تشهد بلدية ماكودة بتيزي وزو هبة تضامنية لمواطنين حضروا من مختلف مناطق تيزي وزو، وهذا لتقديم المساعدة والمساهمة في تشييد منزل لثلاثة يتامى “توأمين ذكر يبلغان من العمر 16 سنة، وفتاة في العقد الثاني من عمرها” فقدوا والدتهم في عمر الصبى بعد معاناة طويلة من المرضى والعيش المرير مع رجل لم يقدر يوما معاناتهما وكفاحها في العمل من اجل تربية ابنائهم، في الوقت الذي تنصّل هو من مسؤولية الابوة والانسانية، ليعيشهم في جحيم لا يطاق أثر سلبا على حياة أبنائه وحتى زوجته التي فارقت الحياة مخلفة وراءها ثلاثة يتامى تيتموا مرتين وفاة والدتهم وتخلي والدهم عليهم.
قصة يتامى ترمتين التي هزت الشارع الجزائري، بدأت بعد سنوات مريرة من المعاناة مع المعاملة القاسية للاب، والتي أزمتها سقوط وتهاوي كوخ الطوب الذي يسكنون فيه جراء الامطار الغزيرة التي أدت الى سقوط شجرة عليه متسببة في هدمه سنة 2012، ما أدى الى خروجهم من المكان مستنجدين بإحدى الغرف في انتظار ان يجدوا مكان لائق يأويهم، ولكن مرت السنوات وبقوا حبيسي جدران تلك الغرفة التي عرفوا فيها كل أنواع الحرمان والمعاناة.
معاناة هؤلاء اليتامى بعد وفاة والدتهم وتخلي الاب عنهم، دفعت بالفتاة مليسا الى طلب المساعدة من أجل انتشالها رفقة أخويها القاصرين من الشارع والخوف الدائم الذي تعيش فيه.
نداء الفتاة مليسا لامس قلوب كل الجزائريين، حيث سارع أحد المحسنين من بلدية ماكودة الى التبرع بقطعة أرض لهم من اجل تشييد منزل يأويهم ويضمن لهم العيش في طمأنينة، وتلتها هبة تضامنية من كل أبناء هذه المنطقة الذين سارعوا من أجل تقديم المساعدة والاسراع في أشغال البناء التي تقدمت بشكل ملحوظ في أقل من عشرة أيام، وهذا لاحتضان هؤلاء اليتامى في منزل الامل الذي شيد من أجلهم كونهم أصبحوا أبنائهم رافضين ان يطلق عليهم اسم يتامى لأنهم أصبحوا اليوم عائلتهم الثانية.
مظاهر التكافل والتعاون والاخوة، هي عنوان هذه الهبة التضامنية التي استقطبت مواطنين من مختلف بلديات ولاية تيزي وزو، والذين يعملون ليلا ونهارا من أجل استكمال الاشغال وتسليم المنزل لهؤلاء اليتامى قبل العيد، وهذا من أجل ادخال الفرحة الى قلوبهم بعد سنوات من المعاناة ذاقوا خلالها كل أنواع الحرمان والوجع.
