انتعاش ملحوظ وسط الشباب لسياحة التجوال

شلالات الأطلس البليدي.. ملاذ الشباب في الصيف

أحمد حفاف

يٌفضل الكثير من الشباب التنزه في الأماكن الجبلية لما توفره من هدوء وراحة نفسية لهم، خاصة وأن معظم شواطئ البحر تعرف اكتظاظا خلال موسم الاصطياف، وغالبا ما تكون الطريق نحوها أو عند العودة منها مزدحمة ومرهقة.
 تتوفر ولاية البليدة على أماكن سياحية عديدة في الأطلس البليدي، على غرار منطقة “سيدي موسى” التابعة إداريا لبلدية قرواو، والتي يقصدها شباب عاصمة الولاية وبلدية أولاد يعيش القريبة منها، ومنهم من يصطحب أبنائه الصغار معه، وتعود هؤلاء على الاستجمام في هذا المكان الجميل منذ الصغر.
قبل شهور أصدر ولاية البليدة قرارا يمنع التجول في الغابات بالدراجات النارية ضمن التدابير الوقائية لمكافحة الحرائق، وهو ما أثر على شباب البلدية الذين كانوا يستعملون هذه المركبات للبحث عن الينابيع والشلالات المائية بهدف الاستمتاع بمياهها العذبة الصافية.
 ورغم ذلك، يقول أحد الشبان التقيناه مسترخيا تحت ظلال الأشجار: “أعشق التجوّل في الجبال والغابات، وكم أشعر بالراحة في هذا المكان بعيدا عن ضوضاء المدينة.. ومنع التنقل بالدراجات النارية له ما يبرره ونحن وجدنا الحلول بالتنقل في السيارات سواء التي يحوز عليها بعض الأصدقاء أو أفراد العائلة أو نقوم بكرائها، وكما يقول بالعامية نأتي على متن سيارة كلانديستان”.
فيما يقول شابا يقطن بحي “الشريفية” التابع لبلدية الصومعة المجاورة: “حتى قبل قرار الولاية بمنع استعمال الدراجات النارية، كان الكثير منها يفضل صعود الجبل مشيا على الأقدام ونستغرق أقل من ساعة للوصول إلى منطقة سيدي موسى، وهذا ما يفعله شبان آخرون يأتون من أحياء أخرى قريبة مثل حي “سيدي عيسى” المحاذي لجامعة سعد دحلب”.
وأضاف المتحدث: “صراحة هناك ما يجذبنا في هذا المكان ليس المناظر الطبيعية الخلابة فحسب، بل المياه المنبعثة من الشلالات والتي نجلس تحتها نستحم لنتخلص من حرارة الجو الشديدة ونشربها فطعهما رائع جدا، وهناك أيضا مياه الينابيع التي تتشكّل منها بركا صغيرة يستغلها أبناؤنا للعوم”.
ومن بين الأماكن التي يقصدها هواة السياحة الجبلية في البليدة، منطقة “الشرقية” في جبال الشفة وأماكن أخرى مماثلة في بلدية بوعرفة، فالمكان المسمى “الشرقية” يبعد بحوالي كيلومترا عن المركز السياحي الشهير “عنصر القردة”، وهو عبارة عن وادي مائل تنزل فيه المياه العذبة من الأعلى إلى الأسفل، وتتجمع فيه مياه الشلالات وحتى الينابيع، والعوم في مسابحه الطبيعية رائع جدا.

 انتعاش سياحة المغامرات في البليدة
قد يقول قائل لما لم تتأثر السياحة الجبلية في البليدة بقرار منع التجول بالدراجات النارية، والجواب هو كثير من الشباب أصبحوا يقومون بجولات راجلة في الغابات، مثل السفريات المنظمة تماما، وتشرف على تنظيم هذه الجولات جمعيات ناشطة في مجال البيئة والسياحة البيئية.
في هذا الصدد، كشف مسؤول في مديرية السياحة قائلا: “سياحة المغامرات في البليدة تعرف تقدما ملحوظا وهذا بعد تحسن الظروف الأمنية في البلديات الجبلية مثل الشريعة وحمام ملوان والأربعاء، وأصبح السياح يتنقلون لاكتشاف جمال المنطقة والأماكن السياحية حتى الموجودة على الحدود مع ولاية المدية”،
وتابع المتحدث: “في السنوات الأخيرة أصبحت بعض الجمعيات البيئية تنظم جولات راجلة، والتي أصبح الإقبال عليها كبيرا من كل فئات المجتمع، خاصة وأن الهدف منها هو اكتشاف المنطقة والتعريف بها والمحافظة على البيئة وهذا بفضل تحسن الظروف الأمنية”.
 وأثنى المتحدث على العمل المميز الذي يقوم بعض النشطاء الذين ينشرون فيديوهات لأماكن سياحية عبر مواقع التواصل الاجتماعي: “بعض المنشورات في فايسبوك تجلب اهتمام السياح، وتسمح لهواة سياحة المغامرات بالتعرف على الأماكن التي ينبغي عليهم التوجه إليها”.
وتٌعد صفحة “الأطلس البليدي” التي يديرها طبيب مختص في أمراض الأنف والحنجرة، من بين أهم الصفحات التي تعرف بالأماكن السياحية في ولاية البليدة بشكل خاص وبعض الولايات المجاورة بشكل عام، بل تتحدث عن الصفحة كثيرا عن ثقافة وتاريخ المنطقة، ولا شك أن لعبت دورا كبيرا في تطور سياحة المغامرات في البليدة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024