حــافـظـت على القضـيـة ضـد عـدوان صـهـيـوني غـاشـم

المــرأة الفــلــســطــيــنــيّــة..أيــقــونة المــقــاومــة وســرّ اســتــمـــــرارها

فتيحة كلواز

 

بين دمار وخراب، تقف المرأة الفلسطينية بعزة وشموخ أمام عدوان صهيوني غاشم شارف على إتمام شهره الثاني على قطاع غزة. لم تستطع آلة الحرب كسر أنفتها ورفضها الخضوع والخنوع للمحتل، برغم كل أساليبه الدنيئة التي تفنّن في ممارستها طوال أكثر من سبعة عقود من الزمن، بل أصبحت المرأة الفلسطينية منذ 1948، أمّا أو أختا أو ابنة أو زوجة شهيدة، أو أمّا أو أختا أو زوجة شهيد أو جريح، وربما كانت هي الشهيدة نفسها، وظلّت دائما المدرسة التي تُرضع أطفالها حليب المقاومة والصمود.


 لا تواجه المرأة الفلسطينية الحرب والعنف فقط، بل هي تنتظر الموت الذي يطرق بابها كل يوم منذ 75 سنة، تعيش شعور الفقد في كل دقيقة لأن المحتل يستمر دون توقف وبكل أساليبه الدنيئة والبشعة من أجل إخضاعها لقانونه حتى تفقد المقاومة مهدها وروحها الموجهة، فهو يعلم جيدا أن المرأة في أية مكانة هي فيها سواء كانت أمّا أو أختا أو زوجة هي من تلقّن المقاوم أول دروس الحياة “نصر أو استشهاد”.
اليوم، يقف العالم عاجزا أمام جريمة إبادة جماعية استشهد فيها أكثر من 14 ألف فلسطيني، من بينهم 4000 امرأة و5600 طفل. يقتل الصهاينة النساء والأطفال خوفا من غد يكبر فيه الطفل الفلسطيني ويصبح مجاهدا ضد المحتل، لكن هيهات أن تعقر بطون الحرائر، فحتى وإن تكالب عليهم ثالوث الشر الكيان الصهيوني، الولايات المتحدة الأمريكية والغرب لن تجدي نفعا مع القضية الفلسطينية، ففلسطين أرض مباركة لن تبقى دون مقاومة، فرباطة جأش الفلسطينيين وشجاعتهم في مواجه آلة الدمار الصهيونية ورفضهم التهجير القسري من أرضهم، مرتبط بإيمانهم الراسخ أنه منها البداية وإليها المنتهى.
اليوم في 25 نوفمبر، يحيي العالم اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وهو يقف عاجزا متفرجا أمام ما تعيشه المرأة الفلسطينية منذ سبعة عقود من الزمن، بالأخص ما نراه في طوال 49 يوما الأخيرة، فالمرأة هناك تعيش الألم حتى العظم، تموت في كل قصف، تنام وتصبح لتموت، هذه المرأة جمعت أشلاء فلذات أكبادها بيدها، وسارعت الى المستشفى علّها تستطيع إنقاذ طفلها أو زوجها أو أحد أقاربها، تلك المرأة جرت في أروقة المستشفى بغزة مذعورة تبحث عن ناج لها في قصف بقذائف ضوئية أو فوسفورية لا تفرق بين أحد، سلاح كيان الهجين يتفاخر في كل مرة بقتله النساء والأطفال.
هي ملحمة النضال والتضحية، وحامية الحاضر وصانعة المستقبل، هي وردة تزهر مقاومة وتحدّيا وثباتا، هي الأمان في وطن جريح يدفن شهداءه ليعود الى معركة التحرير وكسر قيود المحتل الغاشم، ملحمة كشفت آخر فصولها في قطاع غزة عن الوجه الحقيقي لزيف القانون الدولي الإنساني، فلا هيئة الأمم المتحدة ولا المنظمات الدولية استطاعوا وقف العنف الممارس ضد المرأة الفلسطينية، فالكل ركن إلى الصمت والاستسلام لتعنت المحتل، ولم تحرك فيهم جرائم الكيان الصهيوني ضد النساء والأطفال قيد أنملة.    
بل أكثر من ذلك فشل المجتمع الدولي في حماية المرأة الفلسطينية ومحاسبة الاحتلال الصهيوني على جرائمه ضد الإنسانية، المواثيق الدولية لحقوق الإنسان وقفت عاجزة أمامه فقط لأنه محتل يضع نفسه فوق القانون، يبيح لنفسه فعل أي شيء في أي وقت يريد، انتهاك صارخ زاده حق “الفيتو” للولايات المتحدة قوّة وصلابة، بل هو تشجيع صريح على جرائم صنفت كجرائم حرب.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024