شرعت السّلطات المحلية في ولاية البليدة في تنصيب مصليات بالبناء الجاهز لفائدة قاطني الأقطاب السّكنية الجديدة، ما يسمح لهم بإقامة الصلاة جماعة وذكر الله تحت أسقفها خلال شهر رمضان، وهذا في انتظار تشييد مساجد مستقبلا.
كشف مدير الشؤون الدينية والأوقاف كمال بلعسل، بأنّ برنامج تنصيب المصليات جاء بأمر من الوالي إبراهيم أوشان، الذين ارتأى بأنه من الضروري إيجاد حل مؤقت للمصلين بتوفير أماكن للعبادة قريبة من سكناتهم في انتظار استكمال اجراءات بناء مساجد مستقبلا.
في هذا الإطار ستعرف مناطق متفرّقة بولاية البليدة تنصيب 48 مصلى بالبناء الجاهز، بينها 21 لفائدة الأقطاب السكنية الجديدة، والتي انطلقت بها العملية بأيام قليلة قبل حلول الشهر الفضيل بتنصيب مصليين اثنين في بلدية بوعرفة، وواحد في حي 4500 مسكن بالمدينة الجديدة بوعينان المعروف باسم “ كوزو” وآخر في القطب الحضري الصفصاف في بلدية مفتاح.
في هذا الصدد، بلغنا بأنّ اللجان الدينية لهذه الأحياء خطّطت لإقامة صلاة التراويح في هذه المصليات، مع الإشارة إلى المدينة الجديدة شهدت من قبل إنجاز مصلى وحيد في حي النخيل، الذي يرغب القائمون عليه الحصول على رخصة لإقامة صلاة الجمعة به، خاصة بعد ارتفاع عدد المصلين من السكان الجدد الذين شغلوا سكناتهم خلال الأشهر الأخيرة.
وتفتقر الأقطاب الجديدة في البليدة كلها للمساجد، فيضطر المقيمون بها إلى التنقل لأكثر من كيلومترين لأجل الصلاة في المساجد الواقعة في الأحياء والتجمعات السكنية القديمة، ومنهم من يتعذّر عليه ذلك بسبب عدم توفر وسائل النقل كما هو الحال لسكان القطب الحضري سيدي سرحان الواقع في أعالي بلدية بوعينان.
ومؤخرا زارت لجنة التربية للمجلس الشعبي الوطني، وعاينت الأرضية المخصصة لتشييد المسجد الكبير للمدينة الجديدة بوعينان، والذي كان من المفروض إنجازه بصيغة المسجد القطب الذي تموّله الدولة لكن تم تحويل المشروع إلى بلدية بوعرفة.
ويناهز عدد الوحدات السكنية المنجزة بمحيط الأحياء القديمة لبوعينان ما يقارب 100 ألف وحدة سكنية بصيغة البيع بالإيجار، أي أشرفت عليها الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره (عدل)، حيث تجاوزت نسبة توزيعها 90 بالمائة مما يرشح ارتفاع عدد قاطنيها إلى ما يفوق 200 ألف نسمة قبل الدخول الاجتماعي الجديد، وهذا بحسب إحصائيات مؤسسة سونلغاز وتقدير المجتمع المدني.
وتضم التجمعات السكنية القديمة في بوعينان 10 مساجد تشهد كلها صلاة الجمعة، لكن طاقتها الاستيعابية لا تستجيب لعشرات الآلاف من المصلين قدموا للإقامة بالمدينة الجديدة والقطب الحضري سيدي سرحان، والدليل أن المساجد العتيقة في حيي عمروصة وملاحة وبمركز البلدية أصبحت تمتلئ عن آخرها كل يوم جمعة، بل يؤدي المصلون مناسكهم بمحيطات هذه المساجد.
