تعد مدينة تنس من أعرق مدن حوض البحر الأبيض المتوسط، بالنظر إلى تاريخها الحافل بالأحداث والحضارات التي تعاقبت على مرفئها، يرجع تاريخ تأسيسها إلى عام 785م/262ه على يد البحارة الأندلسيين، استمدت تسميتها من الكلمة البربرية “تنس”، والتي تعني المفتاح.
عرفت عند الفنيقين بكارتينا التي تعني المدينة المفتاح، أما الرومان فسموها كارتينا كولونيا بمعنى مستعمرة كولونيا نظرا لازدهارها في عصرهم.
وكانت تعد همزة وصل وسلام بين الأندلس والدولة الرستمية ودولة الادارسة فمن مينائها كانت تنقل الحبوب الى أوروبا ويومًا بعد يوم ازدادت تجارتها وشاعت قصبتها وزاد من جمالها مسجد سيدي معيزة.
تحتوي القصبة على العديد من المعالم الأثرية والدينية من مساجد، وأسوار، وأبراج، وحمامات، ومجمعات سكنية، يوجد بها باب البحر والذي شيّد في القرن العاشر للميلاد لحماية المدينة من أي غزو خارجي، والذي يعتبر من أهم أجزاء سور المدينة.
وقد سمي على هذا النحو لإشرافه على الواجهة البحرية، ويعد أحد الأبواب الخمسة لسور المدينة، والتي نذكر منها: باب خوجة، باب ابن ناصح، وباب القبلة.
يأخذ هذا الباب شكل برج دفاعي يترقب الحركة خارج أسوار المدينة، بهدف حراستها وضمان أمنها، ويتميز بقاعدته المربعة المتينة، وجدرانه السميكة، وتزينه زخارف ذات طابع مغاربي إسلامي، استعملت في بنائه الحجارة، والقرميد، إضافة إلى التبن والتراب لضمان تماسك أجزائه.
ويقع بجانب باب البحر حمام يتكون من قاعتين، قاعة باردة، وقاعة ساخنة ورواق (يوجد به خزان مائي، وفرن تقليدي، يستعمل فيه الخشب لتسخين المياه).
كما توجد بالقصبة أزقة تمثل الشريان النابض للمدينة، فهي الرابط المباشر لجميع المجمعات السكنية، وتختلف من حيث الاتساع والضيق، فالأزقة الرئيسية تتميز باتساعها، فيما تتميز الأزقة الثانوية بانغلاقها في جل الأحيان.
أما المنازل فتتميز بالهندسة المعمارية الرائعة، فهي تحمل كل صفات البيت العربي من الصحن المكشوف الذي تحيط به الغرف المغطاة بالقرميد، والنوافذ المفتوحة على الصحن ويتميز البيت بالانخفاض، هذا وقد تم تصنيفها بتاريخ 18/09/2007 حسب المرسوم التنفيذي رقم 07-277 المؤرخ في 06 رمضان عام 1428 هـ.
