صابون الدزاير أو صابون المسَّلْمِـين

هذا سرّ نظارة وحيويــــة الحرائر العاصميـّات

 عرفت المرأة الجزائرية، لاسيما العاصمية منذ القدم باهتمامها الكبير بجمالها وأناقتها، والمحافظة على جمالها الطبيعي، فقد حافظت على بقاء نظارتها وحيوية بشرتها رغم تقدمها في السن، فما هو السر في ذلك يا ترى؟

ميزات متعدّدة

 اشتهرت نساء العاصمة منذ عقود من الزمن باستعمال غسول طبيعي للوجه يسمى “صابون الدزاير” أو “صابون المسلمين”، كما يفضل للبعض تسميته، وكان إلى وقت قريب أحد المستلزمات الأساسية لأي عروس، وهو من العادات والتقاليد المتوارثة والتي تسعى المرأة العاصمية للحفاظ عليها من الزوال نظرا لمميزاته العديدة.
وهو عبارة عن صابون طبيعي، خال من أي مواد كيميائية، غني بالفيتامينات التي تفيد في إزالة الخلايا الميتة للجلد، كما يعطي للبشرة نعومة ولمعانا ويعمل على تفتيحها باستمرار، ممّا يؤخر في ظهور التجاعيد، كما يعمل أيضا على تجديد الدورة الدموية، ويساعد في ذوبان الشحوم المترسبة في كامل أجزاء الجسم.
يأتي هذا الصابون على شكل عجينة عسلية اللون تميل إلى السواد، يستخرج صابون الدزاير من مواد طبيعية كأشجار الزيتون ومختلف الأعشاب وكذا من رماد النار، ويحتوي هذا الصابون على مميزات عديدة جعلت منه الأفضل والأنقى لأنه خال تماما من المواد الكيميائية التي قد تضر بالبشرة، وليس له أية رائحة، كما يتميز برغوته الكثيفة، ولا يكلف كثيرا لأنه إنتاج محلي.
كان صابون الدزاير يباع عادة في نقاط محددة مثل ما يعرف بالعطار، وهي عبارة عن محلات تحوي العطور الطبيعية والأعشاب التقليدية التي كانت منتشرة بكثرة بين أحياء القصبة العتيقة.

إقبال على الصّابون الطّبيعي

 في جولة استطلاعية في محلات بيع مواد التجميل بسوق بوزرينة بالقصبة العتيقة، تحدثنا مع بعض الباعة، حيث يقول “حكيم” أن هناك تراجعا كبيرا في بيع صابون “الدزاير” وأصبح نادرا ما يطلبه الزبائن، كما أن معظم النساء أصبحن يفضلن الصابون العصري، أما “حنان” وهي عروس مقبلة على الزواج فقد كانت برفقة والدتها، وقالت لنا إنه مؤخرا أصبحت المرأة تميل إلى كل ما هو طبيعي للمحافظة على البشرة، بسبب المشاكل التي قد تواجهها نتيجة الاستعمال الدائم للمواد المصنوعة من المواد الكيميائية.
ويقول “إبراهيم”، صاحب محل عطارة بساحة الشهداء، وهو يشرح الأنواع الجديدة للصابون الأسود الممزوج بالزيوت الأساسية ومستخلصات الأعشاب الطبيعية، “معظم زوار المدينة العتيقة من الأجانب يقبلون على الصابون الأسود”. ويضيف “إبراهيم” “هم يعرفون خصائصه جيدا”.
وأخبرنا “ابراهيم” أن صابون الدزاير او المسلمين حافظ على خصوصيته الطبيعية، وأن الجيل الجديد أضاف فقط بعض الآليات التي سهلت العمل بإضافة التغليف في وحدات قياس صغيرة ومتوسطة، وأصبح الصابون يعبأ في علب صغيرة ويمزج بالزيوت العطرية، ويعطر ببعض الأعشاب التجميلية الطبيعية، ليواكب التطور السياحي والطلب في الحمامات العصرية، ويؤكد أن أهم ما يميز هو غياب المواد الحافظة، واعتماده على الخصائص المرطبة والمغذية للبشرة والتي يمتاز بها زيت الزيتون.
ولا خوف من استعمال صابون المسلمين لأنه مكون من مواد طبيعية، وهو ما يعطيه أهميته التي تكمن في كونه يحافظ على رطوبة الجلد ولا يجففه، ويساعد أيضا على التخلّص من الخلايا الميتة التي تتراكم في أجزاء مختلفة من البشرة.
ورغم تقلص إنتاج واستهلاك صابون الدزاير، يبقى موروثا جزائريا لابد من الحفاظ عليه من الزّوال.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024