بعد سنوات من الرمي العشوائي للنفايات المنزلية والصلبة وبكلّ تبعاتها السلبية على البيئة والمحيط العام، أطلقت بلدية شعبة العامر ببومرداس بالتنسيق مع مديرية البيئة، محافظة الغابات وفعاليات المجتمع المدني حملة للتشجير بهدف استرجاع البساط الأخضر للمفرغة العشوائية الذي أتلفته عشرات الأطنان من النفايات وعصارة المواد الكيماوية التي أثرت سلبا على الطبيعة الجبلية الخضراء لهذه المنطقة، ناهيك عن مخاطرها الصحية على المياه الجوفية والتنوّع الايكولوجي.
تزامنا مع انطلاق حملة التشجير لهذه السنة بولاية بومرداس، الأسبوع الماضي، التي كانت بدايتها من غابة سيدي حلو ببلدية بودواو في محاولة لاسترجاع المساحات الغابية التي أتت عليها الحرائق السنة الماضية وما قبلها، بادرت بلدية شعبة العامر إلى تنظيم حملة واسعة للتشجير بمشاركة مديرية البيئة ومحافظة الغابات التي تقدمت بأكثر من ألف شجيرة لإعادة إنعاش مكان المفرغة العشوائية السابقة بعد القضاء عليها ومعالجتها ضمن الحلول المؤقّتة والمقترحة التي تسعى إليها السلطات الولائية والبلديات لمعالجة النقاط السوداء المتراكمة نتيجة غياب مفرغات مراقبة.
وقد جنّدت مصالح البلدية عدّة هيئات وجمعيات ناشطة في مجال حماية البيئة من أجل مباشرة حملة التشجير التي انطلقت مع بداية الأسبوع بهدف القضاء على الصورة المشوّهة التي تركتها المفرغة العشوائية لدى المواطنين وسكان المنطقة الذين عبروا هم كذلك عن ارتياحهم لمعالجة مخلفات هذه البؤرة السوداء الرئيسية، في انتظار تسوية باقي النقاط الأخرى التي أثرت كثير على البيئة والتنوّع الايكولوجي بالبلدية المعروفة بطابعها الغابي وطبيعتها العذراء المتنوّعة المهدّدة من طرف الإنسان ولامبالاته.
هي إذن عيّنة من المبادرات البيئية التي تستحق التشجيع والمرافقة من قبل السلطات المحلية عبر بلدية بومرداس التي تعاني أغلبها من نفس الظاهرة نتيجة افتقادها لمفرغات عمومية لجمع النفايات أو تحويلها يوميا إلى مركز الردم لبلدية قورصو في ظلّ نقص الإمكانات، وكلّ هذه العوامل غذّت ظاهرة الرمي العشوائي وانتشار بؤر سوداء في الأحياء السكنية، الطرقات والساحات العامة كان لها وقع سلبي مدمر على قطاع البيئة الذي يحاول هو الآخر تشجيع كلّ مبادرة أو عمل تطوّعي والمشاركة في إنجاحه بما يخدم هذه الاستراتيجية الوطنية مستقبلا ويساهم في تحسين الإطار السكني للمواطن المطالب هو الآخر بمزيد من الوعي البيئي.
