تيبازة.. مدينة المتاحف..

الجمال.. سرّ الجمال..

كل شيء في تيبازة، مدينة المتاحف والبحر، بسيط وجميل لكنه آسر، وبمجرد الوصول إلى هذه المدينة الصغيرة، تحتضنك شواطئها المتوسطية الدافئة، وتدعوك بصمتها وهدوئها إلى القيام برحلة صيفية ممتعة لا تنسى، وفوق ذلك تمنحك فرصة تذوق مأكولاتها البحرية الشهية.
تتواجد ولاية تيبازة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتتميز بتاريخ عريق مثير، مما خلّف عددا كبيراً من الآثار والمعالم الأثرية وإلى جانب العديد من المتاحف التي تروي قصص كفاح المدينة الشامخة. أما بخصوص معنى تسمية تيبازة في اللغة الفينيقية، فيشير إلى “الممر” وذلك لأنها قديماً كانت ممر بين مدينتين.

 لون الضريح يتغير حسب الفصول
في تيبازة المثيرة، يمكن للسياح أن يستمتعوا بالمغامرة عبر الكشف عن الماضي السحيق واستطلاع الأماكن الأثرية المتعدّدة والقديمة والمرتكزة على حضارات عبرت من على هذه الأرض، ويمكن للسائح كذلك الاستمتاع بشواطئها الخلابة المناسبة للغوص والسباحة، والقيام بتجربة الأطعمة البحرية المحلية، والوقوف على المناظر الهادئة مع الخلفية الجبلية الرائعة، كل هذا وأكثر ستجده في تيبازة التي لا تشبهها أي مدين متوسطية.
ومن أبرز معالم المدينة، نذكر الضريح الملكي الموريتاني أو “قبر الرومية”، كما يطلق عليه السكان المحليون، ويتواجد على ربوة ارتفاعها 261 متر، وقد بناه الملك “يوبا الثاني”، ملك الإمبراطورية الموريتانية تخليدا لذكرى زوجته “كليوباترا سيليني” التي كان يهيم بها عشقا، وحزن حزناً شديداً على وفاتها كما تناقلته الكتب التاريخية. وبقي هذا الضريح شاهدا على قصة الحب الخالدة، ومن عجائبه أن لون الضريح يتغير حسب الفصول وحسب ساعات النهار، فأحياناً نجده يأخذ اللون الرمادي وأحياناً أخرى يميل إلى الأصفر، ويتغير لونه للأزرق إذا أحاطه الضباب، فلا يمكن للزائر تفويت فرصة رؤية هذا الجمال خلال رحلة مضمونة المتعة.

 المدينة الرومانية متعدّدة القصور
اللافت أن تاريخ مدينة تيبازة يعود إلى آلاف السنين، وتروي أثارها القديمة حكايات الحضارة الرومانية التي مرت عليها، فهي كانت عبارة عن مدينة رومانية مبنية على ثلاث تلال مطلة على البحر، بها مباني متعدّدة كالقصور والمسرح الروماني، وكانت المدينة محاطة بسور عظيم وكثير من مراكز المراقبة التي كان يستعملها الرومان لحراسة المدينة، لذا ينصح بزيارتها لكل من يدخل هذه الولاية حتى ولو لمدة قصيرة وزيارة خاطفة.
ومن جانب آخر ينبغي الحديث عن شاطئ شنوة، أو ما يطلق عليه جنة فوق الأرض، لأنه يجمع بين زرقة المياه الصافية وخضرة الجبال اليانعة ونقاء الشاطئ وجمال الموقع، كما يعد رمزا لمدينة تيبازة، وبذلك أصبح مقصد الزوار من جميع أنحاء العالم وكل محبي السياحة في الجزائر إضافة لما يقدّمه من خدمات متنوعة للزوار، وللتذكير فإن شنوة ليس فقط الشاطئ الشهير بعكس ما يعتقد كثير من الناس ولكنه جزء من خليج كبير قسم إلى أربعة شواطئ للتنظيم فقط.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024