وجهات سياحية متنوعة..

ثراء استثنائي للسياحة الدينية بالجزائر

تعدّ السياحة الدينيّة من أهم أنماط السياحة خاصة للسائحين الراغبين في التعرّف على المعالم الأثرية الدينيّة، كالمساجد والكنائس والأضرحة والمآثر التي تخلّد أشخاصا أو وقائع تاريخية مأثورة.
والجزائر تحوز على الكثير من المقاصد والوجهات السياحية الدينية، كأضرحة الأولياء والعلماء وقادة الفتح الإسلامي، والزوايا والمساجد الأثرية، والمزارات الدينية التي تستقطب آلاف الزوار من مختلف الدول، خاصة من إفريقيا.
ولعلّ أشهر هذه المناطق منطقة عين ماضي بالأغواط، مسقط رأس شيخ الطريقة التيجانية ومؤسسها، والتي يبلغ تعداد مريديها في إفريقيا وحدها ما يقارب 250 مليون شخص.
كما يوجد في منطقة القبائل، الطريقة الرحمانية لسيدي محمد بلوزداد، وقبره في مدينة بولوح في ولاية تيزي وزو، ويمثل هذا الرجل المتوفى في 1209 للهجرة رمز الطريقة الرحمانية، كما يمكن للطريقة القادرية أيضا الموجودة في أقصى الجنوب، والتي لها امتداد في دول الساحل الخمس، أن تستقطب السياح والباحثين على حدّ سواء.
وبالحديث عن المساجد، فإن الجزائر تحوز على عدد لا يستهان به من المساجد العريقة والتاريخية التي تعتبر إحدى المناطق التي تستهوي السياح، فعلى سبيل المثال يعتبر مسجد كتشاوة بالعاصمة الغني عن التعريف، من أشهر المساجد التاريخية، بني في العهد العثماني من قبل حسن باشا سنة 1794 للميلاد.
دون أن ننسى الصرح الأكبر في الجزائر وهو الجامع الأعظم بمدينة المحمدية قبالة الساحل، والذي يعد أكبر مسجد في الجزائر وشمال إفريقيا، وثالث أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين.
بالإضافة إلى المزارات الدينية الإسلامية، فإن الجزائر تحتوي على العديد من الكنائس التاريخية، الموجودة فيها منذ الحقبة الاستعمارية، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر كنيسة السيِّدة الإفريقية في العاصمة، والتي تمّ تدشينها سنة 1872م، وهي خاصة بالطائفة المسيحية الكاثوليكية، بالإضافة إلى كنيسة القديس أوغسطين في مدينة عنّابة، والتي تم بناؤها في الفترة الممتدة من 1881-1900م.
بالنظر لكل هذه الامكانيات نستطيع القول إن السياحة الدينيّة يمكنها أن تكون رافِداً اقتصادياً مهماً، إن توافرت هناك الإمكانيات والميكانيزمات اللازمة، بالإضافة إلى الإرادة السياسية، لإحداث التغيّر المنشود في هيكلية الاقتصاد الوطني.
حيث يمكن للتنوّع الحضاري والتمازُج الديني والثقافي الموجود في الجزائر أن يمنح للسائح الأجنبي والمحليّ فرصة لزيارة العديد من المعالم السياحية الدينية الخلاّبة، التي يجمع بعضها بين الفن الإسلامي الراقي في فن العمارة، وبين الفن البيزنطي والمغاربي، وهو الشيء الذي يعتبر استثنائياً وقلّما نشاهده في الدول المجاورة الأخرى.
 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024