرين عيد الأضحى المبارك، الذي استهلك الإعداد له مدخرات الأسر ورواتبها الشهرية، حتى أن أغلب أسر الموظفين، من الطبقة الهشّة والمتوسّطة، اضطرت للاستدانة والاقتراض، الأمر الذي حدّ من تخطيط الأسر للعطلة الصيفية.

التخطيط للعطلة مرهون بالقدرات المالية
حسب محمد الخطيب (موظف ورب عائلة متكوّنة من طفلين)، يعتبر التخطيط للعطلة الصيفية، أمرا لابد منه، لكن تواجهه عدة عقبات مالية، ولم يخف المتحدث، تخطيطه لإمضاء يومي عطلة الأسبوع على شاطئ البحر رفقة أسرته، بأحد الفنادق الساحلية التي تناسب نفقاته المتوفرة التي لا تتجاوز 40 ألف دينار، تشمل المبيت والإطعام والنزهة، بينما سيخصّص أياما أخرى رفقة أصدقائه على الشواطئ لممارسة هواية الغطس والصيد، مقدّرا أن ذلك لن يستهلك الكثير من المصاريف، حيث تساهم الرفقة بمبلغ بسيط يمكنهم من قضاء أوقات ممتعة، في التخييم على الشاطئ، بمعداتهم الخاصة، دون الحاجة إلى المبيت في الفنادق.
وبذكر أسعار المبيت في الفنادق الساحلية، بمبالغ كبيرة تزيد عن 5 آلاف دج للفرد الواحد، يفضل العديد من الشباب في سنّ المتحدث، قضاء أيام العطلة، في الهواء الطلق، على الشواطئ، في حين تعتبر مرافق الايواء الرسمية وغير الرسمية، ملاذا للأسر والعائلات، لتوفرها على شروط الراحة والأمان، إذ تستبعد الأسر الصغيرة والمتعدّدة الأفراد خيار التخييم على الشاطئ، لاسيما إن تشكلت من الأطفال والنساء، حيث يعتقد محمد الخطيب، أن تخييم العائلة على الشاطئ، غير ملائم، ويقتضي هو الآخر توفر بعض الضروريات على غرار مكان للاستحمام، فضلا عن عامل الأمن الذي يعد نسبيا في بعض الشواطئ الخلابة وأغلبها شواطئ معزولة.
ولأن شواطئ الولايات القريبة من معسكر، على غرار سواحل وهران ومستغانم، تعد الوجهة المفضلة للعائلات المعسكرية، كونها لا تبعد عن المنطقة سوى ساعة ونصف من التنقل عبر المركبات الخاصة، أو الحافلات المرخصة للنزهة، تحوّلت شواطئ مدينة عين الترك الساحلية بوهران، إلى قبلة للمصطافين الذين يقضون ساعات اليوم في المتعة والاستجمام، في حين تعد الشواطئ المعزولة لساحل ولاية مستغانم، وجهة مفضلة للشباب الراغبين في التخييم، ويتباين ذلك حسب الإجراءات المتخذة من طرف السلطات المحلية لهذه الولايات الساحلية، لتنظيم موسم الاصطياف، منها اجراءات لقيت استحسان المصطافين ورضاهم.
فبمدينة عين الترك الساحلية بوهران، اتخذت السلطات المحلية، قرارا جريئا للقضاء على ظاهرة الاستغلال الفوضوي للشواطئ، وكراء الطاولات، الأمر الذي لقي استحسانا واسعا من المصطافين، على طول ساحل هذه المدينة، التي تعرف اقبالا كبيرا للسياح على مدار السنة، وتتضاعف اعدادهم بحلول موسم الصيف.
وعلى سبيل الذكر، تأهب شاطئ “الكثبان” بعين الترك، لاستقبال المصطافين، بتوفير كل المتطلبات التي يحتاجها السائح وقسط المتعة والاستجمام المحصل عليه، مهما كانت قدراته المالية، فالجميع هناك سواسية من حيث ظروف الاستجمام، شاطئ نظيف ومياه صافية ترى عبرها أسراب السمك الصغيرة، وأمكنة مناسبة للعائلات، على بعد خطوتين من مياه البحر، الأمر الذي يتيح للأسر مراقبة أبنائها عن كثب، وفيما اختفى نشاط كراء الطاولات والاستغلال الفوضوي للأماكن القريبة من مدّ البحر وجزره، حافظت بعض النشاطات التجارية على استمراريتها في هذا الشاطئ، على غرار كراء الشمسيات بالتخفي، والبيع العلني لبعض المأكولات غير الصحية.
وهناك على شاطئ الكثبان، التقينا بـ “سامية -مغتربة”، التي عبرت لنا عن شعورها التام بالطمأنينة، موضحة: “للمرة الأولى أشعر أنني لست مغفلة، لأدفع مبلغا يتجاوز 2000 دج، حتى أحظى بحمام شمسي، على شاطئي المفضل، وكأنني على شاطئ خاص!” وتواصل سامية المغتربة حديثها: “استطعت الحصول على مكان مناسب في الشاطئ، دون حدوث أي مشاكل، كما عثرت على مكان لركن مركبتي بسعر 100 دج، الأمر الذي يختلف عن المواسم الصيفية السابقة، حيث كان انفاقي على الطاولة والشمسية والركن، يقارب 5 آلاف دج، بفعل تسلط عصابات الشواطئ التي لم تعد موجودة اليوم”.
من جهته عبّر أحد المصطافين، القادمين من ولاية سعيدة إلى شاطئ الكثبان بعين الترك، عن استحسانه للإجراءات المفروضة لتنظيم موسم الاصطياف في هذه المدينة السياحية، التي لا تنام ليلا، ولا تعرف شوارعها وشواطئها الملل نهارا.
 وقال “فريد ذي 31 سنة”: “استغربت خلو الشواطئ من الطاولات، ولم أفهم سبب ذاك إلا بعد استفساري للأمر من حارس حضيرة لركن المركبات، فأخبرني أنه تمّ طرد جميع الأشخاص الذين كانوا يستولون على الرمال ويمنعون المصطافين من وضع شمسياتهم على مقربة من المياه، كما تمّ منعهم من كراء الأماكن والطاولات، باستثناء ما لاحظناه من شواطئ خاصة، تنشط بطريقة قانونية، وعلى مقربة من الشواطئ العامة”.
 ويضيف فريد: “ولأنني اعتدت على كراء طاولة من هؤلاء الأشخاص ولم أدرك بقرار منعهم من النشاط مؤخرا، لم أتجهز بالشكل المطلوب، واضطررت إلى الجلوس مع عائلتي على الرمل،.. ورغم بعض النقائص فقد قضينا وقتا ممتعا بعيدا عن ازعاج مافيا الشواطئ”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024