يعرف ازدحاما عنده مع الدّخول المدرسي بالشلف

الإسكافي..ملاذ العائلات الفقيرة لترقيع مستلزمات التلاميذ

الشلف: و - ي - أعرايبي

لم يتأخّر أولياء التلاميذ المحتاجين أياما قبل الدخول المدرسي في زيارة الإسكافي لترقيع الأحذية البالية والمحافظ السنة للدراسية المنصرمة، بعدما عجزوا عن شراء المستلزمات الجديدة بفعل عجزهم عن مقارعة لهيب الأسعار.

 يرى الذين تحدثنا إليهم أمام هؤلاء الحرفيين المتمكنين في ترقيع الأحذية واللوازم الجلدية القديمة، أن وضعيتهم الإجتماعية ليست في أحسن الأحوال، خاصة أمام ارتفاع الأسعار والمصاريف الباهظة التي عجزوا على مجابهتها لتوفير مستلزمات أبنائهم المتمدرسين من محافظ، حيث تراوحت أسعارها ما بين 1500 إلى 4500 دج في أحسن الأحوال، الأمر الذي جعل هذه الفئة من محدودي الدخل تراقب الحركة التجارية على مستوى الباعة، والاكتفاء بالنظر من بعيد بالرغم من أن بعضهم مدرجين ضمن القوائم التي يستفيد أصحابها من منحة التمدرس، والتي لم تعد كافية حسب أقوال ممّن كشفوا لنا عن مصاريف أخرى تتعلق بتهيئة أبنائهم للدخول المدرسي، واقتناء المستلزمات الضرورية فقط حسب علي والجيلالي من حي المصالحة ببلدية الشلف.
فحالة العوز يقول محمد وعبد القادر والمرقب المنحدرين من مناطق بلدية الماين وبني بوعتاب أيام التدهور الأمني الذي شهدته ولايتي الشلف وعين الدفلى ضمن أخطار التهديدات الإرهابية التي جعلت هؤلاء يفرون بأجسامهم تاركين مصادر رزقهم، “فوجودنا أمام الإسكافيين يعد منفذا لترتيب بعض النقائص كترقيع الأحذية بمختلف أنواعها مع خياطة المحافظ التي تعرضت للتمزيق خلال الموسم الدراسي المنصرم، حيث نرفض رميها في زمن عجزنا على اقتناء محافظ جديدة، وبأثمان تفوق مقدورنا المالي في ظل الارتفاع المسجل في القدرة الشرائية المكلفة، يقول محدثونا بموقع حي السلام المعروف بـ “البقعة” بالمخرج الجنوبي لبلدية الشلف.                                  وفي عملية التضامن والتعامل الإنساني، فقد أبدى الإسكافيون تفهما لوضعية هذه الفئة التي تقصدهم كل دخول مدرسي، حيث صاروا لا يبالغون في طلب أثمان باهضة مقابل هذه الأشغال التي تخص عملية الترقيع والخياطة، ويصل التعامل مع هذه الفئة إلى حد التنازل عن مقابل هذه الأشغال اليدوية الحرفية التي يتقنها الإسكافي الذي يستقبل زبائنه بملامح السرور والغبطة، مكتفيا بالدعاء للمتمدرس بالنجاح والتوفيق الذي هو آمال وأمنية الأولياء، الذين أكّدوا لنا أن متطلبات الدخول المدرسي فاقت إمكانياتهم المادية كما هو الحال لدى عائلة طباش وزيتوني ومعمر من مداشر بلديات الشلف وسنجاس وحرشون التي تتراوح أفراد الأسرة الواحدة بين 6 و9 أولاد بما فيهم الفتيات أغلبهم متمدرسين يقول أحدهم ممّن تورّمت يداه من الأشغال المرهقة اليومية مقابل أجرة زهيدة يقول علي رفقة عبد القادر وسعيد ممن ينتظرون تعويض ذلك بنجاح أبنائهم وتفوقهم في الدراسة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024