الأخصائية النفسانية.. وجدان بلعلمـي:

هكذا نـؤسـس لمنطقة هادئة للدراسة في البـيت

أجرت الحوار: إيمان كافي

 النجاح المدرسي يــبدأ من الاستعداد النفـسي

تحظى الاستعدادات للدخول المدرسي بالنسبة للعائلات الجزائرية بمساحة هامة خلال هذه الفترة، إلا أن الاستعدادات النفسية هي من بين الأمور التي قد يُغفل عنها، رغم أهميتها التي تتجاوز بكثير مجرد التحضيرات الروتينية التي تسبق أي دخول مدرسي، ومن خلال هذا اللقاء الذي يجمعنا بالأخصائية النفسانية وجدان بلعلمي، سنحاول توضيح أبرز هذه الاستعدادات وفائدتها لدخول مدرسي ناجح.

-  «الشعب”: في البداية سنتطرّق لماهية الاستعدادات النفسية بالنسبة للعائلات الجزائرية، في ماذا يمكن حصرها؟
 وجدان بلعملي: الاستعدادات النفسية للدخول المدرسي هي عملية تهيئة ذهنية وعاطفية لأفراد العائلة، خاصة الأطفال، قبل بدء السنة الدراسية. بالنسبة للعائلات الجزائرية، هذه الاستعدادات تتضمن العديد من الجوانب المهمة التي تساهم في توفير بيئة داعمة وملائمة لنجاح الأطفال في المدرسة. ومن الجوانب التي يجب مراعاتها نجد:
1 - تحفيز الفضول والاستعداد العقلي، حيث يجب تشجيع الأطفال على تطوير فضولهم ورغبتهم في التعلّم من خلال مناقشة ما سيتعلمونه في المدرسة وكيف يمكن أن يستفيدوا من ذلك في حياتهم.
2 - إنشاء جدول زمني: يساعد إنشاء جدول زمني يومي يشمل وقت للدراسة ووقت للراحة والأنشطة الترفيهية في التحضير النفسي والجسدي للعودة إلى المدرسة.
3 - تعزيز الثقة بالنفس: يجب أن تشجّع العائلة الأطفال على الثقة بأنفسهم وقدرتهم على التفوق في المدرسة. يمكن ذلك من خلال إعطائهم التقدير والدعم اللازمين.
4 - مكافحة التوتر: قد يعاني بعض الأطفال من التوتر أو القلق بسبب العودة إلى المدرسة. يجب تقديم الدعم العاطفي لهم وفهم مشاكلهم والعمل على حلها.
5 - مراجعة المواد الدراسية: قد يكون من المفيد مراجعة المواد الدراسية السابقة بشكل خفيف، قبل بدء العام الدراسي الجديد لمساعدة الأطفال على استعادة المفاهيم والمعلومات الأساسية.
6 - التواصل مع المدرسة: يجب على الأهل التواصل المستمر مع مدرسي أطفالهم، لمتابعة تقدمهم والتحدث عن أي قضايا قد تنشأ خلال العام الدراسي.
7 - تحديد أهداف: يمكن تحديد أهداف دراسية وشخصية مع الأطفال لتحفيزهم على العمل بجد وتحقيق النجاح في المدرسة.
8 - تعزيز التفاعل الاجتماعي: يمكن تشجيع الأطفال على التفاعل مع زملائهم وتطوير مهارات العلاقات الاجتماعية، ما يساهم في تحسين تجربتهم المدرسية.

طريق النجاح

-  الاستعدادات النفسية للدخول المدرسي تلعب دورًا مهمًا في تحقيق النجاح الأكاديمي والتطوّر الشخصي للأطفال، وبالتالي يجب على العائلات الجزائرية الاهتمام بهذه الجوانب لضمان تجربة دراسية إيجابية لأبنائهم، لماذا تعتبر ضرورية؟
 الاستعدادات النفسية للدخول المدرسي تعتبر ضرورية لعدة أسباب منها:
1 - تقليل التوتر والقلق: قد يشعر الأطفال بالتوتر والقلق من العودة إلى المدرسة بعد عطلة الصيف أو بعد إجازات طويلة. الاستعداد النفسي يمكن أن يساعدهم على التأقلم مع التغييرات ويقلل من مستوى التوتر.
2 - تحفيز التفوق الأكاديمي: عندما يكون لديهم استعداد نفسي جيد، يكون من الأسهل على الأطفال التركيز في الصفوف الدراسية والاستفادة القصوى من الدروس والتعليم.
3 - بناء الثقة بالنفس: الاستعداد النفسي يمكن أن يسهم في بناء ثقة الأطفال بأنفسهم وقدرتهم على مواجهة التحديات والصعوبات التي قد تواجههم في المدرسة.
4 - تعزيز النمو الشخصي: يمكن للأطفال أن يتعلّموا من التجارب الجديدة في المدرسة وينمو شخصياً. الاستعداد النفسي يمكن أن يساعدهم في استقبال هذه التجارب بإيجابية والاستفادة منها.
5 - دعم العلاقات الاجتماعية: يمكن للأطفال أن يبنوا علاقات جديدة مع زملائهم في المدرسة. الاستعداد النفسي يمكن أن يساعدهم على التواصل بفعالية وبناء صداقات جديدة.

-  خلال الدخول المدرسي روتين جديد تتخذه العائلات لمجاراة مواعيد الدراسة اليومية، كيف يمكن التأقلم والتعود عليها من جديد؟
 للتأقلم مع الروتين المدرسي الجديد والتعوّد عليه من جديد، يمكن أن تتبع العائلات بعض الخطوات والاستراتيجيات التي تساعد في تسهيل هذه العملية. إليكم بعض النصائح:
1 - تحديد مواعيد ثابتة: حددوا مواعيد النوم والاستيقاظ ووقت الإفطار والتحضير للمدرسة. هذا سيساعد على إنشاء روتين يومي مستدام.
2 - إعداد مكان مناسب للدراسة: قوموا بإعداد منطقة هادئة ومريحة للدراسة في المنزل. يجب أن يكون هذا المكان خاليًا من الانشغالات والتشتت.
3 - جدولة الوقت: استخدموا تقويمًا أسبوعيًا لتخطيط وقت الدراسة ووقت الاستراحة والأنشطة الأخرى. هذا يساعد على تنظيم الوقت بشكل فعّال.
4 - تشجيع التنظيم: قدموا لأطفالكم وسائل للتنظيم، مثل أجندة أو مفكرة لتسجيل المهام والواجبات المدرسية.
5 - تشجيع التواصل والمشاركة: تحدثوا مع أطفالكم بشكل دوري، حول ما يحدث في المدرسة واستفسروا عن تجاربهم واحتياجاتهم. هذا سيساعد على تعزيز التواصل وفهم أفضل لاحتياجاتهم.
6 - تعزيز الصحة الجسدية: تأكدوا من توفير وجبات صحية وتشجيع ممارسة النشاط البدني بانتظام. الصحة الجسدية، تلعب دورًا مهمًا في الأداء الأكاديمي.
7 - إنشاء روتين مسائي: قبل النوم، قوموا بتحضير حقائب المدرسة والملابس والأشياء الضرورية لليوم التالي. هذا سيسهم في تقليل التوتر في الصباح.
بالتدريج، ستتكيف العائلة مع الروتين المدرسي الجديد وستصبح هذه العادات جزءًا من حياتكم اليومية. تذكروا أن التحفيز والدعم المستمرين لأطفالكم يلعبان دورًا مهمًا في نجاح هذه العملية.

-  بالنسبة للمنتقلين إلى أطوار المتوسّط والثانوي، كيف يجب أن تساعد العائلات أبناءها للتأقلم مع ظروف الدراسة الجديدة والتعود على نظام مختلف نوعا ما ومواد جديدة وكذلك بالنسبة للتلاميذ الذين قاموا بالتحويل إلى مدارس أخرى، كيف يمكن مساعدة الطفل للحفاظ على نفس المستوى وعدم التأثر والتشتت بسبب التغييرات؟
 عندما ينتقل الأطفال إلى أطوار المتوسط والثانوي أو ينتقلون إلى مدارس جديدة، يمكن للعائلات أن تساعدهم على التأقلم مع هذه التغييرات والحفاظ على مستواهم الأكاديمي والتحفيز من خلال:
1 - التواصل والاستماع: كونوا متفتحين على الحديث مع أطفالكم واستمعوا إلى مشاعرهم وقلقهم حيال هذه التغييرات. حاولوا فهم تجاربهم وتقديم الدعم العاطفي.
2 - زيارة المدرسة مسبقًا: إذا كان ذلك ممكنًا، قوموا بزيارة المدرسة الجديدة مع أطفالكم قبل بدء العام الدراسي. هذا سيساعدهم على التعرف على المكان ورؤية بيئتهم الجديدة.
3 - تحفيز الاستقلالي : قوموا بتشجيع أطفالكم على تطوير مهارات الاستقلالية مثل تنظيم وإدارة الوقت. هذا سيساعدهم في التأقلم مع الأوضاع الجديدة.
4 - تشجيع الاهتمامات الشخصية: حافظوا على تشجيع اهتماماتهم الشخصية والأنشطة الخارجية، مثل الرياضة والفنون والأندية المدرسية. ذلك يساعدهم على الشعور بالتوازن بين الأمور الأكاديمية والشخصية.
5 - المراجعة والتقييم المستمر: قوموا بمراجعة تقدم أطفالكم وأدائهم الأكاديمي بشكل منتظم، واحتفظوا بقنوات اتصال مع المدرسين لمتابعة تطورهم.
6 - التشجيع والإيجابية: قدموا الدعم والتشجيع الإيجابي لأطفالكم. احتفظوا بمكانة التحفيز والثناء على الجهد المبذول والتحسن في الأداء.
7 - تعزيز الصداقات: ساعدوا أطفالكم في التواصل مع زملائهم وبناء صداقات في المدرسة الجديدة. الصداقات قد تكون مصدرًا هامًا للدعم الاجتماعي.
8 - الاستراحة والتوازن: تذكروا أن التوازن بين العمل والاستراحة مهمان للحفاظ على الصحة العقلية والبدنية لأطفالكم.
التغييرات في البيئة الدراسية يمكن أن يكون تحديا، ولكن مع الدعم الصحيح والاستعداد النفسي، يمكن للأطفال التأقلم والنجاح في البيئة الدراسية الجديدة.
 
-  بالنسبة للأمهات تعد الاستعدادات ضرورية كذلك، كيف يمكن للأم الاستعداد لسنة دراسية جديدة، من حيث واجباتها كأم ومتابعة أبنائها؟
 الاستعداد لسنة دراسية جديدة يمكن أن يكون عملية مهمة للأمهات، حيث يجب عليهن معالجة العديد من الأمور لضمان تجربة تعليمية ناجحة لأبنائهن. فيما يلي بعض النصائح التي يمكن للأمهات اتباعها للتحضير للعام الدراسي الجديد:
1 - تنظيم الوقت: قومي بإعداد جدول زمني يحتوي على أنشطة الأسرة والواجبات المدرسية والأوقات الحرة. هذا يمكن أن يساعد في تحقيق توازن بين الأمور المختلفة.
2 - التحفيز والتشجيع: حثّي أطفالك على الاستعداد للعام الدراسي بشكل إيجابي وتشجيعهم على تحقيق أهدافهم الشخصية والأكاديمية.
3 - توفير المكان المناسب للدراسة: قدمي مكانًا هادئًا ومريحًا لأطفالك للدراسة والمذاكرة.
4 - المساعدة في التنظيم: استخدمي أجندة أو تقويم لتسجيل مواعيد الامتحانات والأنشطة المدرسية والأحداث الهامة.
5 - دعم التعلّم: تابعي دروس الأطفال واستفسري عن مشاكلهم واحتياجاتهم التعليمية. قدمي المساعدة عند الحاجة.
6 - تغذية صحية: اجعلي التغذية السليمة جزءًا من حياة عائلتك. تأكدي من توفير وجبات صحية لأطفالك.
7 - متابعة التطورات: تواصلي مع مدرسي أطفالك لمعرفة كيفية تقدمهم في الدراسة ومجالات تحسين أدائهم.
8 - التعامل مع التحديات: تعاملي مع أي تحديات تعليمية أو سلوكية يواجهها أطفالك بشكل فعّال. يمكنك البحث عن دعم إضافي إذا كان ذلك ضروريًا.
9 - تشجيع الاستقلالية: شجعي أطفالك على تطوير مهاراتهم الذاتية والاستقلالية في إدارة وقتهم ومهامهم اليومية.
10 - الاهتمام بالصحة النفسية: اعتني بالصحة النفسية لأطفالك وتواصلي معهم بشكل منتظم لفهم مشاعرهم ومساعدتهم على التعبير عنها.
تذكري أن الدعم والتحفيز الإيجابي من قبل الأم يمكن أن يساعد الأطفال على تحقيق أهدافهم الأكاديمية بنجاح ويسهم في إقامة بيئة دراسية إيجابية.

الأقسام النهائية الجهد والاستعداد

-  بالنسبة للتلاميذ في الاقسام النهائية، كيف يمكن الاستعداد منذ بداية السنة وتحفيزهم للنجاح؟
 التحضير للأقسام النهائية يتطلب تفريغًا كبيرًا من الجهد والاستعداد الجيد. إليك بعض النصائح حول كيفية مساعدة التلاميذ في الأقسام النهائية وتحفيزهم للنجاح منذ بداية السنة:
1 - وضع أهداف واضحة: ساعد التلاميذ في وضع أهداف محددة وواقعية للعام الدراسي. يجب أن تكون هذه الأهداف محددة بشكل جيد وقابلة للقياس.
2 - إعداد جدول زمني: ساعدهم في إعداد جدول زمني يحدد المهام والأنشطة التي يجب أن يقوموا بها خلال العام الدراسي. ضمنوا في الجدول مواعيد الدراسة والمراجعة والاستراحة.
3 - تطوير مهارات التعلم: ساعدوا التلاميذ في تطوير مهارات التعلم، مثل التنظيم وإدارة الوقت ومهارات الدراسة الفعالة.
4 - الاستفادة من الموارد التعليمية: حثوا التلاميذ على البحث عن مصادر تعليمية إضافية، مثل كتب ومواد دراسية ودورات عبر الإنترنت لتعزيز مفاهيمهم ومعرفتهم.
5 - المراجعة المنتظمة: ساعدهم في مراجعة المواد بشكل منتظم وعدم ترك الاستعداد حتى اللحظة الأخيرة.
6 - التواصل مع المدرسين: تحدثوا مع معلمي أبنائكم بشكل منتظم لفهم مستواهم والمجالات التي يحتاجون إلى تحسينها.
7 - تشجيع الصحة الجسدية والنفسية: تذكروا أن الصحة الجسدية والنفسية تؤثران على الأداء الأكاديمي. حافظوا على نظام غذائي صحي وتشجيع ممارسة الرياضة والاستراحة الكافية.
8 - التحفيز بالمكافآت: قدّموا مكافآت صغيرة عند تحقيق أهداف معينة لتحفيزهم.
9 - توفير بيئة دراسية مناسبة: توفير مكان هادئ ومنظم للدراسة، يسهم في التركيز والإنتاجية.
عندما يتلقون الدعم والتوجيه اللازمين من العائلة، يمكن للتلاميذ التحضير بنجاح للأقسام النهائية وتحقيق النجاح في الدراسة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024