علامة محلية بامتياز في شهر رمضان

عين تموشنت..خبز “السديــر” سيّد المائدة

 دأبت العائلات التموشنتية على تنويع المائدة الرمضانية بشتى أنواع الأطباق العصرية منها والتقليدية، غير أنّ خبز “السدير” يبقى الحاضر الدائم على مدار الشهر الفضيل، ولا تخلو أي مائدة رمضانية بعين تموشنت من خبز “المطلوع” أو “السدير”، اللذين يضفيان نكهة خاصة فضلا عن كون حضورهما يشكّل تقليدا متوارثا، وإحدى صور التشبث بالعادات المحلية.
رغم تنوع مختلف أصناف الخبز المعروضة في المخابز، وتوفر خبز المطلوع على نطاق واسع خاصة خلال شهر رمضان الفضيل، إلا أن خبز “السدير” التقليدي يبقى يشكل “علامة محلية” محافظة على خصوصيتها، ومرتبطة أساسا بتقليد متوارث لدى عدد من عائلات المنطقة.
ويتم طهي “السدير” داخل فرن تقليدي فوق أوراق الدوم التي تلتصق فيه، وتعطيه صورة مميزة عن خبز المطلوع، حيث تشتهر به مناطق الزوانيف وسوق الإثنين وولهاصة وعديد القرى المجاورة لها، حسبما ذكره عبد القادر الذي يمتهن حرفة بيع الخبز التقليدي.
وبينما تعتمد غالبية النساء على الدقيق في إعداد خبز المطلوع أو السدير، فإن البعض الآخر تحبّذن إعداده بطحين الشعير أو القمح ولكل منها نكهته الخاصة مميزة، حيث غالبا ما يكون التنويع في اقتناء الخبز التقليدي خيار الزبون، حسبما أكده ذات المتحدث.
ويستقطب خبز “السدير” العديد من العائلات خاصة بنواحي ولهاصة وسيدي ورياش والأمير عبد القادر، وعدد من المناطق المجاورة لها، وذلك للاستهلاك العائلي والبعض الآخر يجعل منه مصدرا للاسترزاق من خلال عرضه للبيع بأسعار تتراوح ما بين 50 دج إلى 100دج، يضيف نفس المصدر.
وتحافظ العديد من العائلات المقيمة بعدد من القرى الواقعة بذات الجهة على عملية تحضير خبز السدير على مستوى مواقد تقليدية مشيدة من الطوب، تستعمل خصيصا لطهي الخبز التقليدي على نار الجمر والحطب.
ولم يعد تحضير خبز “السدير” حكرا على النساء فقط بل عرف خلال السنوات الأخيرة إقبال عدد من الشباب على امتهان ذات الحرفة، باعتباره أصبح يشكل مصدر رزق لهم من خلال عرضه للبيع، حسبما أفاد به ذات المصدر.
ويباع خبز “السدير” التقليدي على مستوى بعض المحلات التجارية كتلك الواقعة بقرية بني غنام التابعة لبلدية الأمير عبد القادر، وكذلك بمداخل قرى البراج (بني صاف) وأيضا الزوانيف (ولهاصة).

نكهة رمضانية استثنائية

 يجد البعض في التّنقّل إلى غاية ضواحي قرية الزوانيف ببلدية ولهاصة لاقتناء خبز “السدير” نكهة رمضانية خاصة، حسبما جاء على لسان كمال الذي تنقل رفقة صديقه من عين تموشنت إلى غاية ذات المنطقة بغرض شراء “خبزات السدير”.
وقال ذات المتحدث، إن “الأمر لا يخلو من الطرافة الرمضانية من حيث المتعة في ربح الوقت والاستجمام بالمناظر الخلابة التي تتميز بها ذات المنطقة الساحلية، ليعود محملا بعدد من خبزات السدير ساعة قبل موعد آذان المغرب إلى بيته العائلي بعين تموشنت في رحلة 40 كلم ذهابا وإيابا غالبا ما ينظّمها كل يومين أو ثلاثة في الأسبوع “.
ولا يقتصر بيع هذا الخبز التقليدي بالجهة خلال شهر رمضان فقط بل هو متوفر على مدار السنة، غير أنّ رواج تجارته يرتبط أساسا بالشهر الفضيل وأيضا خلال موسم الاصطياف، حيث يكثر عليه الطلب من طرف زائري ولاية عين تموشنت. 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024