رفع درجة الكفاءة المهنية وترسيخ السلامة المرورية

مدارس تعليم السياقة.. رهان التحوّل الرقمي

برج بوعريريج: رابح سلطاني

خلص المشاركون في المؤتمر الثالث للنقابة الجزائرية لمدارس السياقة ببرج بوعريريج على ضرورة إثراء دفتر الشروط الخاص بمدارس السياقة وإعادة النظر في امتحانات مدارس السياقة بإدراج عنصر الإعلام الآلي، مع وضع كلّ الخبرات تحت تصرف وزارة التربية الوطنية، من أجل إثراء مادة السلامة المرورية ضمن المقرر الدراسي وفق توجيهات السيد رئيس الجمهورية.
عرف المؤتمر مشاركة أزيد من 41  ولاية وخبراء في مجال السلامة المرورية على غرار مديرية الأمن والدرك الوطني وجمعيات السلامة المرورية، تناولوا خلالها مختلف التحديات والمشاكل المرتبطة بالرفع من كفاءة التكوين خلال عملية السياقة، للتقليل من المجازر المرورية التي تعرفها الجزائر، لاسيما من خلال إعادة الاعتبار للتكوين باعتباره الخطوة الأولى لتحقيق السلامة المرورية، حيث  أكّد “مناري مزيان” رئيس النقابة الوطنية لمدارس تعليم السياقة، أنّ المؤتمر يهدف إلى إعادة الاعتبار إلى الجانب السلاماتي، بالتركيز على التكوين النوعي لدى السائق لأهميته في التقليل من حوادث المرور اليومية.
واستدلّ مزيان، في حديثه عن السلامة المرورية بالقول أنّ الجانب التكويني، الذي نسعى إلى تكريسه  يعتمد بالأساس على شقين مهمين، هما التكوين القاعدي لدى مدارس تعليم السياقة، واستحداث التكوين التكميلي لشهادة الكفاءة المهنية للسياقة من أجل دعم التكوين القاعدي الأول بحسبه، على اعتبار أنّها عملية رسكلة ستقدم إضافة مهمة في الرفع من كفاءة مدارس السياقة، من خلال تطوير الوسائل البيداغوجية للحصول على رخصة القيادة خلال امتحانات مدارس السياقة، دون إنكار دور الأسرة باعتبارها الحاضنة الأولى للحفاظ على أبنائها من حوادث المرور هذه العوامل كلّها ستنعكس على إعداد حوادث المرور المسجّلة في الجزائر.
مؤكّدا في ذات السياق، من أبرز التوصيات المهمة التي خرج بها المؤتمر، تتعلّق بإعادة النظر في امتحانات مدارس السياقة وعصرنتها، بإدخال عنصر الإعلام الآلي، إلى جانب إعادة النظر في دفتر الشروط لمدارس السياقة، من خلال إشراك الخبراء وأصحاب الخبرة في المجال في إعادة دفتر شروط جديدة يأخذ بعين الاعتبار تأهيل العنصر البشري، مشيرا في ذات السياق إلى ضرورة إدخال السلامة المرورية الحقيقية بطريقة ميدانية وفعالة لدى الوسط المدرسي والمنهج التربوي من أجل إيصال رسالة للتلاميذ وأبنائنا لأنّ تلميذ اليوم هو سائق الغد.
كما اعتبر رئيس الأمانة الوطنية للحملات التحسيسية للنقابة الجزائرية لمدارس تعليم السياقة “اسماعيل دويبي” أنّ الملتقى يهدف بحسبه، إلى تلاقح الأفكار مع الخبراء والأخصائيين والشركاء من أجل تطوير خارطة حقيقية للتكوين، من شأنها أن تساهم في الانتقال بالمجتمع الجزائري من البعد النظري إلى البعد التطبيقي، وتكوين نظرة حقيقية صحيحة لدى المجتمع والسائق وحتى التلميذ بصفة خاصة حول فنّ السياقة التي هي تربية وفنّ وأخلاق.
كما تضمّن المؤتمر أيضا، رواقا لمعارض متعلّقة بتعليم فنّ السياقة وغيرها، أهمها كان  النموذج الافتراضي لتعليم السياقة، الذي يراهن صاحبه على أنّه أعطى نتائج مبهرة في فنّ تعليم السياقة، والرفع من درجة استعداد المبتدئين ومساعدتهم في تخطي المشاكل المتعلّقة بالفوبيا أو الخوف من قيادة السيارة والتحكم فيها، من خلال  اجتياز كلّ مراحل السياقة افتراضيا “ما يمنح المبتدئين في السياقة من تكوين ثقة كبيرة وبالتالي التحكم في القيادة والسيطرة على السيارة، مشيرا في ذات السياق، أنّ تطور التكوين بمدارس السياقة يخضع في الوقت الحالي للاستجابة للمتغيرات الخاصة في ميدان التكنولوجيا منها وضع الأجهزة الالكترونية على غرار جهاز المحاكاة، الذي أعطى نتائج مهمة في تسهيل عملية التعليم لدى المتربصين الجدد.
وأعطت مديرية الحماية المدنية ببرج بوعريريج، بالمناسبة أرقاما مرعبة لعدد حوادث المرور تجاوزت 1586حادث خلال العام المنصرم، انجر عنه أزيد من 2134 مصاب وحوالي 40 وفاة، حيث أكّد رئيس مكتب الإعلام بمديرية الحماية المدنية ببرج بوعريريج المقدم علي دحمان رابح، عن تسجيل 1586 حادث خلال العام المنصرم، في حين وصل عدد حوادث المرور المسجّلة خلال سنة 2022 أكثر من 1439 حادث نجم عنها 21 وفاة، ما عني حسبه أنّ الحوادث المميتة في ازدياد بسبب العامل البشري المتسبب الرئيسي فيها، داعيا في ذات الصدد سائقي المركبات للمزيد من الحيطة والحذر وإتباع قواعد السياقة السليمة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024