فراغ طويل يؤرق الفتيات

النشاط الاجتماعي والتطوعي والهوايات لطرد الملل

لا زالت ظاهرة البنات والصيف والفراغ قائمة خصوصاً مع وجود وقت كبير تحتار فيه الكثير منهن حول كيفية استثماره بشكل صحيح وسليم، لشغل وقت فراغهن بما ينعكس إيجاباً على أسرتهن والمجتمع ويعود عليهن بالنفع والفائدة، فما أن ينتهي العام الدراسي وتبدأ العطلة الصيفية “الكابوس” كما تراها الكثير من الأسر، إلا وتتشكل غيوم القلق أمام الآباء والأمهات وحتى البنات نتيجة طول تلك الإجازة التي تتحوّل إلى هاجس كبير يسكن في أذهانهم.
يبتسم الحظ للقليل منهن بوجود فرصة عمل أو الالتحاق بأحد المراكز الصيفية المتخصصة أو السفر مع العائلة، ليسيطر الملل على الفتيات اللاتي يقبعن في بيوتهن لمتابعة برامج القنوات الفضائية أو ممارسة هواية العصر “السباحة” عبر الانترنت.
ويرى المختصون، أنه من حق الفتاة بعد عام دراسي متعب أن تأخذ قسطاً من الراحة، ولكن في المقابل العطلة فرصة للعمل والعطاء والفائدة المادية، وفي البداية هي بحاجة إلى إيصال مفهوم استغلال العطلة بصورة فاعلة ومفيدة، فلا يمنع أن تستفيد الفتاة من الراحة والاستجمام في العطلة، ولكن يجب أن توزع وقتها ما بين المطبخ والاستعداد للتعلم، وكذلك العمل التطوعي والاجتماعي.
وعلى الرغم من أن الإجازة الصيفية طويلة ومملة والفراغ قاتل، إلا أن ذلك لم يمنع العديد من الفتيات من ممارسة هواياتهن المفضلة وتفجير طاقاتهن الإبداعية باجتهاد شخصي، وتؤكد الطالبة سعاد على أنها درجت خلال العطلة على ممارسة هوايتها المفضلة وهي القراءة. وقالت: “أقضي جل وقتي في مطالعة المجلات والكتب الثقافية والأدبية خصوصاً الراوية”، مبينة أن ما يتبقى لها من الوقت تقضيه مع أفراد أسرتها في مشاهدة التلفزيون، منوهةً بأنها تشارك أحياناً نزولاً عند رغبة والدتها في تحضير أطباق شهية لأفراد الأسرة.
بعيدا عن الانترنيت الذي تحول إلى إدمان حقيقي لبعض صديقاتها اللائي عجزن عن إيجاد حلول ناجعة لشغل وقت فراغهن في العطلة.
وأكدت أنيسة على أن جميع الفتيات تتوفر لديهن الرغبة الحقيقية والجادة في قضاء أوقات الصيف بممارسة هوايتهن المفضلة وتنمية وتطوير مهاراتهن، مشيرة إلى أن ظروف جميع الفتيات ليست متساوية على حدّ سواء تتيح لهن السفر داخل البلد أو حتى داخلها خصوصاً إذا كانت الأسرة كبيرة وظروفها المادية محدودة، لذلك “ترضخ الفتاة في هذه الحالة للأمر الواقع وتقنع بما هو متاح أمامها”.
أما زهره فتقول، إنها في حيرة من أمرها حول الوسيلة المثلى للتغلب على وقت فراغها الطويل في الصيف، واستثماره لصالحها، مبينة أنها تمكنت من القضاء عليه عبر عملها كمندوبة تسويق لشركة متخصصة في إنتاج الماكياج، داعيةً جميع الطالبات إلى عدم الاستسلام للفراغ أو الإحباط، وأن يبحثن عن أي فرصة للعمل.
وتشاطرها الرأي الطالبة فريدة، مبينة أنها استغلت وقت فراغها خلال العطلة بالعمل في قسم السجلات الطبية في أحد العيادات الخاصة، مؤكدة شعورها بالسعادة والرضى لأنها وجدت هذه الفرصة، والتي مكنتها من القضاء على وقت الفراغ، وحثت الفتيات إلى سرعة المبادرة والسعي قدر المستطاع نحو الجد والمثابرة واستغلال وقت الفراغ بما يفيد.
وتمنت سمية أن يتبنى التلفزيون أو مؤسسات المجتمع المدني تنظيم دورات هادفة في عدد من الهوايات كالتصوير الفوتوغرافي، والرسم، والحياكة والنسيج عبر برامجه المتنوعة خلال العطلة الصيفية.

 محلات بيع الحلويات والمطاعم وجهة أخرى
تتجه الفتيات في العطلة الصيفية للعمل لدى أرباب العمل الخواص مثل محلّات بيع الملابس، الحلويات، المطاعم، المراكز التجارية، ولا يخضع هذا العمل إلى أي عقود قانونية، ويكون عادة بأجور زهيدة، وبدوام كامل ما بين 8 و9 ساعات يوميًا، تتحدّث أمينة طالبة علم آثار بمركز تجاري: “للأسف نحن مطالبات بقبول شروط صاحب العمل”.
وتلجأ بعض الطالبات أيضًا للعمل بشكل واسع في قاعات الحفلات التي يزيد نشاطها مع فصل الصيف، خاصّة أن هذه الوظائف يكون من السهل الحصول عليها لأنها لا تكون محجوزة عكس العمل في محلّات أخرى. تقدّم الإناث أيضًا خدماتهن لصالونات الحلاقة والخياطة والتطريز والقيام بمختلف الأنشطة اليدوية مقابل مبلغ مالي يتقاضينه شهريًا.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024