فاكهة لذيذة.. منعشة.. وأسعارها معقولة..

”الـهـنــدي”.. حلاوة الصـيــف..

يعرف “التين الشوكي” المعروف باسم “كرموس نصارى”، و«الهندي” في مختلف مناطق الوطن، بينما كان يطلق عليه لعقود “فاكهة الفقراء”، في حين بات يقبل على تناوله معظم الجزائريين خلال فصل الصيف.

صـــيـــفــيــة بــامــتــيــاز

في منطقة “وادي النجاء” بميلة، أصبح محصول “التين الشوكي” وفيراً، ويمدّ المدن المجاورة بتلك الفاكهة الصيفية المرغوبة التي يقبل كثيرون على زراعتها لما تدره على منتجيها وباعتها في مختلف المناطق من أرباح.
يعتمد المزارع فريد حناش على محصول التين الشوكي الذي يتواصل حصاده في الفترة من جوان إلى مطلع سبتمبر من كل عام، ويقول إنّ “المحصول نضج باكراً في هذا العام، وهو محصول وفير، وبفضله تتمكن عشرات العائلات من الحصول على دخل مالي جيد عبر المشاركة في الحصاد الذي يحتاج سنوياً إلى المئات لقطف الحبات. محصول شجر الصبار أصبح ينافس القمح والشعير، ونقوم ببيعه لتجار أو باعة متجولين من أبناء المنطقة، أو من خارجها، ليتم توزيعه على كل المدن المجاورة”.
مع بداية شهر جويلية وأوت سنوياً، يملأ التين الشوكي الأسواق، ويرتفع مستوى رواجه مقارنة ببقية الفواكه الموسمية، إذ يقبل الزبائن على شرائه، وتجوب عربات الباعة المتجولين المحملة بكميات منه شوارع البلديات، كما يباع في جميع الأسواق.
ويلاحظ أن بيع التين لا يقتصر على الرجال والشباب، بل يشارك في ترويجه الكثير من الأطفال، خصوصاً وأن جني محصوله يتزامن مع العطلة الصيفية، إذ يقوم العشرات منهم ببيع هذه الفاكهة على عربات أو طاولات صغيرة في مداخل الأسواق الشعبية، فضلاً عن تجول بعضهم بها في الشوارع، وحتى على الشواطئ، إذ تباع عشر حبات بـ 400 دج.
أما في المدن الكبرى مثل العاصمة الجزائر، تزدهر تجارة الباعة، سواء في الأحياء الشعبية، مثل “باب الوادي” و«بلكور”، أو في المناطق التجارية التي يتوافد عليها العشرات يومياً، ومنها سوق ساحة “أول ماي”، وساحة الشهداء.
ويقول البائع يزيد خلاف بسوق درقانة، إنه يقطع يومياً رحلة طويلة للمرور على عدة مزارع للتين الشوكي في ولاية بومرداس شرق العاصمة، وإنّ “المناطق الغابية بالولاية تعج بالتين الشوكي، والتي تعتبر بدورها قبلة للفلاحين والتجار من الولايات المجاورة للعاصمة، أجلب التين الشوكي من مزارع مناطق (برج منايل) أو (الثنية) أو (لقاطة). أشتري عدداً من الصناديق التي تحتوي كل منها 5 كيلوغرامات، ثم أعيد بيعها في الأسواق”.
ويضيف: “خلال الموسم، يتم جلب كميات كبيرة من هذه الفاكهة عبر التجار الكبار، والذين يتولون توزيعها على تجار آخرين صغار، وهؤلاء يتجولون بها في أحياء العاصمة، ويجوبون الأسواق الشعبية والشوارع مستعملين عربات متنقلة. يبدأ البائع في عرض سلعته بتفريغ الصندوق تلو الآخر، كما يضع أمامه دلواً من الماء البارد لرش الحبات في الصناديق بين الحين والآخر”.

«الهـنـدي.. والمـوس من عـنـدي”

تزخر هذه المهنة الموسمية بطرائف الباعة التي تعد أحد طرق ترويج بضاعتهم، إذ ينادي بعض الباعة على الزبائن قائلين: “هيا الهندي. والموس من عندي”، والتي تعني أنه سيتولى تقشيرها بسكينه الخاص.
من مكان إلى آخر، يتنقل الباعة بعرباتهم الصغيرة المحملة بالفاكهة الموسمية، يستخدمون قفازات بلاستيكية تحمي أياديهم من الأشواك، ومن سكين تقشير الحبات ليبيعها طازجة، بينما يفضل بعض الزبائن شراءها من دون تقشير.
ومع ارتفاع درجات الحرارة خلال هذه الفترة من العام في الجزائر، ينافس التين الشوكي مختلف الفواكه بسبب احتوائه على كميات من الماء التي تقي من العطش، كما أصبح يحتل مكانة بين الوجبات الغذائية. ويقبل بعض الجزائريين على تناوله كطبق أساسي مع قليل من الخبز، تجنباً لتناول المأكولات الدسمة التي تزيد من حرارة الجسم.
ويؤكد مختصو التغذية أنّ “التين الشوكي أحد الفواكه الصيفية التي تساعد في تقوية المناعة، كما يحوي فوائد صحية جمة لاحتواء ثماره على الألياف ومضادات الأكسدة ونسبة كبيرة من المياه، وكلها مفيدة للجهاز الهضمي، إضافة إلى أنه يحافظ على مستويات السكر في الدم، ويخفض فرص الإصابة بأمراض القلب”.
في حين، تستعمل أوراق نبات التين الشوكي في صناعة عدد من المستحضرات الطبية والتجميلية، كما تستخدم في كثير من وصفات الطب الشعبي المتداولة، فإنّهم يحذرون من إفراط البعض في تناول التين الشوكي، إذ يمكن أن يتسبب في الإصابة بعسر الهضم أو الإمساك.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024