مطالب بتسقيف الأسـعار وتفعيل دور الرقابة

مسـتـلـزمات الدخول المدرسي كـابوس أرّق العـائلات بباتنة

باتنة: حمزة لموشي

تتواصل تحضيرات العائلات الاوراسية للدخول المدرسي المزمع انطلاقه يوم غد الثلاثاء، وسط تذمر كبير للأولياء بسبب الارتفاع الكبير لأسعار مُختلف المُستلزمات المدرسية، من كتب، ادوات، محافظ ومآزر وغيرها، خاصة بالنسبة للعائلات التي لديها أكثر من تلميذين، حيث أنّ توفير مستلزمات تلميذ واحد فقط، تتطلب ميزانية خاصة، سيما وأنّ العودة إلى مقاعد الدراسة، تأتي بعد عطلة طويلة استنزفت جيوب الاولياء، لكثرة المناسبات التي شهدتها.

قادت “الشعب” جولة استطلاعية إلى بعض المحلات التجارية والفضاءات العمومية والخاصة المخصصة لبيع المستلزمات المدرسية على غرار قاعة أسحار للعروض بوسط مدينة باتنة، التي شهدت تنظيم معرض تجاريا لفائدة الأولياء شارك فيه أكثر من 40 مُتعاملا اقتصاديا، خصصوا أجنحة لبيع المستلزمات المدرسية وبأسعار الجُملة، حيث لاقى المعرض إقبالا مُنقطع النظير للتلاميذ وأوليائهم على أن يستمر إلى ما بعد الدُخول المدرسي لتمكين أكبر عدد من الاولياء من اقتناء الأدوات والكُتب المدرسية وما يلحقُها من مُستلزمات.

أسعار اللوازم المدرسية تصدم العائلات
أشار بعض الباعة إلى أنّ اللوازم المدرسية، لهذه السنة أيضا تشهد ارتفاعا وزيادة في أسعار المواد بالجملة، فالمحافظ مثلا “ارتفعت أسعارها بنسبة 10 إلى 20 بالمائة، حسب نوعيتها وجودتها وحجمها، مؤكدا قلة المنتجات من هذا النوع في السوق ما دفع بالتجار إلى رفع اسعارها، وهو الامر الذي رفضه العديد من الاولياء على غرار السيد “محمد-ش” الذي أكد أنه سيلجأ مضطرا إلى استعمال المحافظ القديمة لأبنائه الثلاثة، نظرا لاستحالة اقتناء محافظ جديدة في ظل هذه الأسعار الخيالية، حسبه.
وهو نفس الانطباع الذي أكده السيد “عادل-ق”، الذي وجدناه تائها يفكر في كيفية اقتناء مستلزمات ابنيه في ظل هذا الارتفاع، مؤجلا العملية إلى بعد الدخول الرسمي بأيام على أمل انخفاض هذه الأسعار، خاصة وأنه اقتنى السنة الماضية مستلزمات اضافية لم تستعمل بعد سيستغلها لتقليص التكاليف التي باتت حديث الساعة بالولاية في الطرقات، المقاهي، المحلات التجارية وحتى في اماكن العمل.
أما السيدة “حدة-ب”، وهي موظفة أكدت أنها سابقت الزمن هذه المرة ولم تُرد أن تكون ضحية لهذه الأسعار، حيث اقتنت غالبية مستلزمات أبنائها خلال عطلة الصيف وحتى قبل أن يختتم الموسم الدراسي المنصرم، مشيرة إلى أنّها في كل مرة تقتني بعض اللوازم فأحيانا كراريس ومرة كتب، وأخرى ملابس وهكذا، حتى وجدت نفسها مستعدة للدخول المدرسي دون ان تدخل في حيرة وديون كالأعوام السابقة، مُعتبرة أنه رغم ذلك فهذه المستلزمات استنزفت ميزانيتها خاصة وأنها بصدد الانتقال لسكن جديد من صيغة الترقوي العمومي استفادت منه  مؤخرا، ستكون له حصة كبيرة مستقبلا من راتبها رفقة زوجها لإجراء بعض التعديلات عليه للانتقال إليه قبل ان تتقاعد وترتاح.
وبالعودة إلى أسعار الأدوات المدرسية فنجد سعر كراس من نوع 96 صفحة يقدر سعره ما بين 110 إلى 140 دينار، في حين قفز سعر كراس 192 عادي إلى 200 دينار أما كراس 288 صفحة الأكثر طلبا لدى التلاميذ فبلغ 360 دينار، هذا الارتفاع رافقه أيضا ندرة بعض العلامات التجارية المعروفة في عالم الورق والكراريس والمشهورة بصناعة اللوازم المدرسية كالريان التي تحظى منتجاتها بإقبال كبير من طرف التلاميذ وأوليائهم.

دعوات للوزارة بتخفيف قوائم الأدوات المدرسية
ككل سنة تتجدد نداءات جمعيات أولياء التلاميذ للوزارة بضرورة تخفيف قوائم الأدوات المدرسية التي أحرقت جيوب الأولياء وأرهقت كواهل التلاميذ على حد سواء، في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة، حسب ما أكده عديد الأولياء الذين أشاروا إلى ضرورة تخفيف حجم المحفظة وايجاد حلول ناجعة لكثرة طلبات المعلمين من التلاميذ إذ يشترطون نوعية معينة من الادوات غالبا اسعارها باهظة وأحيانا منعدمة بالمحلات التجارية والمكتبات، كما انعكس ارتفاع أسعار الادوات المدرسية، بالسلب على العائلات، التي فضلت حرمان نفسها من السفر خلال عطلة الصيف لادخار بعض الاموال للدخول المدرسي، غير أن الإشكال حسبهم هو كثرة المستلزمات المدرسية للمادة الواحدة، مجددين دعواتهم للوزارة الوصية من خلال تخفيف قوائم الأدوات المدرسية، حيث إن أغلب المعلمين لا يلتزمون بالقوائم التي أقرتها وزارة التربية الوطنية وأعلنتها عبر وسائل الاعلام في محاولة منها للتحكم في كثرة مطالب المعلمين والأستاذة بالأطوار التعليمية الثلاثة.

نداءات لتفعيل دور الرقابة لكبح جشع التجّار
أولياء التلاميذ تساءلوا عن سر غياب فرق الرقابة التابعة لمصالح مديرية التجارة عن كل ما يحدث بالمكتبات والمحلات التجارية المخصّصة لبيع الأدوات المدرسية رغم النداءات الكثيرة التي وجهوها والشكاوى التي رفعوها، حيث أشارت السيدة “سميرة-ت” إلى  أن معاناة الاولياء باتت كابوسا يؤرقهم عشية كل دخول مدرسي في السنوات الماضية، مطالبة بضرورة التواجد الميداني لمصالح مديرية التجارة لأن أغلب التجار باتوا يفرضون منطقهم في ظل غياب فرق الرقابة، وعدم تصريحهم بالأسعار الحقيقية للأدوات المدرسية التي تجاوزت هذه السنة حدود المعقول، ليلجأوا إلى أسواق الرحمة التي لم تعد تلبي كل حاجياتهم بسبب الضغط الكبير عليها، حيث تمّ كما اسلفنا فتح معرض تجاري بوسط مدينة باتنة لهذا الغرض، في حين طالب أولياء اخرون برفع المنحة المدرسية من 5 آلاف دج إلى 10 آلاف دينار، في ظل الارتفاع المستمر للأسعار من أجل تمكين عديمي ومحدودي الدخل من تأمين دخول مدرسي مريح لفلذات اكبادهم ومواجهة موجة الغلاء الفاحش.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024