تحويسة في بلادي

معبــد “مينــارف”.. تحفة أثريــة مفتوحــــة

 «متحف مينارف” بولاية تبسة، أحد أهم المعالم الأثرية المصنفة وطنيا، بحيث يعد من بين المعابد الرومانية التي مازالت محافظة على طابعها المعماري في شمال إفريقيا، حيث ينفرد بميزة خاصة ألا وهي مقارنته بالبيت المربع بنيم فرنسا، وسمي بمعبد مينارف نسبة إلى مينرفا آلهة الحكمة والفنون.
يقع معبد “مينارف” داخل الصور البيزنطي المحاذي لزاوية سيدي بن سعيد، الذي شيد بين سنتي 193م و217 م، فيما حول إلى متحف سنة 1920 من طرف الفرنسيين، لأنه كان معبدا للمسيحيين، كما يقع داخل الصور البيزنطي كنيسة فرنسية تبعد عن معبد مينارف بحوالي 100 متر، بنيت من طرف الفرنسيين سنة 1885، وحولت إلى متحف سنة 1971م.
يقع المعبد بالقرب من قوس النصر كراكلا داخل القلعة البيزنطية، حيث يتموضع على قاعدة يصل علوها أربع أمتار من سطح الأرض، مقسمة من الداخل إلى ثلاث عقود عرضية، بصل ارتفاعها إلى 3.50م، هذه القاعات السفلية كانت مخصّصة لخدمات المعرض، حيث سدت فيما بعد ببلاطات حجرية.
يتربع المتحف على مساحة قدرها 18.80م طول و9م عرض، يتمّ الصعود إليه عن طريق درج من الحجارة يحتوي 20 تدريجة، التدريجات الحالية لا تتطابق مع التدريجات الأصلية، حيث قلصت إلى ثلاثة عشر تدريجة.
وتحتوي القاعة المقدسة على أرضية مبلطة بفسيفساء، جدرانها من الداخل غطت كذلك بلوحات فسيفسائية خلال الفترة الحديثة، أما من الخارج فالجدران مزودة بدعامات مربعة مزينة بتيجان كورانثية الآتيك، وهو الجزء الذي يحيط بكامل المعبد من الأعلى، ينتصب على قاعدة صغيرة، ويحتوي على نفس التقسيمات التي يحتوي عليها الأفريز.
ونجد تقسيمات على امتداد أفقي، الإطار الذي يقع فوق جمجمة الثور يحتوي على تذكار يتمثل في نحت بارز سواء لمحاربين مسلحين حيث نلمح درعا، وفأسا، وخوذة أو آلهة، كما نجد هركيل يستند على مطرقته، وباخوس إله الخمر عند الرومان متوّجا بغصن نبات اللبلاب، في حين الإطارات الوسطى لا تحتوي نفس النحت، حيث تشمل على قرني خصوبة يتقاطعان في النهايات، تفصلها ثلاث ورود نهايتهما تحتضنان رأس “ميدوسا” شعرها على شكل ثعابين مستوحاة من الميتولوجيا الاغريقية أما الأخرى فنلمح خمس ورود أغصان، متداخلة تنتهيان بورود تحملان رأسان لموديسا في نهايتها.
معبد مينارف يعتبر معلما تاريخيا يميز ولاية تبسة، وشاهدا بشكل واضح عن التسامح الديني من خلال الديانة الوثنية خاصة، إضافة إلى كون المعبد يقع أيضا على بعد أمتار من المسجد العتيق، ومن الكنيسة التي تعبر عن الفترة المسيحية بولاية تبسة التاريخية.

تبسة الساحرة
هذا وقد اختلفت تسميات ولاية تبسة عبر العصور، حيث كان اسمها “ايكاتومفيل” عند الإغريق، فيما سماها الرومان “تيفيست”، إلى أن عربت من طرف المسلمين بتسميتها “تبسة”.
وقد تعاقبت على ولاية تبسة العديد من الحضارات من خلال الكتابات اللاتينية على معالمها الأثرية التي مازالت تؤرخ لها ومن بين هذه الحضارات؛ شعوب ما قبل التاريخ، الحضارة الفينيقية، النوميديون، الرومان، الوندال، البيزنطيون، المسلمون والعثمانيون، كل هذه الحضارات جعلت لمدينة تبسة تاريخا حافلا من خلال المعالم التي ما زالت شاهدة رغم مرور الزمن على غرار المساجد والمتاحف والقصور.
وتحتوي تبسة بالإضافة إلى معبد “مينارف” على معلم أثرى يطلق عليه تسمية قوس نصر كركلا، شيّد بين عامي 211 م و217 م، ويعتبر من الأقواس العالمية الوحيدة التي ما زالت واقفة على مرّ الازمان الباب يحمل تاريخ الرومان في شمال إفريقيا، به 4 مداخل تحمل كتابات لاتينية، كل واجهة منها مهداة إلى أحد أفراد العائلة، منها الإمبراطور كركلا، يعتبر أعلى صور شيد في الفترة الرومانية، باعتباره مدخل المدينة للصور البيزنطي الذي يحمل 14 برج مراقبة، مشيدة بالحجارة الضخمة.
هذا ويوجد الصور البيزنطي الذي يضم 14 برج مراقبة والذي يسمى بالقلعة البيزنطية، يقع بمدخل باب “كركلا”، وسط مدينة تبسة، به 14 برج مراقبة، شيد من طرف الجنرال صالمون بين 538 و535 م، وبقي محافظا على طابعه المعماري، ومصنف وطنيا منذ سنة 1982، وينتظر تصنيفه عالميا، كونه ما زال محافظا على طابعه المعماري، شأنه شأن باب النصر “كركلا”، هذا ويوجد بها المسرح الروماني اضافة الى متحف الهواء الطلق كما يوجد بها مدينة العاب تتوفر على 21 جناح العاب مجهزة بمدينة مائية تستقطب الكثير من العائلات.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024