تقاليد خاصة بالمنطقة وبرنامج ديني مكثّف

هذه عادات “التشعبينية” عند العائلات الوهرانية

حبيبة غريب

من بين العادات الدينية والاجتماعية العريقة في مدينة وهران خاصة والغرب الجزائري عامة، إحياء ليلة النصف من شهر شعبان التي تطلق عليها “التشعبينية” أو “الشعبانة”، وإن تختلف التسمية من منطقة إلى أخرى تبقى الطقوس المتبعة حينها والفكرة مشتركة بين الجميع لأنّها تأخذ صورة التراحم والتآخي وصلة الرحم والتعبير عن الانتماء إلى الدين الإسلامي الحنيف بتقديس الشعائر والإكثار من الذكر والحمد والشكر.

«نحيي ليلة النصف من شهر شعبان من كلّ سنة ببرنامج ديني مكثّف حيث نلتقي في حلقات دينية للذكر والتحميد والتسبيح والصلاة على الرسول الكريم في المساجد، كما تكون هناك لقاءات عائلية وولائم تقدّم فيها أطباق وأكلات تقليدية وحلويات التي لا تطهى في رمضان” حسب ما كشفه لـ “الشعب” الطريقة الطيبية التهامية، الشيخ مولاي حسان شريف الوزاني.
وأشار شريف الوزاني أنّ لليلة منتصف شعبان رمزية دينية قويّة في الدين الإسلامي الحنيف فهي الليلة التي تبدأ مع مغرب يوم 14 شعبان وتنتهي مع فجر يوم 15 شعبان. وفيها تم تحويل القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام بمكة في العام الثاني من الهجرة بعد أن صلى المسلمون قرابة الستة عشر شهراً تقريباً تجاه المسجد الأقصى، وقد ورد فيها عدّة أحاديث نبوية تبيّن فضلها وأهميتها.
وواصل قائلا: “جرت العادة أن نجتمع في زاوية سيدي الحسن في هذه الليلة المباركه نجتمع فيها في المسجد التابع لزاوية سيدي الحسني للذكر في حلقة دينية نصلي فيها على خير الأنام محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، نرتّل القرآن، ونردّد المدائح الدينية ونناقش أيضا، سبل إعانة المحتاجين والتكفّل بهم، وأفكار الصائم خلال الشهر الفضيل”
ويقوم الجيران من المنطقة المحاذية الزاوية بتقديم بعض الأطباق التقليدية للعاكفين في المسجد من مغيب ليلة 14شعبام إلى فجر 15شعبان وهي صدقه يشاركون بها الذاكرين.
 ويعتبر هذا الاحتفال بإحياء ليلة منتصف رمضان حسب مولاي شريف الوزاني مناسبة التلاحم والتآخي وصلة الرحم توارثتها الكثير من العائلات الوهرانية جيلا بعد جيل.
وهذا ما أكّدته بعض نساء وهران، حيث قالت حكيمة سيدة في العقد الخامس من عمرها أنّ عادة “التشعبين” متوارثة في عائلتها مند عقود، حيث تقوم كلّ مرة أسرة من العائلة الكبيرة بدعوة الآخرين كبار وصغارا حيث تقوم ربّة البيت بإعداد “البركوكس” و«المسمن “ أو “المبسس” وأطباق وحلويات لذيذة أخرى ويلتقي الجميع يتشارك الطعام وهي فرصة للتواصل فيما بينا والحديث عن أحوالنا”.
 وقالت خالتي بختة التي تبلغ من العمر 75 سنة أنّ “مثل هاته العادات قد أصبحت مهدّدة بهذه الهواتف الذكية التي أسرت عقول الجميع “ فالكلّ يحضر للسهرة ويقدّم الطعام اللذيذ، لكن يغيب شغف الحديث والمرح لأنّ الكلّ متشبّث بهاتفه وكأنّ عقولهم هائمة في عالم آخر للأسف الشديد.”

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024