تعود صناعته إلى آلاف السنين

الموس البوسعادي.. علامة ثقافية مسجّلة

تشتهر مدينة بوسعادة بصناعة الحليّ والمجوهرات الثمينة، وتكثٌر فيها صناعة السجاد والأنسجة والخيوط والدباغة والسيوف المزخرفة والسكاكين الشهيرة التي يتنافس عليها عشّاق الأصالة والجمال من داخل وخارج الوطن، نظرا لشهرتها الكبيرة، ولتزال إلى يومنا هذا العائلات “البوسعادية” تستعمل هذا النوع من الخناجر في بيوتها، وفي مختلف المناسبات، خاصة في عيد الأضحى لنحر وسلخ الأضاحي، وفي الأعراس وحفلات الختان.
ويعتبر الموس البوسعادي علامة بوسعادية مسجّلة؛ ارتبطت بالموروث الثقافي والاجتماعي لأهل بوسعادة جيلا بعد جيل، ويعتبر الاحتفال به إحياء للذاكرة المحلية والتراث الشعبي المادي واللامادي الآيل للزوال.
السكين في شكله الخارجي مستقيم الطول، مدبّب الرأس يتكوّن من غمد مصنوع من الجلد الحرّ، وقبضة يد مُشكّلة من العاج، ومشدودة بسلك (إلى وقت قريب من الفضة)، تزخرف مساحة السكين الحديديّة بنقوش مميزة أو حتى أسماء أصحابه. يتميّز بالحدّة والمتانة، بالنظر إلى الإتقان وجودة المواد المستعملة في صنعه، ومازال يُسوّق كأفضل هدية لمن أراد أن يأخذ تذكاراً من المدينة.
كان يروّج بين الناس أنّ المعدن الذي يصنع به السكين البوسعادي مغناطيسي، ويمكن اكتشاف ذلك بعد ملامسته للمعادن، كما أنّ طريقة شحذه في السابق لم تكن تتمّ بطريقة الآلات الصناعية التي نراها اليوم؛ بل كان يشحذ على قطعة أو شريط جلدي على درجة من الخشونة مخصّص لذلك.
يُصنع الموس البوسعادي عادة بطريقة تقليدية بحتة، لكن في السنوات الأخيرة تدخّلت آلات صناعية كثيرة في صناعته، وقد أثر ذلك بالطبع على جودته وأثمانه، بحيث أصبحت تلك المصنعة تقليديا تباع بأضعاف السكاكين المصنّعة بالآلات.
«الموسْ البوسْعادي” ليس للاستعمال فقط، بل هو رمز للرجولة والقوّة لسكان المدينة، ورمز الصناعات القديمة جدّا التي يعود عمرها بحسب سكان المنطقة إلى آلاف السنين، وظلّ مرتبطا بالموروث الثقافي والاجتماعي للجزائر، كما دخل ضمن التصنيفات الشرقية كتراث قيّم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024