معالم إسلامية

جامع “سيدي رمضان”.. صرح جزائري شامخ منذ 10 قرون

شيد على أرض الجزائر الكثير من المساجد العتيقة التي يعود تاريخها لمئات السنين، وتتوزع عبر أغلبية ولاياتها الـ 58، فأينما تحط الرحال بمدينة جزائرية، إلا وتسمع عن اسم “المسجد العتيق”، قد يكون بهذا الاسم أو أن مساجد أخرى بتسميات مختلفة لكنها عتيقة تروي كلها قصة تعلق هذا الشعب بدينه الإسلامي الحنيف.
من بين أقدم تلك المساجد “جامع سيدي رمضان” الواقع بحي القصبة العتيق بمدينة الجزائر العاصمة والمصنف ضمن التراث العالمي، من قبل منظمة “اليونسكو” عام 1962، كما تم بناؤه من قبل حكام “بني مزغنة” قبل 10 قرون.
وقد كشفت الوثائق التاريخية عن “جامع سيدي رمضان” أن تأسيسه كان بين القرنين الـ 10 ميلادي والـ 11، وبني على أنقاض المدينة الرومانية “إيكوزيوم” من قبل “بني مزغنة”، الذين وضعوه ضمن حدود دولتهم التي كانت ممتدة آنذاك من منطقة “باب عزون” بالقصبة السفلى إلى منطقة باب الوادي.
وأشارت الأبحاث التاريخية أن هذا المسجد العتيق، تم تدشينه عام 362 هجرية الموافق لـ 973 ميلادية، في عهد بولوغين بن زيري، فيما ورد في لوحة تذكارية توجد بـ “جامع سيدي رمضان”، وهي عبارة عن رخامة موضوعة في أحد أركان مقصورة المسجد، وكُتب عليها: “بسم الله الرحمن الرحيم، تم تدشين جامع سيدي رمضان سنة 1622م”.
تباين أصل تسمية “جامع سيدي رمضان” بين الباحثين الجزائريين، ومن أكثرها تداولا أن تسمية هذا الصرح الديني مشتقة من اسم أحد جنود الجيش الإسلامي الذي شارك في حملة الفتوحات الإسلامية، بمنطقة شمال أفريقيا وهو القائد العربي “عقبة بن نافع”، واستقر بالجزائر إلى غاية وفاته، حيث تم دفنه بإحدى زوايا المسجد، غير أن باحثين آخرين يقولون إن أصل تسميته يعود إلى ولي صالح يسمى “سيدي رمضان” تعود أصوله إلى ولاية بسكرة الواقعة في جنوب شرق الجزائر، فيما أشارت أبحاث أخرى بأن “سيدي رمضان” كان واحدا من علماء الحنفية والمالكية في الجلسات القضائية التي كانت تعقد في المسجد.
تبلغ مساحة جامع “سيدي رمضان” 400 متر مربع، وطوله 32 مترا، وعرضه 12 مترا، وتصل طاقة استيعابه الإجمالية للمصلين إلى 1000 مصلٍ، وبه مئذنة واحدة يبلغ طولها 10 أمتار بالطراز الأندلسي.
ويظهر جامع “سيدي رمضان” شامخاً بخليج الجزائر رغم عوامل الزمن، ويتم الوصول إليه عبر الأزقة الضيقة التي تميز حي القصبة العتيق بالجزائر العاصمة.
كما ينقسم المسجد، إلى 3 أروقة بالطول و9 أروقة بالعرض، تحت سقوف قرميدية، وبه أيضا محرابين، ويوجد به ما يعرف بـ “السقيفة” وهي رواق أو ساحة صغيرة تقود مباشرة إلى قاعة الصلاة، وبها عين تشتهر بمائها البارد طوال العام، وغرفة صغيرة يطلق عليها “المقصورة” بجانب المسجد، فيما يطلق عليها سكان العاصمة “البويتة” وتعني “البيت الصغير جدا”، وهي غرفة مخصصة للإمام.
برغم كثرة المساجد، فإن كثيرا من سكان العاصمة، ما زالوا يفضلون التوافد على مسجد “سيدي رمضان” خصوصاً في شهر رمضان، حيث تنظم فيه حلقات يومية للذكر، وقراءة القرآن، وصلاة التراويح، والتهجد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024