لا يزال سكان قرية “تاظروك” الواقعة بأعالي الأهقار بتامنغست متمسّكون بمظاهر إحياء ينّاير، حيث يستقبلون السنة الأمازيغية الجديدة بإحياء عديد العادات المتوارثة، وعادة ما ترتبط تلك الاحتفاليات بينّاير لديهم بالتقويم الفلاحي، انطلاقا من اعتقاد سكان تاظروك بأنّ ينّاير يعدّ بداية السنة الفلاحية الجديدة.
تتميّز مظاهر إحياء “ينّاير” بهذه المنطقة بانطلاق الفلاحين في حملات الحرث والبذر التي تبدأ في هذا الشهر والتي تعرف لدى الطوارق بـ “البريح “، حيث لا زال السكان متمسّكون بهذه العادة في المجال الزراعي، إلى جانب إحياء عادة “التويزة”، وهي كلّها عادات متوارثة في أوساط سكان “تاظروك”، والتي تعدّ من سلوكيات التضامن التي تعكس مشاهد من صور التعاون والتكافل من أجل المصلحة العامة.
وأوضح الحاج كرزيكة خامة بن أمغاير وهو أحد الفلاحين بتاظروك، أنّ “البريح” يرتبط بخدمة البستان وهو مظهر يميز نمط حياة السكان في تاظروك، مضيفا بأنّ “التويزة عادة ما يتم إحياؤها في ينّاير الذي يرتبط ببداية السنة الفلاحية الجديدة”.
كما أنّ للنساء بتاظروك نصيب في إحياء عيد ينّاير حيث يشاركن بشكل جماعي في إحياء تلك العادات، ويتجلّى ذلك في اعتنائهن بإعداد الوجبات الغذائية جماعيا على نغمات الغناء التراثي الأصيل لفائدة المزارعين الذين يعملون في البساتين.
وفي هذا الجانب، أكّدت جبور خديجة قاطنة بالمنطقة، أنّ إحياء “ينّاير” مرتبط عند السكان ببداية الموسم الفلاحي، حيث تشارك المرأة في النشاط الزراعي إلى جانب الرجال، ويقمن بالحرث والسقي.
ومن جهتها، ذكرت كرزيكة تينكيوين أنّ شهر “ينّاير” يتميّز بطقوس خاصة لدى سكان تاظروك، حيث تذبح رؤوس من المواشي وتقام الصدقات في البساتين، كما تتلى آيات من القرآن الكريم على البذور حتى تكون سنة زراعية ناجحة.
