طوارئ في البيوت

العودة إلى المدرسة.. التخطيـط المُسبق يسهّـل البدايـات

يتّسم موسم الصيف بالعادات غير المنتظمة، والسهر، وقضاء معظم الوقت في اللعب والمرح، وممارسة الأنشطة؛ لذلك يرتبط موسم عودة العام الدراسي بحالة من الارتباك داخل الأسرة، خاصة بعد انتهاء العطلة الصيفية الطويلة؛ حيث تبدأ مراحل التخطيط لشراء الحقائب والأدوات المدرسية والملابس والأحذية، وعلى جانب آخر، يزداد قلق أولياء الأمور على صحة أطفالهم؛ حيث إن الاختلاط المباشر يمكن أن يتسبب في الإصابة بالعدوى الفيروسية أو البكتيرية.

ساعات النوم أهم مشكل
رصدنا مجموعة من آراء أولياء الأمور والخبراء والاختصاصيين حول خطوات التحضير للعودة إلى المدارس.
في هذا الصدد تقول حليمة (أم لطفل): “تغيير ساعات النوم من المشكلات المزعجة؛ إذ ينتقل طفلي هذا العام من الحضانة إلى المدرسة، وبالتأكيد هناك اختلاف كبير بين المرحلتين؛ حيث تعتمد مرحلة رياض الأطفال على أسلوب التعلم عن طريق اللعب، بعكس التعليم والتأهيل للمرحلة الابتدائية؛ لذلك عملت جاهدة في فصل الصيف على أن أجلس مع طفلي، وأتحدث معه عن المجتمع المدرسي، وتدريبه على القراءة والكتابة، وتخصيص وقت بشكل يومي لإدخاله في مناخ المدرسة، ويُعد تغيير ساعات النوم، من أكثر المشكلات التي يعانيها الطفل عن دخول المدرسة؛ لذلك يجب أن تبدأ الأم بإعادة تنظيم النوم قبل أسبوعين من دخول موعد المدرسة، خاصة أن النوم في وقت مبكر ومنتظم له أثر كبير في تعزيز التركيز والتحصيل العلمي”.
وتؤكد سعاد (أم لطفلين)، أن التشجيع على الالتحاق بالأنشطة، يعزّز المهارات، وتذكر أن الاستعداد للعودة إلى المدرسة، يتطلّب تجهيز الملابس والكتب المدرسية، لكن لا بد أيضاً من التحضير النفسي للأبناء، عن طريق الحوار بشكل إيجابي، لتجديد حماسهم للمدرسة، والتحدث معهم عن زملائهم المقربين، وتذكيرهم بالأنشطة الممتعة والرحلات المدرسية، كما يفيد هذا الحوار في اكتشاف وجود أي مشكلة قد يعانيها الطفل في العام الدراسي السابق، وأهمها التنمر الذي يتنشر في هذه المراحل العمرية.
وتضيف: “يكشف الحوار مع الطفل قبل بدء العام الدراسي أيضاً عن اهتماماته وميوله وهواياته، والتنسيق مع المدرسة، للاشتراك في الأنشطة المناسبة، وتنمية مواهبه ومهاراته”.
وتشير رانيا أستاذة رياضيات، وأم لثلاثة أبناء إلى التجربة المدرسية، بأنها يجب أن تخلو من الإجهاد والتوتر، وأن هناك العديد من الترتيبات التي يجب القيام بها مع بداية العام الدراسي الجديد، ومنها: مشاركة الطفل في كتابة قائمة من الأهداف، للتخطيط الجيد للسنة الدراسية، وتحفيزه وتشجيعه على تحقيقها، مع الحرص على التنظيم المسبق للمستلزمات المدرسية، وفرز ما تبقى من أدوات العام الماضي وشراء ما ينقص من كراريس وأقلام، ومساعدته في تغليف الكتب وترتيبها في الحقيبة المدرسية.
وتستطرد: “يمكن أن يعاني بعض الأطفال صعوبة في التركيز، بسبب تغيير فترات النوم، والعودة إلى النظام الدراسي؛ لذلك يجب على الوالدين التحلي بالهدوء أثناء المذاكرة؛ حيث إن التجربة المدرسية للطفل يجب أن تكون خالية من الإجهاد والتوتر، وعلى العكس يجب أن تكون مفيدة وإيجابية، حتى يستطيع أن يتخطى هذه الفترة، وينتظم في المذاكرة والتحصيل العلمي الجيد، كما يفيد مد جسور التواصل مع المدرسين مبكراً، لمتابعة مستوى الطفل، ومدى تطوره”.
فيما ترى بشرى أم لثلاثة أطفال، وجوب إبعاد الأجهزة الإلكترونية وقت المذاكرة، وأن استقبال العام الدراسي الجديد، يأتي مع توديع العطلة الصيفية، وانتهاء أوقات اللعب والأنشطة والنوم والاستيقاظ بحرية؛ حيث إن اليوم الدراسي يحتاج إلى التنظيم والترتيب، وأهمها الحصول على ساعات النوم الجيد، لكي يستطيع الطفل التركيز والتحصيل الدراسي.
وتضيف: “يجب على الوالدين توفير ركن ثابت للطفل، من دون وجود ما يشغله عن الدراسة، على أن تبقى الأجهزة الإلكترونية الترفيهية والتلفزيون مغلقة أثناء القيام بالواجبات المدرسية، كما يجب الانتباه إلى أن ترتيبات العام الدراسي مع تلاميذ المرحلة المتوسطة تختلف عن الصغار في المرحلة الابتدائية؛ حيث تتميز هذه الفترة من العمر بتكوين الشخصية، والاعتماد على النفس، ويكون التلميذ هو المسؤول فيما يخص النوم والاستيقاظ والمذاكرة وإتمام الواجبات ومتابعة الدروس، وكذلك تحديد الأنشطة المناسبة بحسب ميوله ومهاراته.”

صحة أفضل.. تحصيل أحسن
ينصح مختصو التغذية بتوفير وجبة إفطار مدرسية مغذية للطفل، تتنوع بين الكربوهيدرات المعقدة من الحبوب الكاملة، لأنها توفر الألياف والفيتامينات والمعادن للطاقة والهضم، وتجنب الحبوب المكرّرة والسكرية، ويساعد البروتين في بناء الأنسجة وإصلاحها ويدعم الشعور بالامتلاء، وتشمل مصادره البيض والياغورت وزبدة المكسرات واللحوم الخالية من الدهون، وتفيد الفواكه والخضراوات في الحصول على الفيتامينات والمعادن والألياف الأساسية، وتدعم الدهون الصحية مثل زيت الزيتون، نمو الدماغ والصحة العامة.
ومن الضروري التقليل من السكريات المضافة، ويمكن تناول حوالي 25 جراماً (6 ملاعق صغيرة) يومياً، وتوزيعها على مدار اليوم وليس فقط في الصباح، حيث إن زيادة تنوع الحلويات في النظام الغذائي يمكن أن يضر بصحة الأسنان، ويزيد من خطر الإصابة بمرض السكري، كما ينشأ سوء التغذية والعادات غير الصحية ومشكلات السلوك والقلب والأوعية الدموية، وتشمل العواقب طويلة المدى الأمراض المزمنة.
ويفيد خبراء الصحة بأن الآلام الناجمة عن حمل الحقيبة المدرسية الثقيلة يمكن أن تؤثر سلباً في التركيز الفكري والقدرة الاستيعابية وحفظ المعلومات، ما يؤدي إلى ضعف القدرة على تحصيل الدرجات، ويشيرون إلى أن تطور الأجهزة الإلكترونية واستعمال اللوائح ذات الذاكرة الفائقة وسرعة إظهار البيانات، تلعب دوراً محورياً في الاستغناء عن حمل الكتب المدرسية.
وتنصح الدراسات بالابتعاد عن شراء الحقائب المدرسية الجلدية الثقيلة، واستبدالها بالأنواع المصنوعة من الألياف، بحيث لا يتعدى وزنها 10% من وزن الطفل، ويمكن تفادي آلام الظهر بعمل تدريبات رياضية 5 دقائق صباحاً، لتقوية العضلات والعظام والعمود الفقري.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024