توفر الحديقة الحضرية باردو في مدينة قسنطينة منفذا للعائلات في حاجة إلى الترفيه والتسلية، حسبما اتفقت عليه أراء زوار هذاالمتنزهالذي تم إعادة افتتاحه مؤخرا بعد 20 سنة من الغلق.
تتميز حديقة باردو لكونها بنيت تحت أحد أكثر الجسور سحراً في العالم “جسرسيدي راشد” الذي يتميز بتصميمه النادر ما جعل من انتشار خبر إعادة فتح الحديقة المذكورة مصدر سعادة لسكان مدينة الجسور المعلقة والذين أصبحوا يتوافدون بأعداد كبيرة عليها حتى أنها غيرت معنى الصيف في المدينة ولم يعد البحث عن متنزه فيها يطرح بتاتا.
ويقصد آلاف الزوار (خاصة الآباء والأطفال) يوميا هذا المكان للترفيه كونه يمنح جميع وسائل الراحة والاسترخاء للأطفال والكبار وكبار السن وعشاق الرياضة والمشي أيضا.
وتمتد هذه الحديقة على مساحة 70 هكتارا تقريبا، وتتميز بإطلالة بانوراميةرائعة على المدينة بأكملها من الصخرة القديمة وتردد عليها عائلات قسنطينة التي تجد الراحة والتسلية والترفيه.
وتقول مليكة أنها تتردد على الحديقة يوميا للاستمتاع بالهواء النقي ورؤية أطفالها وهم يغيرون مشهدهم اليومي من المرح واللعب في الطبيعة أو في ملعب الحديقة الذي تمّ افتتاحه مؤخرا.
ووفقا لفادية، وهي أم تمت مقابلتها في هذه الحديقة، فقد أصبحت تقصد يوميا المكان رفقة أولادها للاسترخاء و«لا يمكن استبداله بأي مكان آخر خصوصا بالنسبة لها ولوالدتها اللتان تمارسان المشي في الحديقة وتستنشقان هوائها العليل”، كما قالت.
وبالنسبة لناظم وعائلته، الذين يأتون بانتظام إلى باردو ‘’بارك’’ فإنهم يجدون في ذلك متعة للغاية. فللمرة الأولى، كما قال، لا يرغب فيها أطفاله للذهاب إلى الشاطئ بل وأصبحت تهيمن عليهم فكرة متى سيذهبون الى حديقة باردو كل يوم؟.
وتجاوزت سمعة حديقة باردو التي تعد أيضا موقعا تاريخيا وسياحيا لمدينة قسنطينة، الحدود المحلية وأصبحت تجذب زوارا من عديد ولايات الوطن بل حتى أعضاء الجالية الوطنية في الخارج.
وعلى سبيل الحصر، سعيدة وفاتن اللتين قدمتا من سطيف مع عائلاتهما للتمتع بالمناظر الطبيعية لهذه الحديقة التي جذبت أيضا مريم وريمة، الشقيقتان من ولاية باتنة اللتان تعيشان في الخارج حيث قالتا إنهما “أعجبتا” بأصالة المكان الذي يوفر الراحة والاسترخاء من خلال الهياكل الترفيهية التي يتوفر عليها من ملاعب ومسارات المشي لمسافات طويلة ومناطق الترفيه بالإضافة إلى العديد من الهياكل الخدماتية.
تعزيز تراث المدينة القديمة
صرّح مسير حديقة باردو سمير المسيلي في هذا السياق أنه تمّ وضع جهاز أمني سمح للعائلات بالراحة والاستجمام، حيث يقصدها يوميا آلاف الزوار وهي تفتح أبوابها في فترة ما بعد الظهر ولا تغلق حتى يغادر آخر زائر ليلا.
ووفقا لذات المسؤول، فإن الحديقة التي تحتوي على جميع المساحات اللازمة ووسائل الراحة الأساسية للترفيه من جميع الفئات سيتم تجهيزها قريبًا بمزيد من الألعاب الموجهة للأطفال، كما أعلن أيضا عن تنظيم برامج ترفيهية بالتعاون مع الجمعيات والمؤسسات المهتمة بالشباب والأطفال.
تمّ إعادة تأهيل هذه الحديقة من قبل الإدارة المحلية لولاية قسنطينة وتهدف إلى تعزيز تراث المدينة القديمة واعادة الاعتبار للنشاط التجاري والسياحي والحرفي بذات المدينة.
