تختلف عادات الجزائريين في أعراسهم من منطقة إلى أخرى، وتجذبك العديد منها بفعل جاذبيتها وخصوصيتها وفي بعض الأحيان غرابتها، وهذا ما يعكس ثراء العادات والتقاليد.
ومن بين هذه العادات، نذكر أنه إذا كان للعروس أخ أصغر منها، فإنه يخفي حذاءها قبل أن تخرج من بيتها إلى الزفاف، وقبل أن يأتي العريس بموكبه ليأخذها، وهو طقس هدفه التعبير عن حزن هذا الأخ على فراق أخته، وتشيع هذه العادة خاصة بمنطقة الهضاب العليا.
أما في غرب الجزائر، فتشيع عادة خروج العروس من بيت والدها وهي تحت أطراف يديه، حيث يضع يديه على كتفيها، قبل تسليمها لعريسها، وهو طقس يعبر عن مدى عزة العروس وحماية والدها لها ودعمها وحبها.
ومن أغرب العادات، أن تكسر العروس بيديها بيضة عند وصولها إلى باب منزل الزوجية، ويفضل أن تكون بيضة من دجاج الخم البري، وهو طقس يعتقد أنه يجلب الحظ ويطرد الشر من بيت الزوجية، وتشيع هذه العادة بمنطقة القبائل.
وفي عادات أخرى تأكل العروس قلب الشاة، وتنتشر هذه العادة في بعض مناطق ولاية قسنطينة، أي يجب أن تأكل العروس قلب الشاة التي يقدمها العريس هدية لأهل زوجته قبيل قراءة الفاتحة. وعند الذبح يقدم قلب الشاة مشويا للعروس، ويجب أن تأكله وحدها، كناية عن عدم تقلب قلب زوجها طوال زواجهما.
في حين، في بعض مناطق الشرق الجزائري، تختار أم العروس سيدة من العائلتين، ويؤخذ منها حزامها ليوضع على خصر العروس. واختيار هذه السيدة لا يكون اعتباطيا، وإنما يجب أن تتوفر فيها بعض الشروط، إذ يشترط في هذه السيدة أن تكون قد أنجبت ذرية صالحة، مع زوج يحبها ويقدّرها وسط الناس وفي خلوتهما، كما تقول العادة. ويقال إن تحزيم العروس يمنحها “السعد” أو حظ هذه السيدة من الذرية والحب والجاه.
وفي بعض مناطق شرق الجزائر وغربها، مثل بريكة في ولاية باتنة، تقضي العادة بأن يسرق أهل العريس فنجانا من منزل العروس يوم الخطبة، من دون أن يكتشف الشخص الذي سرقه والتوقيت الذي حدث فيه ذلك.
ويعتقد هؤلاء أن هذه العادة تجعل العروس تأتي بخيرها إلى بيت زوجها، كما يعتقد بعضهم أن سرقة أكثر من فنجان يوم الخطبة تعني أن تتعدد الذرية في بيت العروسين، ويرى آخرون أن هذه العادة تعني “كما خطفتم ابننا… سنخطف أوانيكم”. ويرمز الإناء عند بعض العائلات إلى عز البيت وازدهاره.
