تفنّنت في صنع الأواني الفخارية الأصيلة

حــــدة شـــخــــاب.. كـــفـــيـــفـــــة بـــرتــــبـــة مــــبــــــدعــــــــــــة

اسكندر لحجازي

 

عندما تتحوّل الإعاقة البصرية إلى دافع حقيقي للإبداع وكسر الوحدة والمساهمة في الحفاظ على حرفة تقليدية وسط قرية نائية بقلب الاوراس، محاطة بظروف اجتماعية قاهرة لم تشكل إلا عزيمة وصبر للحرفية الهاوية حدة شخاب يتيمة الأبوين تمارس حرفتها بصفه يومية في تحويل الطين إلى أوني فخارية تقليدية وتحف متنوعة وفي نسج الافرشة المختلفة بطابع تقليدي أوراسي هجره الكثير من الحرفيين وتأثر بالمنتوج الصناعي الجاهز.


استطاعت حدة شخاب كفيفة مائة بالمائة والبالغة من العمر 55 سنة، تحقيق ذاتها وتجاوز إعاقتها والتغلب على أحزان الوحدة واليتم والاحتياج بقرية بلقيطان النائية شرق ولاية خنشلة، فبكل عزيمة وصبر حوّلت أحزانها إلى طاقة ايجابية بممارسة حرفة ورثتها عن أمها منذ الصغر بتحويل الطين إلى أواني فخارية تقليدية بمختلف الأشكال والأحجام.
الجدير بالتبيان، أن حرفة صناعة الفخار لا تشكل دخل مادي لهذه المرأة الاوراسية بقدر ما تشكل هواية يومية لمواصلة إيجاد الذات وتجاوز المحن والوحدة وقصة حب منذ الصغر للحفاظ على موروث الأجداد ومواصلة تحدي الإعاقة وربما لعقود أخرى من الزمن.
هذه المرأة الموهوبة، تعيش ببيت بسيط وجد متواضع بقرية بقليطان وتقتات من منحة جد زهيدة ورثتها عن والدها مقدرة بـ07 ألاف دينار جزائري حرمتها من حصولها على منحة معاقة المقدرة بـ10 ألاف دينار جزائري، وكلما تقدم بها السن زادت الأمراض معه فقد أصيبت بمرض الانزلاق الغضروفي في الرقبة وفي أسفل الظهر، ما زادها من الصمود والتحدي وعدم الاستسلام لليأس ومواصلة صناعة الأواني الطينية وحتى نسج المفروشات.
لم يأت تحدي حدة شخاب من فراغ بل من قناعة من إن نجاح ممارسة أي حرفة لا يكون إلا بحبها واحترام معاييرها، فأناملها لا تنجز إلا ما هو طبيعي خالص من أواني طينية بحيث تتنقل إلى أماكن وجود تربة الصلصال الأصلية وتبحث بأناملها عن الأحجار الطبيعية السوداء أو الحمراء المسماة “الوشامة” التي تستعمل في زخرفة الأواني كالطواجن، القدور، الصحون وغيرها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024