في ظلّ قوانين تحمي الفئة وتوفّر لهم بيئة عيش آمنة

مـعسكر.. تكثـيف الجهود للتكـفّل بمرضى طيف التوحّد

معسكر: أم الخير.س

رافع خبراء ومختصّون ممثلو المجتمع المدني للتكفّل الأمثل بمرضى طيف التوحّد، وذلك ضمن فعاليات يوم دراسي نظمه المجلس الشعبي الولائي لمعسكر، الذي حمل شعار “نتوحّد من أجلهم”، ودرس عدّة محاور حول واقع وآفاق ضحايا هذا المرض في الجزائر.

ضمن فعاليات اليوم الدراسي، المصارعة السابقة سليمة سواكري - رئيسة المنظمة الجزائرية للتعاون والعمل الخيري - جهود السلطات العليا في البلاد من أجل تحسين مستوى التكفّل بمرضى طيف التوحّد، من خلال الجهود الحثيثة التي تبذل في سياق تخصيص المورد البشري المتخصّص في المرافقة النفسية والبيداغوجية لأطفال التوحّد، موضّحة أنّ المشرّع الجزائري، أحاط الطفولة الجزائرية بشكل عام، بقوانين تحمي هذه الفئة، وتوفّر لهم بيئة عيش آمنة من كلّ المخاطر.
وأكّدت سليمة سواكري أنّ فعاليات المجتمع المدني، مدعوّة أكثر من أيّ وقت مضى من أجل الانخراط والتجاوب مع جهود الدولة، لدعم هذه الفئة الهشّة من المجتمع، والتقرّب منها لإحصاء احتياجاتها وتشجيعها على الاندماج في المجتمع، مبرزة أهمية الرياضة في علاج أطفال طيف التوحّد، بالإشارة إلى الدراسات المتخصّصة التي أثبتت أهمية السباحة والفروسية في تنمية قدرات أطفال طيف التوحّد.
ورافعت رئيسة المنظمة الجزائرية للتعاون والعمل الخيري من أجل ما أسمته بـ “مشروع حياة خاص بطفل طيف التوحّد”، وهو مشروع يهدف إلى رعاية مثالية بأطفال طيف التوحّد، يكتمل بين التشخيص المبكّر للمرض، والتوجيه المتخصّص للأسر والأولياء، موضّحة أنّ ضعف التوجيه هو أكبر مشكلة تواجهها عائلات المصابين بطيف التوحّد، تليها مشاكل أخرى، غالبا ما تطرح بخصوص رفض إدماج ذوي الطيف بأقسام دراسية مكيّفة على المستويات المحلية.
 وهو الأمر الذي لم تبخل الدولة في توفيره لهذه الفئة مع حرصها على توسيع شبكات مراكز التكفل النفسي والبيداغوجي للأطفال ذوي الإعاقات المختلفة، داعية في ذات السياق، إلى وجوب تحلّي مدراء المؤسّسات التربوية بروح المسؤولية تجاه هذه الفئة بالسماح لهم بالدراسة في الأقسام العادية، بعد تلقّيهم شهادة طبية تبين إعاقتهم بنسبة متوسّطة أو خفيفة مثمّنة سعي الدولة إلى إنجاز مركز وطني للعلاج وتوظيف 400 أستاذ ومكوّن سنة 2023.
من جهتها، رفعت السلطات المحلية لولاية معسكر، في ختام فعاليات اليوم الدراسي المنظم، عشر توصيات خاصة بالأطفال ذوي طيف التوحّد على المستوى المحلي، تتماشى مع اهتمام السلطات العليا في البلاد، بهذه الفئة، أوّلها تفعيل وسائل الدعم والتكفّل بهذه الفئة، وتعميم التكفّل بها على مستوى كلّ البلديات والمناطق النائية، من خلال إنشاء شبكة من الملحقات التابعة للمراكز النفسية البيداغوجية، وذلك لتخفيف عبء تنقّلات المرضى وأوليائهم إلى مراكز المدن الكبرى والدوائر-أين يتمركز النشاط الجمعوي أكثر.
كما أكّدت توصيات اللّقاء الدراسي، أنّ التكفّل الأمثل بالمصابين بالتوحّد، لابدّ أن ينطلق من تشخيص دقيق للوضعية عبر تراب الولاية، وضبط للعدد الفعلي للمصابين بالتوحّد، الأمر الذي ستكلّف به لجان تنسيق بين مختلف الهيآت المتدخّلة، على مستوى كلّ بلدية، بإشراك للجمعيات المحلية، للقيام بمهمة الإحصاء الدقيق للمرضى، حيث تسجّل مصالح النشاط الاجتماعي 183 طفلا متوحّدا، موزّعين على خمسة مراكز تتكفّل بهذا المرض.
 بينما أكّد رئيس المجلس الشعبي الولائي لمعسكر، بن علي بيداي، أنّ هذه الأرقام الرسمية قليلة جدّا مقارنة بالواقع والعدد الحقيقي، ما يؤهّل ولاية معسكر، لأن تحتوي على مركز خاص ومتخصّص بأطفال التوحّد، يكون وظيفيا ومراعيا لكلّ شروط التكفّل بهذه الفئة، ويضمن التأطير الطبي والبيداغوجي والتحوّل من وضعية التوحّد إلى الاندماج، وهو الأمر الذي لا تتوفّر عليه المراكز النفسية البيداغوجية الخمسة بالولاية، بفعل عدم أهلية المربين وعدم توفير الإمكانات اللاّزمة لذلك.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024