تعتزّ الجزائر بعدد معتبر من القلاع ذات الأهمية وخاصة ما تعلّقت بالعمارة الحربية، والتي من أهمها قلعة الشيخ بوعمامة، وتمثل القلعة المنتصبة، ذاكرة المقاومة الشعبية بالمنطقة (1838 – 1908).
الشيخ بوعمامة هو أحد أكبر أبطال المقاومة الشعبية في الجزائر، تميّزت القلعة بنظامها الدفاعي وأبراجها الحربية المصمّمة للرصد والشامخة في وجه قساوة المناخ وتغيرات الطبيعة، كما تميّزت بطابعها الهندسي الهرمي المستوحى من الطراز المعماري المحلي، ما يجعلها تجذب أنظار آلاف الزوار كل عام.
كما تتوفر على نحو 34 برجا للمراقبة، أطلال سور كبير، ثلاثة مداخل رئيسية ومنارة لمسجد عتيق شيد بالمنطقة قبل ستة قرون خلت، إضافة إلى بقايا ورشة لصناعة أدوات حربية وذخيرة ومطمورات لتخزين المؤونة.
يقول الخبراء إنّه جرى الاعتماد في بناء هذه القلعة على مادة الجبس التقليدية نظرا لتوفّرها في المنطقة، وما يلاحظه الزائر للمكان هو قوّة تماسك جزئيات القلعة خاصة في جدرانها الخارجية التي يبلغ عرض القطعة بها حوالي المترين.
وعلى الرغم من أهمية الإرث الحضاري والتاريخي للقلعة، إلاّ أنّ كثيرا من أسوارها ظلّت معرضة للتلف ولم تستفد سوى من عمليات شكلية لم تتجاوز طلاء واجهاتها، فهي تستوجب أشغال صيانة وتأهيل بعد أن أصبحت معرضة للانهيار في أيّة لحظة.
صنّفت قلعة الشيخ بوعمامة كتراث وطني محمي، حيث تتشكل من آثار ثمينة تم صيانة البعض منها واسترجاع بعض ملامحها بعد أشغال التهيئة والترميم التي مرت بعدّة فترات منذ سنة 1998م.
تم تحويل هذه القلعة فيما بعد إلى متحف أثري مع فضاء مفتوح للاستراحة، وذلك لاستقطاب عدد كبير من الزوّار، وللغوص في تاريخ المنطقة والتعريف بالهندسة المعمارية التي كانت منتشرة في جبال الأطلس الصحراوي.
