الأسبوع المقبل ببلدية سوق الاثنين

حملات تحسيسية تجدّد الأمل لنساء معاتقة

نيليا - م

 تشهد معاتقة عدة حملات تحسيسية تزامنا مع الشهر الوردي، الذي يعيد الامل في الحياة بالنسبة للعديد من النساء في الدائرة، التي حسب المختصين في الصحة تعرف أكبر نسبة من الإصابات بمرض سرطان الثدي وعنق الرحم، ناهيك عن مختلف السرطانات، الامر الذي بقي محيرا لسكان المنطقة وحتى الأطباء الذين أرجعوا ارتفاع عدد الإصابات الى عدة أسباب، من بينها العامل الوراثي الذي يحصد العديد من الوفيات، ويترك أثرا كبيرا في نفوس العائلات التي فقدت اعزاء بسبب هذا المرض، الذي لا يرحم ولا يفرق بين المرأة والرجل والكبار والصغار.
 ككل سنة، يعود شهر أكتوبر الوردي لتطلق معه الحملات التحسيسية في مختلف بلديات ودوائر تيزي وزو، ومن بينها دائرة معاتقة التي نظمت لأول مرة حملة تحسيسية جمعت مختلف الفاعلين الاجتماعيين، من جمعيات ناشطة كـ “الفجر، ثافاث وايثران”، إلى جانب تجمع معاتقة الذي يشمل القطاع الصحي الذي ساند هذه الخطوة بعدما كانت تقتصر على بعض القرى دون غيرها، الامر الذي حرم المئات من النساء الاستفادة من هذه الحملات التحسيسية والتوعوية، والكشف عن هذا المرض الخبيث الذي يستهدف حياتهن، خاصة بالنسبة للنساء المغلوب على امرهن، واللائي حالت الظروف المزرية دون ان يقمن بالكشف المبكر عن هذا المرض الصامت، الذي تكتشفه الكثيرات في مراحل متأخرة يعجز الأطباء عن استئصال وإنقاذ حياتهن.
أزيد من 300 امرأة تقدمت إلى المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بمعاتقة، من أجل الكشف المبكر عن المرض خاصة النساء اللائي يشتبهن بوجود هذا المرض في اجسادهن، لتكون وجهتن المراكز الصحية التي توفر كل الإمكانيات والطاقم الطبي المتخصص تزامنا مع الشهر الوردي من أجل اكتشاف الحالات الجديدة التي بقيت حبيسة الجدران، ما يؤدي الى تفاقمها وحصد أرواح النساء تاركات ورائهن عائلات تبكيهن للأبد.
الحملة التحسيسية والتوعوية التي نظمتها جمعية “الفجر” بالتنسيق مع جمعيات أخرى وتجمع التضامن بدائرة معاتقة، صرح بشأنها أرزقي ديش، أحد الفاعلين في هذه المبادرة انها تدخل في اطار الحملات الخيرية، الإنسانية والصحية التي يسعون للقيام بها، في إشارة منه الى تدعيم المؤسستين العموميتين للصحة الجوارية بعتاد طبي خلال وباء كورونا، الى جانب تدعيم بعض المدراس بـ “طاولات وسبورات”، لتأتي هذه المبادرة الإنسانية للكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم كأول خطوة نحو مساعدة المرأة والتكفل الصحي والنفسي بها، خاصة في حالة الشك بوجود حالات مرضية تعجز المرأة عن العلاج بسبب الطابوهات، وظروف معيشية قاهرة تاركة نفسها لمصير الموت المحقق.
صرح تومرت مراد، طبيب استعجالات على مستوى المؤسسة الاستشفائية لسوق الاثنين بمعاتقة، انهم كقطاع الصحة قد شاركوا في أكتوبر الوردي من اجل الكشف المبكر عن الحالات المرضية المشكوك فيها، حيث سيقومون بالتكفل بها من خلال دفع تكاليف التصوير الشعاعي للثدي “ماموغرافي”.
في حين ستتكفل جمعية الفجر بدفع تكاليف العلاج الطويل الأمد “الادوية” في حالة التأكد من الحالة المرضية، وهذا ما سيخفف على المريضات تكاليف العلاج، حيث تتخلى الكثيرات عن العلاج بسبب ارتفاع أسعار العلاج، وهذا ما يتسبب في مفارقتهن الحياة حتى قبل استكمال العلاج، مشيرا الى انه خلال حملات الكشف المبكر عن المرض فإنه من بين 12 امرأة يشتبه في وجود حالة مرضية.
وتعتبر حملات الكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم متنفسا لنساء دائرة معاتقة وحتى المناطق المجاورة، كونه يقرب منهن العلاج بعيدا عن رحلة البحث عن العلاج خارج الدائرة، والتي تكلفهن تكاليف جديدة تعجز الكثيرات عن دفعها بسبب الفقر والظروف المعيشية المزرية، ولهذا تدعو النساء الى ضرورة استمرارية مثل هذه المبادرات الإنسانية على مدار العام، وليس في أكتوبر الوردي فقط، وهذا للكشف عن الحالات المرضية في وقت مبكر، ما يساعد الكثيرات على الشفاء بعيدا عن تأزم حالاتهن في المراحل المتقدمة من المرض.
وللعلم فإنه ستنظم مبادرة وحملة تحسيسية ثانية بتاريخ 14 أكتوبر الجاري على مستوى المؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببلدية سوق الاثنين، من أجل إعطاء الفرصة لنساء أخريات للكشف المبكر للمرض، على ان تتظافر جميع الجهود من أجل إنجاحها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024