رمضــان عـبر العالم

رمضـان فـي باريـس..شعائـر وطقـوس إسلاميـة

 المسلمون في باريس هم جزء من الجسد المسلم في العالم، وتعاطيهم مع المشهد الرمضاني في معظم تفاصيله شبيه بتعامل المسلمين مع هذا الشهر العظيم، سواء كان بالسلب كالنمط الاستهلاكي والسهر المبالغ فيه، أو بالإيجاب كالإقبال على المساجد والدعوة والصدقات وقراءة القرآن، وهذا من بركة الشهر العظيم.
رمضان لم يولد هنا أصلا، بل جاء في حقائب المهاجرين الأوائل، وتحتضن باريس وضواحيها حوالي 3 ملايين مسلم من شتى بقاع العالم.

لمّ شمـل العائلـة..طقوس رمضانية تصنـع الــدفء الاجتماعــي

 مع أن عجلة الحياة تدور في الغرب بسرعة، ولا تعطي فرصة لالتقاط الأنفاس، فإن كثيرا من المسلمين الباريسيين يحرصون على تناول الإفطار مع عائلاتهم في البيوت، ويعد لمّ شمل العائلة على مائدة الإفطار وتبادل الزيارات والأكلات مع الجيران من أهم الثمار التي تقطفها المجتمعات الإسلامية في رمضان، لكنها تكون ذات دلالات نفسية وأبعاد ثقافية أعمق وأشمل عنما تكون في بلاد المهجر.
وترى الأسواق تعج بالمنتوجات التراثية التي تشتهر في هذا الشهر من أنواع المأكولات والحلوى والمرطبات، وترى المسلمين يحرصون على التواصل والعطاء في هذا الشهر بما لا يحصل في غيره، ويحرصون على السحور والإفطار معا، وأداء الصلوات في المساجد.
وفي رمضان ترقّ القلوب وتسمو الأرواح، ويرافق هذا السمو شغفٌ في الذهاب إلى المكتبات، والاطلاع على آخر الإصدارات والكتب الإسلامية، حيث يتزايد فيه الإقبال على المكتبات وشراء الكتب والدوريات، من الصغار والكبار، من المسلمين الأصليين أو الذين أسلموا حديثا، ومن غير المسلمين الذين يأتون للاطلاع على قضايا معينة، لرؤية تعامل الإسلام معها، وبعضهم يأتي للتعمق في القضايا الفقهية التي تهم المسلمين، وأكثرهم يأتون للبحث في ماهية الإسلام ومبادئه.
ورمضان بباريس هو أنشطة خيرية تحمل روح الصيام، يهب المتطوعون في الجمعيات الخيرية أنفسهم للبذل والعطاء، ويحاولون الوصول بخدماتهم وعطائهم إلى الذين تقطعت بهم سبل العيش في باريس، وتعكس مائدة الإفطار الجماعية صورة من أجمل صور التكافل والتراحم التي تعمّ المجتمع الإسلامي في باريس خلال شهر الرحمة والبركة، ويحرص أغلب المسلمين هناك على المشاركة في هذه المائدة المباركة.
وبعد صلاة التراويح يجتمع المصلون في قاعة الشاي بجوار المصلى، يتجاذبون أطراف الحديث، في مشهد قلما يتكرّر في غير رمضان، ويعقدون صفقات رابحة؛ من علاقات مصاهرة ونسب، إلى صفقات تجارية، وحتى مجرد صداقات وعلاقات أخوّة تزداد ترابطا مع الأيام.

حصالة المنـزل..صدقــات تجمعهـا العائــلات لفلسطـين

 تبقى فلسطين حاضرة في المشهد العربي والإسلامي أينما كان، فيبادر الصغار إلى جمع النقود بحصّالات يضعونها في بيوتهم، ويحثون العائلة جميعها على التبرع كل يوم، ولو بمبلغ بسيط، ثم يجمعون الحصالات في آخر الشهر المبارك ويرسلونها إلى أشقائهم في فلسطين.
وفي نهاية رمضان يحرص المركز الإسلامي على جمع زكاة الفطر من المسلمين وتوزيعها على المحتاجين، ويستمر في ذلك حتى صبيحة يوم العيد، وقبيل صلاة العيد التي تؤمّها جموع غفيرة من المسلمين في باريس، تضيق بهم جنبات مسجد المركز.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024