”فطور العروس” يقدّم في منتصف رمضان

جيجـل.. تكـريم الكنّـة المستقبلية عادة راسخة

تحرص العائلات الجيجلية، على غرار مثيلاتها عبر ولايات الوطن، على استقبال شهر رمضان المبارك، بعادات وتقاليد راسخة منذ القدم، فبالإضافة إلى الجانب الروحي للشهر الفضيل، ومظاهر التكافل والتضامن التي تطبعه، هناك عادات تضفي نكهة خاصة سيما ما تعلق بطقوس تقدير كنة المستقبل.
حيث يتمسك “الجواجلة” بعاداتهم الاجتماعية وتقاليدهم التي ما زالت صامدة على الرغم من مرور سنين وعلى الرغم من الظروف الاجتماعية الصعبة، فللصيام نكهته الخاصة في هذه الولاية، وسط أجواء روحانية فريدة وطقوس مميّزة تختلف بين الجهات والبلديات.
وتقول السيدة نوال إنّ “ثمّة عادات ما زالت حاضرة بيننا ومن عهد أجدادنا في رمضان من بينها ما تعلق بتقدير كنة المستقبل، فمن بين أقدم وأشهر العادات المرتبطة بهذه المناسبة الدينية عموماً توجد عادة “فطور العروسة” التي لازالت شائعة إلى يومنا هذا، توارثتها العائلات الجيجلية منذ عصور خلت، وتتجاوز ذلك إلى “العُرف” الذي لا يمكن للعريس أو أهله تجاوزه.
ويعرف “فطور العروسة” في الموروث الجيجلي على أنها “تقدير معنوي ومادي من العريس وأهله للعروس وأهلها” “أين يتم تقديم بعض المأكولات وغيرها في النصف من رمضان.
وتجدر الإشارة، أن عادة “الفطور” مرتبطة بشهر رمضان، فبعد خطوبة العروسين يصبح “لزاماً” على العريس أن يقوم بتقديم “فطور” للعروس كما هو الحال معها مع المناسبات الأخرى أين يتم تقديم المهيبة على غرار الأعياد الدينية كعيدي الفطر والأضحى، وعاشوراء، والمولد النبوي الشريف.

طقوس “فطور العروس”
ويُحدد موعد “فطور العروس” خلال منتصف رمضان، حيث تقوم عائلة الخطيب بتحديد اليوم، أين يقصد أحد أفراد العريس أو العريس نفسه أهل خطيبته لتقديم الفطور من الباب مباشرة أين يقوم بإعطائها مختلف الحاجيات التي قام بجلبها، فعادة يتم تقديم ما يعرف بـ زلابية، قلب اللوز، حلويات ومرطبات، شامية، مكسرات، فواكه وهناك من يضيف بعض اللحوم، وهذا بحسب قدرة كل عائلة وعريس، ليحدث العكس مستقبلا حيث عندما تتزوج الفتاة تقوم عائلتها بإحضار الفطور لها في بيت زوجها مثل ما فعل العريس سابقا وهي كانت في فترة الخطوبة.
وبين كل هذا وذاك، يمكن القول إنه رغم الظروف الاجتماعية الصعبة لازالت العيديد من الأسر تحافظ على تقاليدها، فحسب الكثيرين هذه الهدايا وما يقدم للعروس يعبر فقط عن عربون محبة وتمسك بزوجة الابن المستقبلية وفق عادات متعارف عليها منذ الأزل، رغم الانتقادات التي باتت تلاحق هذا “العُرف الاجتماعي” لما يعتبره الشباب وكثير من العائلات “نفقات إضافية تُثقل كاهل الرجل وعائلته”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024