أعراس البويرة

”التاوســة” والـبراح” يعودان بقوة

بعد أن تخلت عنها حفلات الافراح، عادت “التاوسة” والبراح ليصبحا علامة بارزة لأعراس البويرة، وأصبح المدعوين يفضلون إعطاء العروسان مبلغا من المال تختلف قيمته حسب قدرة كل واحد منهم، أما البراح فهو من يضفي جوا مميزا على العرس خاصة التقليدية التي يختار أصحابها المنزل مكانا لها.
عرفت أعراس البويرة هذه السنة عودة التاوسة بقوة وادخلت الهدايا الزجاجية والاغطية غرفة الانعاش فقد عرفت قاعات الافراح وحتى الاعراس المنزلية وضع الهدايا التقليدية المعروفة بالأطقم الزجاجية كالماء والقهوة والشاي وكذا الفلان و«الكوات” في خانة غير مرغوبة فيها، واستبدلت بـ«التاوسة” وهي ميزة حميدة ومساعدة للعرسان.
وفي احدى قاعات الاعراس بالجهة الغربية لولاية البويرة، عبرت السيدة زهرة لنا بكل ديمقراطية انها ضد الهدايا الزجاجية وان العرس هو الوقت المناسب للمدعوين من اجل مساعدة اهل العرس بـ«تاوسة” تكون قدر المستطاع للسماح لهم بالاستعانة بها في مصاريف العرس التي اثقلت كاهلهم.
واضافت اننا نشاهد مئات المدعوين والتي لا يقل عددهم عن 500 مدعو في العرس وكان بإمكانهم اعطاء التاوسة للعريس او العروسة بـ 1000دج عوض 1000 طاقم التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
نفس التصريح ادلى به عمي لخضر اين دعا المدعوين للعرس بدفع تاوسة قدر المستطاع عوض هذه الاواني المطبخية و«اللوحات” والاغطية التي اصبحت غير مرغوب فيها تماما على عكس التاوسة التي بدون شك سيستعين بها بعد حفل الزفاف، في ظل الارتفاع الفاحش في لوازم العرس والتكاليف الثانوية.
اما العروسان نوال وياسين، فقد أكدا ان التاوسة اليوم اصبحت ضرورية بدل الهدايا لمساعدة العرسان على تسديد تكاليف العرس ولما لا السماح لهم بجمعها وتنظيم رحلة او شهر العسل في احدى المناطق السياحية وفي أحد الفنادق سواء في الداخل او الخارج.
البراح يعود من جديد
يعتبر البرّاح شخصية محورية في الكثير من الأعراس التي تقام بعدة مناطق من البويرة، حيث لا تخلو هذه الأعراس من وجوده كونه يضفي نكهة خاصة على مجرى الاحتفال المقام لسبب الزفاف أو الختان وغيرها من المناسبات السعيدة.
وفي العادة، يكون البرّاح شخصية قوية تملك صوتا فروسيا جهوريا مجلجلا، فضلا عن إتقانه فن القول وحسن التعبير، والقدرة الفائقة على اللعب بعواطف الآخرين بدغدغة مواطن الفخر فيهم وتضخيمها إلى الحدود القصوى حتى يظن المقصود بها أنه فريد زمانه ودرة عصره، وتتميز عادة كلمات البرّاح باللفظ الفخم، المطعم بالأمثال الشعبية والأقوال المأثورة، ما يزيد في قوة التأثير ونفاذه.
والطريف في الأمر أن البرّاح يكون عادة عضوا في فرقة موسيقية من عازفي الناي وضرب الدف، وقد يكون هو صاحب الفرقة والمغني فيها والمتحكم في عناصرها، حيث يأمرهم بالغناء أو التوقف لإرسال هذه العبارة في مدح شخص أو عائلة معنية بعدما تسلم له رشقة وهي عبارة عن مبلغ مالي معين يطلب من خلاله المانح مدحه، وقد تتضمن أحيانا الرد على خصومه أو منافسيه أو حاسديه أو ما إلى ذلك من طلبات يستجيب لها فورا المدّاح ويمضي.
وفي عرس زفاف بالغيطة والزرنة ببلدية عمر لاحظنا تدفق بشري لا مثيل من المواطنين لحضور هذا العرس التقليدي الذي يكون فيه المداح العضو الاساسي فيها لخلق حيوية ونشاط وحتى مشاحنة بين الساهرين فيمن يعطى “التاوسة” الأعلى، اين وصلت تبريحة في هذا العرس بين تاجرين الى 50 مليون سنتيم وهي عادة موروثة في الاذهان بهذه المنطقة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024