ما بين الخطى المتثاقلة وفاتورة أعباء المستلزمات

هاجس الــدخول المـدرسي يسيطر على التـلاميذ والأولـيـاء

بومرداس: ز- كمال

تحوّل الدخول المدرسي للتلاميذ كل سنة الى حدث اجتماعي كبير ومحطة تستعد لها كل العائلات الجزائرية وليس فقط التلاميذ المعنيين مباشرة بعملية العودة مجددا الى مقاعد الدراسة، بالنظر الى حالة التعبئة والاستعدادات المادية قبل النفسية لمواجهة تكاليف الأدوات المدرسية والملابس وغيرها التي تحوّلت الى هاجس فعلي للأولياء خصوصا محدودي الدخل، حيث تشهد المحلات التجارية ومعارض بيع الأدوات والمستلزمات الدراسية بولاية بومرداس حركة كثيفة قبل الموعد.

بدأ هاجس الدخول المدرسي يسكن نفسية التلاميذ وأوليائهم منتصف شهر أوت عندما بدأت ترتسم بعض المظاهر والمؤشرات التي يعرفها التلميذ جيدا وخبرناها قبلهم ونحن في سنهم كذلك، حيث تلجأ الكثير من المحلات التجارية والمكتبات إلى بداية عرض المستلزمات المدرسية ايذانا بقرب الموعد واشراف العطلة الصيفية على النهاية، فيما رسم تاريخ عودة الموظفين الاداريين نهاية اوت وأغلبهم من قطاع التربية الوطنية ثم عودة الاساتذة بداية سبتمبر هذا اليوم الذي ينتظره الجميع وكلهم أمل في تسجيل بداية موفقة وتحقيق امال وطموحات النجاح في المشوار الدراسي، وسط تحديات تجاوز ظاهرة الغلاء التي تطبع اسعار الأدوات المدرسية.
وبعيدا عن هذه المؤشرات التي اعطت للجميع اشارة التحرك لبداية التحضير المادي والنفسي لهذا الموعد الاجتماعي الهام الظاهر هذه الأيام في حالة الاقبال الكبير على المحلات ومعارض بيع الأدوات المدرسية التي بادرت اليها مديرية التجارة وترقية الصادرات في كل من عاصمة الولاية، برج منايل ودلس، تبقى الاهتمامات والانشغالات التي تطبع هواجس التلاميذ والأولياء مشتركة لكنها أكبر وقعا على أرباب الاسر، فإذا كان التلميذ أو الطفل يعيش حالة نفسية طبيعية بحسب المختصين النفسانيين تتعلق بالانتقال من حالة الى اخرى أي من ترف العطلة وموسم الاصطياف الى حالة الانضباط داخل أسوار الأقسام الدراسية، فإن الآباء يسكنهم هاجس توفير الظروف وحاجيات الأبناء وكيفية الادخار لتسديد فاتورة المقتنيات المرتفعة هذه السنة مقارنة مع غلاء الاسعار.

مشاكل بيداغوجية ترهق الأولياء
اذا كانت مظاهر الاستعدادات والتحضير لاستقبال السنة الدراسية الجديدة أو ما يعرف بالدخول الاجتماعي قد تبدو متقاطعة ومشتركة بين كل العائلات الجزائرية في مختلف مناطق الوطن، فإن الدخول المدرسي بولاية بومرداس يحمل بعض الخاصيات لا تتوقف عند هاجس الأسعار وكيفية تلبية رغبات الأطفال، بل تتعداه الى انشغالات أخرى بيداغوجية وادارية وأخرى تربوية تتعلق بمعاناة الأسر التي غيرت مقرات السكن بعد استفادتها من سكنات بأحياء جديدة في اطار حملة الترحيل وهي تفتقد للمرافق العمومية على رأسها المؤسسات التربوية، حيث وجد الكثير من الأولياء صعوبة في تسجيل أبنائهم في المؤسسات المستقبلة أو الأصلية نتيجة الاكتظاظ الكبير بحسب بعض الشهادات التي حصلت عليها الشعب، وأخرى تعاني من بعد المدرسة وأزمة النقل، ما يعني ضرورة التجند الكلي طيلة الموسم.
أمام هذه التحديات والانشغالات التي طرحها الأولياء خصوصا على مستوى ولاية بومرداس التي تعرف منذ عدة سنوات حركة كبيرة وحملة ترحيل واعادة اسكان لقاطني الشاليهات والسكنات الهشة، اسديت تعليمات لمديرية التربية من قبل الوزارة الوصية لتسهيل عملية التحويل والتسجيل لأبنائهم في المؤسسات القريبة مع التشديد على التحاقهم في اليوم الأول بالمدرسة، وهذا لتجنب تبريرات ورفض المديرين بحجة غياب المناصب البيداغوجية لكن كل ذلك على حساب شروط التمدرس الجيد بالنظر إلى الضغط الكبير الذي تعرفه الكثير من المؤسسات خاصة بمراكز المدن والأحياء السكنية الكبرى.
كما يسكن جزء واسع من الأولياء في عدد من بلديات ومناطق بومرداس نفس الهاجس المتعلق بالاكتظاظ وبعد المؤسسة التربوية خصوصا في الطورين المتوسط والثانوي نتيجة تأخر تسليم المشاريع المبرمجة خلال هذا الدخول المقتصر فقط على متوسطتين ببلدية بني عمران ومنطقة الساحل و5 مجمعات مدرسية من أصل 17 مسجلة، اضافة الى ثانوية محمد العيد آل خليفة بعاصمة الولاية التي تمّ تعويضها، فيما يبقى التلاميذ في مناطق أخرى ينتظرون هذا الحق بالأخص بالنسبة للهياكل القديمة التي تحوّلت الى خطر وكانت مبرمجة للتعويض لكنها ظلت على حالها، على غرار متوسطة الشهيد طوبال محمد سعيد بدلس المغلقة بسبب خطر الانهيار رغم النداءات المرفوعة من قبل الأولياء والأسرة التربوية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024