أعراس مدينة الزيبان.. تقاليد راسخة

الأصالــة.. عــنوان الـبـهجة..

أحيانا نسمع عن عادات وطقوس العرس البسكري، فتجذبنا تفاصيله الاحتفالية، وعراقة أعرافه الأصيلة الراسخة والمتوارثة من جيل لآخر دون التفريط فيها، مع إدخال في كل مرة بعض التعديلات الحديثة في الألبسة والحلويات والمأكولات وما إلى غير ذلك.
أكيد أن هناك من لا يعلم أن إقامة العرس البسكري تستغرق ثلاثة أيام كاملة، وفي كل يوم يتضمن الاحتفال بمراسيم تقليدية معينة متفق عليها في مدينة الزيبان، علما أن أهل العروس يقومون خلال اليوم الأول، بدعوة الأهل وتنظيم “تصديرة العروسة”، أما ليلا تزين يداها بالحناء وهي ترتدي برنس الحمام، وبخصوص احتفالية اليوم الثاني، فإنه يطلق عليه “يوم الطلوع”، بمعنى دخول العروس إلى بيتها، حيث ترتدي الفستان الأبيض ويوضع على رأسها لحافا ورديا، ثم تتوجه إلى بيتها الجديد، علما أنه في السنوات الأخيرة اختفت عادة ارتداء اللحاف الوردي واستبدلت بالبرنوس الأبيض.
 
 سر القصعة ويوم الحزام
وفيما يتعلق باليوم الثالث فيخصص بتوجه أهل العروس إلى بيت زوجها محملين بوجبة الغذاء ويطبق عليها “قصعة العروسة” كما تصنف ضمن العادات القديمة المحتفى بها من طرف سكان منطقة الجنوب ومازالت تتناقلها مختلف الأجيال بل وتتمسّك بها، ولذا نراها اليوم حاضرة وبقوة تجذب الانتباه والإعجاب كذلك، حيث يوضع في هذه “القصعة” طبق الشخشوخة، ويعتبر من أشهر الأطباق التقليدية في ولاية بسكرة، وتزين الشخشوخة لحم خروفا كامل بالإضافة إلى عدد من قطع الدجاج، أما عملية التزين فتختلف من عائلة إلى أخرى، من فبالإضافة إلى اللحم والدجاج نجد البطاطا المحمرة والحلوى والزبيب، ومن جهة أخرى هناك عائلات تفضل تحضير الكسكسي وصينيات الحلوى المتنوعة المحضرة من طرف والدة العروس لتؤكد ودها واحترامها لأهل العريس، ويتم تذوقها لأول وهلة من طرف العريسان.
تستمر الاحتفالات بمنزل العريس، وتعكف العروس على عرض لباسها “التصديرة في اليوم الثالث من العرس وللمرة الثانية، ويتفق أن هذا اليوم يسمى بـ«يوم الحزام”، وتسند لأكبر امرأة من نساء أهل العريس بمهمة تحزيم العروس، وعقب ذلك تقوم العروس بارتداء اللحاف الوردي أو البرنوس، الذي وضع على رأسها عند خروجها من دار أبويها، ثم تثبت الحزام على طريقة اللباس التقليدي الشاوي.

حلوى “الخلوط”
وتشمل عادات أعراس بسكرة قيام طفل صغير بتحزيم العروس، ويتخذ ذلك كفأل له بالزواج وللعروس ببقائها مع زوجها مدى الحياة وبعد ذلك يتم إحضار خليط من الحلوى يدعى بـ«الخلوط”، ويتم وضعه في سلة مصنوعة من السعف ويسكب فوق رأس وحجر العروس وبدورها تلقي ببعض الحلوى للحضور تفاؤلا باقتراب زواجهم.
ورغم أنه يسجل على مستوى بعض أعراس العائلات البسكرية الاحتفال الموسيقي بالاستعانة بـ«الديسك جوكي”، تفضل العديد من العائلات في الوقت الحالي الاحتفال بفرق فلكلورية على غرار فرقة “المرزوق”، علما أن مايميز هذه الفرقة، عزفها على المزود والمتمثل في آلة موسيقية نفخية، إلى جانب الاستعانة بالطبل وحضور فرق المدح مثل فرقة القادرية وكذا إلى جانب الفرق الفلكلورية والإنشادية وهذا دون شكّ ما يعكس تشبث سكان بسكرة بتراثهم العريق وعاداتهم الأصيلة ويصرون على حضورها المستمر في أفراحهم، والجدير بالإشارة فإنه في الماضي كان يحتفل بالعرس لمدة لا تقل عن سبعة أيام وليالي، وتزف العروس على ظهر حصان ويتبعها أهلها وجميع المدعوين مشيا على الأقدام إلى بيت زوحها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024