رمضـان حول العالم

أمريكــــا..هكذا يحيي المسلمون شهر الصّيام

 مع بدء رمضان، تتسابق المساجد لإعداد أنشطة وفعاليات دينية وثقافية لخدمة أبناء الجالية بأعمارهم المختلفة، خاصة ما يتصل بالشباب، في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه أبناء الجالية المسلمة في الولايات المتحدة، كما تقوم بعض المساجد باستقطاب دعاة وقرّاء من خارج الولايات المتحدة، أو من ولايات أخرى، لإثراء برامجهم خلال الشهر.
أحد أبرز الأنشطة، ليلة تسمى بـ “ليلة الشباب”، حيث تُقام كل سبت في بعض المساجد أنشطة للشباب الذين تزيد أعمارهم عن 13 عامًا، بوصفه يوم إجازة في الولايات المتحدة، ويجتمعون في تلك الليلة لصلاة التراويح والتهجد، وتتخللها خواطر دعوية وسحور جماعي، ويحرص الآباء والأمهات على تشجيع أبنائهم لحضور مثل تلك الأنشطة.
أما أكثر ما يميّز المساجد في الولايات المتحدة برامجها في العشر الأواخر، فبالإضافة إلى فتح أبواب الاعتكاف للرجال والنساء في أماكن منفصلة، فإنه يتخللها برنامج متواصل يبدأ من صلاة العشاء ثم التراويح، مرورا بالتهجد والسحور الجماعي، ومنذ اليوم الأول من رمضان، تقيم كثير من المساجد صلاة التراويح بـ 20 ركعة مصحوبة بخاطرة في المنتصف، وركعتي الشفع والوتر.
وتشهد المساجد في رمضان، خاصة في العشر الأواخر، إقبالا واسعا على التبرعات من جانب المسلمين، الذين يُسهمون في رفد المسجد بالموارد المالية اللازمة لاستمرار أنشطته وتلبية احتياجاته، أو ما يُجمع من تبرعات لدعم الفقراء والمحتاجين حول العالم، عبر الجمعيات الرسمية المسجلة.

مشاركـة فــي الأجـــر

«السلام عليكم، رمضان مبارك، يبدو أن الجو سيكون ملائما لإقامة إفطار جماعي في المركز الإسلامي بولاية كنساس الأمريكية، لذا، سنقيم إفطارا يتشارك فيه الجميع، أحضروا الأطباق التي تحبونها”.
هذا نصّ أرسلته إدارة المركز الإسلامي لأبناء الجالية المسلمة لإقامة مأدبة إفطار جماعي في شهر رمضان، فنشاط كهذا، لا يُقام مرة واحدة في رمضان، بل يتكرر بحسب إدارة المسجد واستعداد أبناء الجالية ورغبتهم.
قبل أذان المغرب بنصف ساعة تقريبا، يبدأ الأهالي بالتوافد، تُفتح أبواب السيارات، ويخرج الأطفال راكضين، وتبدو على وجوههم الحماسة للقاء أقرانهم، بينما تخرج أمٌّ محمَّلة بوجبة طاب لها إعدادها، ويأتي أب ومعه إبريق من الشاي أو القهوة.
أما هناك، وفي داخل الخيمة التي تستضيف الإفطار، طاولة ممتدة مهيّأة لوضع الطعام فوقها، بينما يتواجد المتطوعون في وقت أبكر لتحضير المقاعد والطاولات المخصصة لتناول الطعام، ومن ثم الاستعداد لسكب أصناف الطعام للحضور، وعند أذان المغرب، يتناول الصائمون عدة تمرات، ويشربون الماء والحساء، ثم يستعدون للصلاة، التي يتبعها تناول الوجبة الرئيسية للإفطار.
وعلى موائد الإفطار تُروى مجموعة من الحكايات، ويُمكن أن نقرأ عبرها جانبا من الثقافة التي تبتكرها الجاليات المسلمة، وتحرص عليها خلال شهر رمضان في المناطق التي تقطنها.
ولهذه الموائد الرمضانية الجماعية ثلاثة أشكال، أولها الإفطار التشاركي، حيث تقوم فيه العائلات بإعداد طبق أو طبقين من أصناف المائدة الممتدة، وفي أحيان أخرى يكون الإفطار التشاركي مخصصا لعموم الجالية، وفي أحيان أخرى يُخصص للأطفال، احتفاءً بصومهم وتشجيعا لهم.
وثاني أشكال الموائد هو الإفطار الجماعي، الذي يُقام مرة في الأسبوع على أقل تقدير، ويتكفل بهذا الإفطار متبرعون قبل بداية الشهر، بالتنسيق مع إدارة كل مسجد على حدة.
أما ثالث أشكال الموائد التي تقام بشكل يومي، فهو أطعمة تقدمها مجموعة من العائلات التي تتطوع لإعداد وجبات يومية لخدمة مرتادي المسجد، خاصة من الطلبة المغتربين للدراسة، أو أولئك المغتربين عن أهلهم لظروف العمل.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024