خلطات عشبية قد تحمل مواد ضارة

الطبّ البديل.. حلّ أم مشكلة؟

براهمية مسعودة

باتت الخلطات العشبية، تشهد إقبالا متزايدا بالجزائر، ولاسيما منتجات التخسيس وزيادة الوزن، التي يروّج لها المشاهير والمؤثّرون بمختلف الطرق والوسائل التي يتم اعتمادها في صناعة الإشهار والدعاية للحصول على أقصى قدر ممكن من المتابعة والمشاهدة، مقابل أرباح مادية.

تضجّ مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية بمختلف أشكال وأنواع منتجات الأعشاب الطبية، التي يتم الترويج لها على أنّها الحلّ السحري للحصول على جسم رشيق في ظرف وجيز ودون مواجهة أيّ أعراض جانبية خطيرة، أو كما يقال إن لم تنفع فهي لا تضرّ.
وبالمقابل يحذّر الأطباء من خطورة المنتجات غير المرخّصة؛ إذ لوحظ احتواء بعضها على مواد وأدوية صيدلانية، لا تستخدم إلا بوصفة طبية، ناهيك عن الجهل بالمواد الفعالة والمضرة في الأعشاب، والتي قد تكون سامة، بسبب بنيتها الكيماوية أو في حالة الإخلال بشروط الحفظ والتخزين، وغيرها من التهديدات الصحية التي قد تؤدّي إلى آثار ومضاعفات خطيرة.

لا وجـــه للمقــارنــة

في هذا الصدد، اعتبر الدكتور حمودي عيسى، طبيب مقيم في أمراض الكبد والجهاز الهضمي بالمركز الاستشفائي الجامعي، الحكم بن زرجب بوهران “أنّه لا وجه للمقارنة بين التداوي بالأعشاب الطبيعية والأدوية المصنّعة”، موضّحا أنّ “النبتة الواحدة، تحتوي على آلاف المركبات الكيميائية والمواد الخطرة التي تؤثر سلبا على وظائف الجسم، ومن هنا ظهرت الحاجة لتصنيع أدوية علاجية آمنة، تخضع لسلسلة من الاختبارات والقوانين الصارمة لضمان فعالية هذه المواد الطبيعية، وعدم خطورتها على البشر.”
وأضاف الدكتور أنّ “ما يطلق عليه اسم الطبّ البديل، غير مبني على مناهج البحث العلمي التي تطبّق على باقي العلوم، وهو عبارة عن وصفات وأعشاب وعقاقير، لا تخضع لمعايير الجودة والمأمونية والنجاعة، وفق المعايير العالمية المطبقة من طرف المخابر.”
ولفت في الوقت نفسه إلى أنّ “خطورة الخلطات مجهولة المصدر، تكمن في أنّها قد تحتوي على العديد من الأعشاب، تكون سامة، بسبب بنيتها الكيماوية، أو لا تتناسب مع الأدوية الأخرى التي يستعملها المريض في نفس الوقت، بما يتسبّب في آثار جانبية خطيرة، مثل التليّف في الكبد أو الفشل الكلوي والعقم أو السرطان، كما تضرّ بالجهاز الهضمي والأوعية الدموية وغيرها من المشاكل الصحية الخطيرة”.
وحذّر في هذا الشأن من تزايد الحالات المرضية والوفاة الناجمة عن استخدام خلطات التخلص من النحافة، وقد ثبت علميا أنّها تحتوي على” الكورتيكوويد” و«الأنتيهيستامينيك”، وغيرها من الأدوية التي قد تسبب مضاعفات صحية خطيرة في حالة عدم استخدامها في الأغراض العلاجية المصرح بها فقط”، مبرزا أنّ “من بين أعراضها القصيرة الأمد، انتفاخ الجسم، والذي يرجع لحالته الطبيعية بمجرد إيقاف تناول الكورتيزون.”
واستطرد قائلا: “حتى لو كانت هذه الخلطات العشبية فعّالة على أشخاص معينين، فليس هناك ضمانات بأنّها قد تحقق نفس النتائج التي تبحث عنها فئة أخرى، والسبب أنّ وزن الإنسان، سواء كان يعاني زيادة أو نقصان، قد يخفي مشكلا مرضيا خطيرا”، مبيّنا أنّ “كلّ حالة تتطلّب طرقا مختلفة من العلاجات، سواء أدوية أو مكمّلات غذائية، يجب أن يصفها الأطباء العامون أو المختصون، كلّ في مجاله.”
ولفت المختص في الجهاز الهضمي إلى أنّ “رحلة علاج السمنة أو النحافة، طويلة وتستدعي التشخيص الطبي ومتابعة دقيقة، تدوم لأشهر، وذلك لأنَّها تستلزم تغيير أنماط الحياة المعتادة، بما في ذلك الاعتماد على نظام متوازن في التغذية والنوم وممارسة التمارين، مع الابتعاد عن الضغوطات والالتزام التام بالمعالجة الدوائية.”
كما أشار إلى أنّ “مؤشّر الكتلة الجسمية للإنسان، يقوم بحساب ما إذا كان الوزن مناسبا للطول عبر قسمة وزن الشخص بالكيلوغرام على مربع الطول، والمؤشر الصحيح من 18,5 كلغ على متر المربع، حتى 25 كلغ، وتبدأ النحافة من 18,5 وفوق 25 وزن إضافي، فيما تعتبر الحالة مصابة بالسمنة المتوسّطة أو المفرطة، إذا كان مؤشر كثرة الجسم 30 أو أكثر، وهو دليل آخر على زيادة المخاطرة الصحية بدرجة أكبر.

نـتـنـاولـهـا في حـدودهـا المعـقـولـــة

دعا الدكتور في هذا الصدد، المستهلك إلى ضرورة الاطلاع على المعلومات الأساسية اللازمة عن التركيبة، بما فيها فترة الصلاحية والمصنع أو المصدر، وكذا تسمية الأعشاب الداخلة في الخلطة ونسبتها والمنافع والأضرار، وغيرها من البيانات الأساسية الإجبارية لوسم المواد الاستهلاكية، وفق تعبيره.
 كما أكّد الدكتور حمودي على أنّ “الأدوية العشبية المصرح بها صيدلانيا من قبل الوزارة الوصية، ناجعة، وقد تحقّق النتائج المرجوّة، إذا استعملت في حدودها المعقولة”، مشدّدا في الوقت نفسه على ضرورة الإكثار من الحملات التوعية والتحسيس، الهادفة إلى توجيه وتثقيف المستهلك البسيط لحمايته من منتجات الأعشاب الطبية غير المرخصة، بسبب خطورتها على المواطنين.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024